نص "إعلان القاهرة" الصادر عن وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر بخصوص ليبيا
أصدر وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر، في ختام اجتماعهم بالقاهرة اليوم، للتشاور حول مستجدات الوضع الليبي وجهود دعم الحوار الليبي-الليبي؛ إعلان القاهرة الوزاري لدعم التسوية الشاملة في ليبيا.
وفيما يلي نص إعلان القاهرة:
1- اجتمع في القاهرة يوم 15 نوفمبر 2017 سامح شكري، وزير خارجية جمهورية مصر العربية، وعبد القادر مساهل، وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، والسيد خميس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية للجمهورية التونسية، للتشاور حول مستجدات الوضع الليبي وجهود دعم الحوار الليبي- الليبي للتوصل لحل شامل للأزمة الليبية، في إطار المبادرة الثلاثية التي تضم الدول الثلاث، ومتابعة لاجتماعاتهم السابقة في تونس في 20 فبراير 2017 وفي الجزائر يومي 5 و6 يونيو 2017.
2- جدد الوزراء تأكيد مواقف بلدانهم الثابتة والمبادئ التي تقود تحركهم المشترك لدعم جهود حل الأزمة الليبية، وعلى رأسها الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا وسلامتها الإقليمية، والتمسك بالحوار وبالاتفاق السياسي الليبي كأساس وحيد لتسوية الأزمة الليبية، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في ليبيا أو اللجوء للخيار العسكري.
3- ثمن الوزراء الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى ليبيا د. غسان سلامة، معربين عن تقديرهم للخطة السياسية التي قدمها لمعالجة الأزمة الليبية، وحثوا جميع الأطراف الليبية على إبداء المرونة الكافية خلال المفاوضات الجارية في تونس، والسعي للتوصل للتوافقات المطلوبة، مشددين على أهمية إعلاء المصالح الوطنية الليبية فوق أي اعتبار آخر.
4- في هذا السياق، استعرض الوزراء الجهود التي بذلتها مصر والجزائر وتونس خلال الفترة الأخيرة لتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف الليبية وتشجيعهم على التجاوب مع جهود المبعوث الأممي، وناشدوهم الامتناع عن استخدام العنف أو اللجوء إلى أي شكل من أشكال الخطاب التحريضي، أو الإجراءات التصعيدية، مؤكدين أهمية تحقيق اختراق في مسار التسوية في أقرب وقت ممكن، تمهيداً لعقد الانتخابات التشريعية والرئاسية وإنهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا، وتجنب حدوث أي فراغ سياسي أو أمني لن تستفيد منه سوى التنظيمات الإرهابية والأطراف الراغبة في عرقلة العملية السياسية وارتهان مقدرات الشعب الليبي لحساب مصالحها الضيقة.
5- كما ناقش الوزراء آخر التطورات الأمنية في ليبيا، محذرين من خطورة استمرار تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا، وانعكاسات ذلك على الحياة اليومية للمواطنين الليبيين، وأكد الوزراء أهمية استمرار ودعم التنسيق الأمني وتبادل المعلومات وتعزيز التعاون فيما بينهم في مجال مكافحة الإرهاب.
6- أشاد الوزراء بأهمية آلية دول جوار ليبيا، ورؤيتها تجاه حل الأزمة الليبية لمرافقة الشعب الليبي على درب استعادة أمنه واستقراره.
7- اتفق الوزراء على مواصلة مشاوراتهم، وأن يعقد اجتماعهم المقبل في الجمهورية التونسية في موعد يحدد بالتشاور فيما بينهم.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الجزائر، عبد القادر مساهل، أهمية انعقاد الاجتماع الثلاثي اليوم.. مشيرا إلى أن الدول الثلاث لا تدخر جهدا للتقريب بين الأشقاء في ليبيا من أجل تحقيق الاستقرار.. وأوضح مساهل أن الدول الثلاث تؤيد وتساند الجهود التي يقوم بها المبعوث الدولي إلى ليبيا، غسان سلامة.
وردا على سؤال حول مستقبل العملية السياسة في ليبيا وعما إذا كان اتفاق الصخيرات قد أصبح الآن في مهب الريح.. قال وزير الخارجية سامح شكري إننا لا نرى أن الاتفاق السياسي في خطر.. مشيرا إلى أن الاستحقاقات من خلال التواريخ سيتم التعامل معها من قبل الهيئات الشرعية الدولية والجهود التي تبذل حاليا من جانب المبعوث الأممي وبالتأكيد فإن التواريخ هي حافز إضافي لوصول الأشقاء في ليبيا إلى الاستحقاقات اللازمة للمسار السياسي الذي يخرج ليبيا من الوضع الحالي، وكل هذا يتوقف على الحوار الليبي- الليبي.
ومن ناحيته.. قال مساهل إننا سنواصل تأييدنا لجهود المبعوث الأممي من أجل دعم الأشقاء في ليبيا.
كما أكد وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، أن الاتفاق السياسي هو القاعدة الأساسية للمسار التفاوضي، مضيفا أن المبعوث الأممي غسان سلامة تقدم بتعديل الاتفاق حسب رغبة الليبيين أنفسهم، ونحن بصدد التحضير لمرحلة انتقالية وإجراء انتخابات شفافة.
وحول نتائج جولة العربية التي قام بها شكري مؤخرا وإمكانية نزع فتيل الأزمة الحالية.. أكد شكري أنه قام بنقل رسائل شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى زعماء الدول الست التي شملتها الجولة وتركز على مواجهة التحديات التي تواجهنا جميعا من خلال تعزيز التضامن والتواصل لوضع الرؤى المشتركة والعمل على تعزيز استقرار الدول العربية لمواجهة هذه التحديات.
وحول الدعوة التي وجهها أمير دولة قطر لرئيس وزراء إثيوبيا لزيارة بلاده وما إذا كان يرى أن قطر تسهم في إفشال مفاوضات سد النهضة.. أكد وزير الخارجية سامح شكري خلال المؤتمر الصحفي لوزراء خارجية دول جوار ليبيا، أن الزيارات على مستوى القمة تحدد تواريخها بشكل مسبق ونحن لا نفترض افتراضات.
وأوضح شكري أن المسؤولية تقتضي التدقيق والحصول على معلومات مؤكدة ونحن نعمل في إطار العلاقات "المصرية- الإثيوبية" على مدى السنوات الثلاث الماضية لبناء الثقة والتعاون والشفافية وتعظيم المصلحة المشتركة.
وأعرب وزير الخارجية عن ثقته في أن الرغبة مشتركة.. مشيرا إلى أنه علينا أن نتغلب على المصاعب على أسس من المصارحة والمكاشفة ومراعاة مصالح الآخر بشكل متساوٍ وعلى أساس مبدأ الاحترام المتبادل ومراعاة مبادئ القانون الدولي.
وعن الخطر من الجماعات الإرهابية في المنطقة.. أكد شكري أن اجتماع اليوم تناول التهديدات من الأعمال الإرهابية على الدول الثلاث.. لافتا إلى أنه استعرض خلال الاجتماع الجهود التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية لتأمين الحدود الغربية، مشيرا إلى استمرار استهداف الأمن المصري واستمرار البعض في دعم الأعمال الإرهابية من خلال ما توفره لتلك التنظيمات من سلاح وعتاد لاستهداف المواطنين المصريين والأمن المصري والقوات المسلحة والشرطة.. وشدد شكري على ضرورة القضاء على المنظمات الإرهابية.
وأوضح أنه قد جرى التأكيد خلال الاجتماع على أن التحديات التي تواجه الدول الثلاث في هذا الإطار واحدة، مشددا على ضرورة التوافق والتعاون لتأمين الحدود وحماية الاستقرار.. مشيرا إلى أننا ننسق على المستوى الأمني والعسكري لتأمين أراضينا.
وردا على أسئلة الصحفيين حول ما تشهده المنطقة، أكد وزير الخارجية سامح شكري أن الساحة العربية تموج بالاضطرابات منذ نحو سبع سنوات سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا ومحاولات للنفاذ للشأن الداخلي.. مشددا على ضرورة العودة لحالة الاستقرار من خلال التضامن العربي.