

طارق مرسي
العميد المخالف!
قبل سنوات طرح الشارع الرياضى فكرة تولى مدرب مصري منتخب الفراعنة لأسباب متنوعة، منها استعادة أمجاد الجنرال محمود الجوهرى والمُعلم حسن شحاتة، والنجمان من أصحاب إنجازات لا تنسى، فالأول أعاد منتخب مصر إلى المحافل العالمية وصعد لكأس العالم عام 90 فى إيطاليا، فضلاً عن تحقيق بطولة أمم أفريقيا عام 1998، أمّا الثانى فقد حقق ثلاثية أفريقية لم تتكرر، بالفوز بثلاثة ألقاب متتالية لكأس الأمم الأفريقية، وهو رقم قياسى لم يحققه أى مدرب آخر سواء فى مصر أو على مستوى القارة السمراء، أمّا أبرز الأسباب فكان تطبيقًا لرؤية الرئيس بالاعتماد على سواعد مصرية، وهى رؤية شاملة لبناء الجمهورية الجديدة.
فى الطرح الأول لاختيار مدرب وطني انقسم الشارع الكروى لحسم ملف المدير الفنى المصري المنتظر ما بين عودة المُعلم وحلمى طولان وطلعت يوسف والراحل إيهاب جلال، وفى هذا التوقيت كشفتُ فى «روزاليوسف» عن اتجاهى لاختيار حسام حسن، باعتباره الأجدر من بين الأسماء المطروحة لتاريخه الكبير لاعبًا وخبراته كمدرب خاض تجارب صعبة مع الزمالك والمصري البورسعيدى والاتحاد وأيضًا مع المنتخب الأردنى على غرار أستاذه محمود الجوهرى، لكن الأمور استقرت على الراحل إيهاب جلال، ولم تكن الأجواء مناسبة لتحقيق أفكاره وفشلت التجربة قبل أن تكتمل ملامحها، فلم يستمر إيهاب جلال على رأس القيادة الفنية للمنتخب المصري، سوى شهرين فقط؛ حيث تولى القيادة الفنية للفراعنة فى 12 أبريل عام 2022 قبل أن يرحل فى 16 يونيو من العام ذاته.
وقاد «جلال» المنتخب المصري فى ثلاث مباريات فقط؛ حيث بدأ مشواره فى 25 أبريل بمواجهة منتخب غينيا، فى الجولة الأولى من التصفيات الأفريقية المؤهلة لأمم أفريقيا 2023، وانتهت لصالح منتخب مصر، بنتيجة هدف دون مقابل، وفى الجولة الثانية من التصفيات، تلقى الهزيمة، بنتيجة هدفين دون مقابل، من منتخب إثيوبيا خارج مصر. وآخر مباراة خاضها فى 14 يونيو 2022 أمام منتخب كوريا الجنوبية وديًا، وانتهت بهزيمة الفراعنة بأربعة أهداف مقابل هدف واحد. وعقب هزيمة المنتخب برباعية، قرّر الاتحاد المصري لكرة القدم، رحيل إيهاب جلال عن قيادة منتخب مصر، بعد ثلاث مباريات فقط مع الفراعنة.
أمّا «حسام حسن» الذي تولى قيادة المنتخب منذ عام ونصف العام فلم تظهر كراماته ولم نرَ سوى انفعالاته (على الفاضى والمليان) وتوجيهاته البدائية التي لا يراها إلا الجمهور على الشاشة متجاهلاً آراء النقاد والجماهير معاً، ورغم ضمان الوصول لنهائيات أمم أفريقيا واقتراب تحقيق حلم الصعود لمونديال كأس العالم فترة قيادته فإن أداءه الفنى والخططى مُخيّب للآمال ولم يلقَ القبول وأدى إلى هبوط المنتخب على مستوى الأداء وغياب شخصية الفراعنة فى كل المباريات التي خاضها حتى الآن وأغلبها أمام منتخبات ضعيفة ومجموعات سهلة ونتائج قادر على تحقيق أفضل منها سيد عيد مدرب بتروجيت ومحمد الشيخ مدرب وادى دجلة ومحمد مكى مدرب المقاولون العرب، والثلاثى من العناصر القوية هذا الموسم فى الدوري المصري.
نتائج العميد- رغم الدعم الذي يحصل عليه من اتحاد الكرة - قدمت مؤشرات سيئة سبقتها اختيارات غريبة لعناصر المنتخب التي تفتقد للعدل الكروى والاتزان الفنى منذ أول قائمة مرشحة اختارها وحتى آخر قائمة، وفى كل اختيار يسلك حسام حسن مسلك «العميد المخالف» بضم عناصر تمثل علامات استفهام بعضها بعيد عن مستواه والآخر بعيد عن الملاعب، ولا تخلو الاختيارات من تغليب المَصالح والحسابات الشخصية وتطبيق مبدأ «الحب والكراهية»، وهذه الأمور ليست خافية، وكل هذه الثوابت الشاذة فى طريقها لإهدار فرصة عمره وضياع حلم المصريين فى تحقيق بطولة أفريقيا والوصول لأبعد نقطة فى بطولة كأس العالم فى ظل وجود عناصر ذهبية فى الفريق، مثل محمد صلاح وعمر مرموش، وهما ضِمْن أفضل لاعبين على مستوى العالم.
أمام حسام حسن وجهازه فرصة أخيرة لإعادة الحسابات وتصحيح الأخطاء وطرح (الفذلكة) جنبًا فى بطولة أمم أفريقيا، ولن يقبل أى مصري سوى تقديم مستوى فنّى يليق بتاريخ مصر وإحراز البطولة، ومن دون ذلك لن يكون هناك مُبرر واحد لاستمراره للقيادة فى كأس العالم، فمصر فوق الجميع ياعميد .
نقلًا عن مجلة روزاليوسف