الأحد 28 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

المؤتمر العام للأدباء يحتفي بمسيرة وإبداع الاديب الراحل محمد جبريل

فعاليات مؤتمر الأدباء
فعاليات مؤتمر الأدباء

شهدت قاعة نادي الأدب بقصر ثقافة العريش انعقاد المائدة المستديرة الأولى، ضمن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السابعة والثلاثين، دورة "الأديب الكبير الراحل محمد جبريل"، والذي يقام هذا العام تحت عنوان "الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء الدكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ويترأسه الشاعر والسيناريست الدكتور مدحت العدل، ويتولى أمانته العامة الشاعر عزت إبراهيم، وتستمر فعالياته حتى 29 ديسمبر الجاري 2025، في إطار برامج وزارة الثقافة.

جاءت المائدة المستديرة تحت عنوان "حول شخصية المؤتمر الكاتب محمد جبريل"، وشارك بها الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، والدكتورة زينب العسال، وأدارها الكاتب أحمد فضل شبلول.

وفي كلمته، أشار الكاتب أحمد فضل شبلول إلى أن الكاتب الراحل محمد جبريل ولد عام 1938، وترك إرثا إبداعيا ثريا في مجالات الرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية والمسرح، حيث أصدر ما يزيد على 90 عملا، من بينها أعمال ما زالت تحت الطبع، شملت 53 رواية، و15 مجموعة قصصية، وكتابين للطلائع والأطفال، وأربعة كتب في السيرة الذاتية، و19 كتابا في الدراسات الأدبية. كما أشار إلى علاقة الصداقة القوية التي ربطته بالأديب العالمي نجيب محفوظ، بوصفها صداقة بين جيلين.

ومن جهته، استعرض الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، السيرة الذاتية للكاتب محمد جبريل، مؤكدا أنه يعد من أبرز الكتاب والأدباء والصحفيين في مصر والوطن العربي، ومن الذين كان لهم تأثير كبير في الوسطين الثقافي والأدبي. 

وأوضح أن جبريل امتلك أدوات متعددة مكنته من خدمة أجيال عديدة من الأدباء داخل مصر وخارجها، من خلال إشرافه على صفحات "شباب الأدب" و"قضايا أدبية" بجريدة المساء، إلى جانب ندوته الأسبوعية بنقابة الصحفيين، وكان حريصا على التشجيع والدعم وتعزيز الروابط بين الأجيال الأدبية.

 

وأضاف أن للكاتب الراحل رؤية فلسفية خاصة في الحياة، تقوم على فكرة الجودة والنقد العميق والجدية، دون تصيد للأخطاء، مشيرا إلى أن فلسفته تمثلت أيضا في مبدأ الاستغناء، حيث لم تكن له علاقات وثيقة بقطاعات السينما أو الدراما التلفزيونية أو المسرح، على عكس تجربة نجيب محفوظ، وهو ما انعكس على طبيعة انتشاره.

كما تناول "ناصف" كتابه الصادر ضمن إصدارات المؤتمر بعنوان "محمد جبريل.. مشروع حياة"، موضحا أنه يتضمن قراءات تحليلية لعدد من مؤلفات محمد جبريل، من خلال محاور متعددة، من بينها: جبريل والتاريخ، جبريل والوطن، جبريل والسيرة، والتجريب في رواياته، مؤكدا أن الكتاب يمثل بذورا نقدية لأعمال الكاتب الراحل.

وأوضح أن تناول التاريخ عند محمد جبريل ينطلق من الفكرة الجماهيرية للتاريخ، كما في تناوله لشخصية الحاكم بأمر الله من خلال تفاعل الآخر معه، ورواية "قلعة الجبل" التي جاءت بوصفها رواية متخيلة ذات ملمح تخييلي، تناولت فكرة قهر الحب. أما علاقة جبريل بالوطن، فبدأت من مكتبة والده، مرورا بشارع إسماعيل صبري، ثم الأنفوشي والإسكندرية، وصولا إلى مصر والعالم العربي، كما في رواية "كوب شاي بحليب".

وأشار إلى أن السيرة عند محمد جبريل لم تقتصر على السيرة الذاتية فقط، بل شملت السيرة الغيرية، وسيرة المكان، وسيرة الزمان، حيث استفاد من السيرة الذاتية في تحويلها إلى روايات تسجيلية. أما التجريب في رواياته فتمثل في فكرة التاريخ المتخيل، ومن أبرز نماذجه رواية "أهل البحر"، وتميز أسلوبه السردي باستخدام الجملة الاعتراضية والمشهدية.

وفي كلمتها، تناولت الدكتورة زينب العسال، كتاب "عمر من الأغنيات" للكاتب الراحل، والذي يعد سيرة ذاتية تناولت مراحل حياته من الطفولة حتى الزواج، مشيرة إلى تأثره العميق بوفاة والدته وهو في السابعة من عمره، رغم قسوتها عليه، مؤكدة أن هذا الحدث ترك أثرا بالغا في وجدانه. 

وأوضحت أن الكتاب تضمن أولى الأغنيات التي ارتبط بها، وعلاقته بالعالم من حوله، من الحرب العالمية إلى فانوس رمضان، عبر عدد من الأغنيات الطفولية.

وأضافت أن الغناء كان من أحب العادات إلى قلب محمد جبريل، خاصة في الصباح، لأصوات مطربي الإسكندرية مثل حورية حسن وبدارة وعزت عوض الله. كما أشارت إلى أنه خلال كتابته لرواية "رباعية بحري" قام بجمع الأغاني الشعبية المرتبطة ببيئة الصيادين، مؤكدة أن لديه شفافية إنسانية قريبة من التصوف، تجلت في عدد من أعماله، إلى جانب اهتمامه بالفن التشكيلي وقراءات الشباب.

واختتمت حديثها بالتأكيد على دعمه الدائم لها، وتشجيعه المستمر على الكتابة والإنتاج.

وشهدت المائدة عددا من المداخلات، حيث تحدث الشاعر الشرقاوي حافظ عن علاقته بالكاتب الراحل، وحضوره ندواته بجريدة المساء، مشيرا إلى أنه رغم الهجوم النقدي الذي تعرض له في بداياته، إلا أن محمد جبريل كان داعما ومشجعا له باستمرار. 

كما أكد الدكتور أسامة نقيب، اتحاد كتاب الغربية، أن الكاتب الراحل شخصية ملهمة على مختلف المستويات، وله أدوار ثقافية متعددة وعناصر إبداعية لامعة في أدبه. 

فيما أعرب الكاتب عيد عبد الحليم عن سعادته بالاحتفاء بمحمد جبريل في المؤتمر هذا العام، مؤكدًا أنه كان الداعم الرئيسي لأعماله الأدبية، وواحدا من أهم صناع الهوية الثقافية المصرية.

ويعقد المؤتمر بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، وينفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، وإدارة المؤتمرات وأندية الأدب، بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة شمال سيناء.

ويشارك في المؤتمر نخبة كبيرة من الأدباء والمبدعين والباحثين والنقاد والإعلاميين، ويشهد 11 جلسة بحثية، وورشا متخصصة في كتابة الدراما والسيناريو، وموائد مستديرة، إلى جانب أمسيات شعرية وقصصية وعروض فنية، ويكرم عددا من المبدعين والنقاد والإعلاميين، كما يصدر المؤتمر عددا من الإصدارات المهمة التي تحتفي بشخصية الدورة وإبداعات أدباء شمال سيناء وكتاب أبحاث المؤتمر.

وتختتم فعالياته بعقد جلسة التوصيات في الثامنة والنصف مساء الاثنين 29 ديسمبر الجاري، إلى جانب تكريم عدد من الرموز الإبداعية في مصر، وتكريم خاص لمبدعي شمال سيناء من الأدباء والنقاد الذين قدموا إسهامات متميزة في الحياة الأدبية والثقافية المصرية.

تم نسخ الرابط