عاجل
السبت 1 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
القدس عربية مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي

طوفان العودة

  القضية الفلسطينية، هى قضية شعب يناضل من أجل حقوقه التاريخية والمشروعة فى البقاء فى أرضه، فلم يرهبه القتل والإبادة ولا الجوع، بل ظل صامدًا أمام آلات القتل الصهيونية، ليكتب فصلًا جديدًا فى سجل الصمود والكفاح الفلسطيني، وجاءت عودة النازحين إلى غزة بعد قرار وقف إطلاق النار، ليؤكد أن الشعب الفلسطينى لن يترك أرضه ويهاجر، بل سيكتب بدمائه على ترابها “فلسطين للفلسطينيين”.



من جانبه، قال السفير معتز أحمدين سفير مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا، فى تصريحات خاصة لـ”روزاليوسف”، إن مشهد العودة والنزوح لسكان قطاع غزة أكبر دليل على تحدى وصمود الشعب الفلسطينى وتمسكه بالأرض حتى الرمق الأخير، بصرف النظر عن تصريحات الرئيس الأمريكى بالتهجير، وهى ليست جديدة، لكن الشعب الفلسطينى يثبت كل يوم أنه لن يغادر هذه الأرض.

وأشار إلى أن موقف مصر واضح تجاه القضية الفلسطينية، وتصريحات مصر كانت واضحة مع بداية الحرب وهو رفض التهجير القسرى للشعب الفلسطيني، حيث أعربت مصر عن قرار الرفض على أعلى مستوى وأبلغت كل الجهات الدولية بهذا الموقف، فمن المستحيل التراجع عنه وخصوصًا وأنه موقف أمن قومي، وحماية مقدرات وأرض الشعب الفلسطيني.

وتابع “أحمدين”: مشهد النزوح وعودة الفلسطينيين مرة أخرى لشمال قطاع غزة، أكد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وأنه ليس فى حاجة إلى الاستماع لتصريحات التهجير، أو الخروج وترك الأرض التي استشهد عليها أكثر من 50 ألف مواطن فلسطيني، والعودة اليوم إلى الركام والإصرار على التمسك بالأرض أبلغ رد.

فيما قال اللواء أركان حرب نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، وأستاذ العلوم الاستراتيجية، إن مشهد العودة الذي نراه اليوم أكبر دليل على صمود شعب عظيم ضحى بكل ما لديه من أجل هذا اليوم وهو الرجوع مرة أخرى، حتى إن كانت العودة للركام والدمار فهو انتصار للشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية، وأيضًا انتصار للقرارات المصرية والموقف الذي تبنته القاهرة تجاه الشعب الفلسطيني.

وتابع: «هذا المشهد الذي نراه يؤكد أن الفلسطينيين لن يقبلوا بأى قرار للمغادرة فهم يرون ركام أرضهم أفضل من نعيم الغرب، فهو شعب يؤمن بحريته وضرورة إقامة دولته المستقلة بكل عزم وإرادة فلسطينية، فلم تستطع قوات الاحتلال أن تقترب منها على مدار 15 شهرًا.

وأضاف اللواء سالم: على العالم العربى أن يتحرك تجاه القضية الفلسطينية بعد هذا المشهد المهيب، كما وقفت مصر بجانب القضية الفلسطينية، لأنها تؤمن بحق الشعب الفلسطينى فى البقاء على أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.

بدوره قال د. مصطفى كامل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: وسط مشاعر من الفرح الممزوجة بالتحديات والصعوبات، يعود الشعب الفلسطينى مرة أخرى إلى شمال قطاع غزة، وهو يعلم أنه لم يتبقى منها إلا الركام إلإ أنه قرر التوجه مرة أخرى ولا يعلم مصيره حين يصل فى ظل الدمار الواسع الذي طال منازلهم ومناطقهم بسبب القصف الإسرائيلى. 

وتابع : رغم تعب الطريق وطول الانتظار، وتأثيرات الحرب التي قضت على كل ما لديهم، إلا أنهم استمروا فى التدفق فى الساعات الأولى من تنفيذ بند العودة المتفق عليه فى وقف إطلاق النار بين حركة حماس وجيش الاحتلال، عائدين من جنوب القطاع إلى شماله، مضيفًا أن الجسور التي نقلت النازحين بعيدًا عن وطنهم يجب أن تكون نفسها الوسيلة لعودتهم إلى بيوتهم وأراضيهم، وأن ما شهده يعكس قدرة هذا الشعب على تحدى المستحيل فى سبيل البقاء على أرضه ووطنه، وهى لا تمثل العودة إلى شمال قطاع غزة فقط، بل أيضًا تحمل فكرًا أعمق وهو “العودة إلى الوطن.”

بينما أكد د.أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية، أن القيادة المصرية هى الأقرب للشعب الفلسطيني، ونحن على ثقة بما تقدمه للشعب الفلسطينى بما تتخذه من قرارات فى صالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وتابع: ردود الفعل جاءت حاسمة، حيث رفضت كل من مصر والأردن التصريحات الأمريكية، بداية من وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى الذي صرح بأن “المملكة ترفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين”، مؤكدًا موقف الأردن الداعم لحل الدولتين، أو حتى من جانب القيادة المصرية من خلال تصريحات  الرئيس السيسي الذي شدد على أن “تهجير الفلسطينيين إلى مصر خط أحمر”، مشيرًا إلى أن إخراج الفلسطينيين من أراضيهم يعنى عدم عودتهم إليها أبدا، وهو ما يهدد جوهر القضية الفلسطينية.

واضاف “الرقب”، أن هذه المواقف تنطلق من إدراك الدول العربية لمخاطر التهجير القسري، حيث يعتبر تهجير الفلسطينيين “تهديدا للأمن القومى المصري والأردنى على حد سواء”، بالإضافة إلى الضغوط التي تواجهها مصر منذ أشهر، لم تؤثر على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، بل العكس فى كل خطوة تثبت القيادة المصرية صلابة قراراتها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز