عاجل
الأربعاء 5 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الشيخ محمد مصطفى: الإسراء والمعراج تأييد من الله على صدق رسالته والرسول نبي له معجزات

الشخ محمد مصطفي صالح أمام وخطيب
الشخ محمد مصطفي صالح أمام وخطيب

أكد الشيخ محمد مصطفى صالح سيد، باحث ماجستير وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، أن الإسراء والمعراج ليست تسلية لرسول الله ﷺ وفقط وإنما يوجد ما هو أبعد وأعمق أثرًا.



وهو بيان أن رسول الله ﷺ مؤيد من الله وأنه نبي وله معجزات وتُخْرَقُ له القوانين والنواميس العامة ليكون ذلك تكريمًا ودليلًا على صدق رسالته.

كما حدث لسيدنا إبراهيم عليه السلام حينما ألقي في النار وخرج سالمًا غانمًا ولنأخذ في الاعتبار أن المقصد ليس النجاة لأنه لو كان المقصد النجاة ما مكنهم الله أصلا من الإمساك به أو أنزل الله المطر ليخمد النار.

وكما حدث مع سيدنا موسى حينما شق البحر بعصاه ليس المقصد النجاة.

وكما حدث لسيدنا عيسى من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى.

 

 

 

 

ولفت الشيخ محمد مصطفي أن لرحلة الإسراء والمعراج وقفات أولاها:

أن الله عز وجل صدر الآية بقوله "سبحان" وما يأتي بعد سبحان يكون فوق مستوى العقل البشري (كبير على دماغنا وتفكيرنا) ماجاء بعد قوله "سبحان" أمر خرق العادة والقوانين والنواميس لأن الطبيعي أن السير من مكة إلى بيت المقدس يأخذ وقتاً طويلاً ومشقة وجهدا لكن الله سبحانه وتعالى خرق هذا الوضع وجعله لنبيه في جزء يسير من الليل.

أما الوقفة الثانية فقال صالح إنه لا يجوز لنا أن نقيس هذه المعجزة بالعقل فما العقل إلا وسيلة للإدراك، كالعين والأذن، وله قوانين محددة لا يستطيع أن يتعداها، وإياك أن تظن أن عقلك يستطيع إدراك كل شيء.

وللتوضيح نأخذ مثالا..العين فهي وسيلة إدراك يحكمها قانون الرؤية، فإذا رأيت شخصا مثلا تراه واضح المعالم والملامح فإذا ما ابتعد عنك تراه يصغر تدريجيا حتى يختفي عن نظرك.

كذلك السمع تستطيع بأذنك أن تسمع صوتا فإذا ما ابتعد عنك قلّ سمعك له حتى يتوقف إدراك الأذن فلا تسمع شيئا.

كذلك العقل كوسيلة إدراك له قانون وليس الإدراك فيه مطلقا.

وذكر الشيخ صالح الوقفة الثالثة، والتي تمثلت في من الملفت حادثة شق صدره ﷺ قبل الانطلاق.

والمتأمل يجد أنه أمر طبيعي لإعداد الرسول ﷺ لما هو مُقبل عليه من أجواء ومواقف جديدة ولا عجب.

فإذا سافر الإنسان من مكان إلى مكان يقولون له البس ملابس كذا وكذا، وخذ دواء كذا لتساير طبيعة هذا البلد وتتأقلم معه.

فما بالك برسول الله ﷺ سيلتقي بالملائكة وبجبريل وهم ذوو طبيعة غير طبيعة البشر.

وسيلتقي بإخوانه من الأنبياء وهم في حال الموت وسيكون قاب قوسين أو أدنى من ربه.

 

هذا وقد صدّر الله عز وجل بعض السور بصيغ التسبيح المختلفة (ماض، مضارع، أمر، مصدر).

ففي صدر سورة الحشر "سبح لله ما في السموات ومافي الأرض" جاء بصيغة الماضي.

وهل سبح وسكت وانتهى التسبيح؟ لا، بل "يسبح لله ما في السموات وما في الأرض" على سبيل الدوام والاستمرار، وما دام الأمر كذلك والتسبيح ثابت في الماضي والحاضر فلا تتقاعس أنت أيها المكلف عن تسبيح ربك "سبح اسم ربك الأعلى".

سبحان الذي أسرى بعبده

قال الله بعبده لا بروح عبده هذا إثبات على أن السير كان بالروح والجسد يقظة في جزء يسير من الليل.

المعجزة في ذلك أنه لم يكن مناماً بل كان يقظة حقيقةً واقعاً وعندما أخبرهم الرسول ﷺ بذلك أنكروا وكذبوا.

وكان في إنكارهم أكبر دليل على صدق رسول الله ﷺ لو قال رسول اللهﷺ رأيت في المنام كذا وكذا.

أو سبحت روحي ليلا من المسجد.. إلخ أكانوا يكذبونه؟ بالطبع لا.

 

أما الوقفة السادسة فهي لماذا كان الإسراء والمعراج ليلًا؟

كان ممكن ربنا يجعل سيدنا رسول اللهﷺ يسير بالنهار وكل الناس تراه وننتهي من الإعتراضات لكن كان السُّرَى لتأكيد بعض الأمور..

أولها: للاختبار والتمحيص

ثانيها: لتظل المعجزة المعجزة غيبا. يؤمن به من يصدق رسول اللهﷺ.

ثالثا: كان الإسراء والمعراج ليلاً لأن أقرب ساعات الاتصال بين الله وبين عباده لا تكون إلا بالليل "إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا".

 

ولفت الشيخ محمد مصطفي إلى حوار دار بين النهار والليل.

قال النهار أيها الليل لك النوم ولي اليقظة ولك السكون ولي الحركة وكم في الحركة من بركة فيّ تطلع الشمس الساهرة فلي عليك المفاخرة.

فرد عليه الليل قائلا إن افتخرت بشمسك فشمسي في قلوب أهل الحضرة أهل التهجد والفكرة.

فأين أنت من شراب المحبين وقت الخلوة والصفا أين أنت من معراج المصطفى أين أنت من قوله تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك أين أنت لما خلقني ربي قبلك أين أنت من ليلة القدر التي فيها المواهب أين أنت من قوله تعالى كل ليلة هل من تائب هل من سائل أين أنت من قوله تعالى "يا أيها المزمل قم الليل" أين أنت من قوله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً".

 

 

وتساءل الشيخ مصطفى لماذا والمعراج من مسجد إلى مسجد؟

المسجد الحرام بمكة هو أول بيت وضع للناس والمسجد الأقصى هو بيت المقدس بفلسطين.

فهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين.

لماذا المساجد بالذات؟

لأن أطهر البقاع لله في الأرض المساجد.

ومن اللافت أن المسجد الأقصى أو الأراضي المقدسة ماذكرت في القرآن إلا وذكر معها لفظ البركة.

وما ذكرت الأراضي المقدسة إلا وذكر معها لفظ البركة.

"وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض التي باركنا فيها".

"ولسليمن الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها".

الوقفة الثامنة: لماذا أراه الله من آياته الكبرى؟

(لنريه من آياتنا).

الآيات تطلق على الموجود العجيب ولله عز وجل آيات كثيرة ظاهرة وخفية كونية وقرآنية "ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر"، "ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام".

والآيات القرآنية "وإذا بدّلْنا آية مكان آية"، فالآية الكونية جاءت لتصديق وتثبيت الآية القرآنية.

وما رآه رسول اللهﷺ من آيات لهي خصوصية وميزة عظمى ليرى حفاوة أهل السماء به ويرى مكانته عند ربه.

قال الله في ختام سورة النحل "ولا تك في ضيق مما يمكرون"، فإن أهانك أهل الأرض فسوف يحتفل بك أهل السماء، وإن كنت في ضيق من الخلق فأنت في سعة من الخالق، ولكي يستقيم عندك الفهم لا بد أن نؤصل لأمر غاية الأهمية، إنه يجوز للمعاني أن تتجسد فما رآه سيدنا رسول اللهﷺ من مشاهد متعددة؛ معاني تجسدت.

الجهاد أو الشهادة تجسدت في أناس يزرعون في يوم ويحصدون في يوم (علشان ماحدش يقول انتو جبتو اليومين دول منين).

الزنا تجسد في لحم خبيث نتن الدنيا تجسدت في امرأة متزينة عارية الجسد مال اليتيم تجسد في أناس يتخلل الدخان أنوفهم وأفواههم مال الربا تجسد في أناس بطونهم كالبيوت وهكذا إلى أن وصل ﷺ إلى بيت المقدس وصلى بالأنبياء إمامًا.

الوقفة التاسعة: الرسول ﷺ على مشارف السماء.

ثم نصب له المعراج ووصل رسول اللهﷺ السماء الأولى فاستفتح جبريل فقيل له من أنت؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح فإذا بآدم فرحب به ودعا له بخير.

ثم غادر إلى السماء الثانية فوجد ابني الخالة سيدنا عيسى وسيدنا يحيى فرحبا به ودعيا له.

ثم غادر إلى السماء الثالثة فوجد الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فرحب به ودعا له.

ثم إلى السماء الرابعة فوجد سيدنا إدريس ثم إلى السماء الخامسة فوجد سيدنا هارون ثم إلى السماء السادسة فوجد سيدنا موسى.

ثم إلى السماء السابعة فوجد سيدنا إبراهيم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور ثم إلى سدرة المنتهى، حيث منتهى علم الخلائق.

وهنا توقف الروح في أدب، فقال له رسول اللهﷺ أفي هذا المقام يترك الخليل خليله؟ فرد سيدنا جبريل قائلا تقدم يا رسول الله فإذا تقدمتَ اخترقتَ أما أنا إذا تقدمتُ احترقتُ "وما منا إلا له مقام معلوم".

(بعد السدرة قد سارا.. ورأى الحق وأنوارا

وقف الروح وما سار.. اذهب وحدك يا طه).

فتقدم رسول اللهﷺ قائلا

التحيات لله والصلوات والطيبات فرد الله جل وعلا قائلا (بلاحرف ولا مقطع وليس كمثلنا )السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فرد النبيﷺ السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

فقال الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

فتقول الملائكة في صوتٍ واحد "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد".

يقول سيدنا محمد ﷺ يا رب "لقد اتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما ونفخت في عيسى من روحك ورفعت إدريس مكانا عليا فبم فضلتني؟ فقال الله تعالى يا حبيبي يا محمد.

إن كنت قد اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك حبييا والحبيب أولى من الخليل وإن كنت قد كلمت موسى تكليما فقد كلمته من وراء حجاب أما أنت فكلمتك بدون حجاب وإن كنت قد نفخت في عيسى من روحي فقد شققت لك اسما من اسمي.

(وقد شق الإله اسم النبي من اسمه.. إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

فقد شق له من إسمه ليجله.. فذو العرش محمود وهذا محمد).

وإن كنتُ رفعتُ إدريس مكانا عليا فقد رفعته إلى السماء الرابعة أما أنت فقد اجتزت الخامسة والسادسة والسابعة حتى صرت على بساط أنس الله.

 

 

أما الوقفة العاشرة فذكرت لماذا كان ترتيب الأنبياء في السماوات العلا على هذا النسق الذي رُويَ؟

كل نبي رآه سيدنا النبي ﷺ في السماوات كان لسيدنا محمد لمحة في حياته الدعوية.

(١) فسيدنا آدم في السماء الأولى وأبرز ما في حياة سيدنا آدم من مواقف أنه خرج من المكان الذي نشأ فيه.

وفي السنة الأولى من دعوة رسول اللهﷺ خرج من المكان الذي نشأ فيه فهاجر من مكة إلى المدينة.

(٢) وفي السماء الثانية وجد سيدنا عيسى وأبرز ما في حياته الدعوية من مواقف أنه اجتمع بأنصاره فقال من أنصاري إلى الله.

وفي السنة الثانية كانت غزوة بدر الكبرى.

فاجتمع رسول اللهﷺ وقال من ينصرني؟ فقال الأنصار امض يارسول الله فيما أمرك الله به فوالله لو خضت هذا البحر لخضناه معك.

(٣) وفي السماء الثالثة وجد سيدنا يوسف وأبرز ما في حياته الدعوية من مواقف أنه لحق به الحزن والأسى لما فعله أقرب الناس إليه وهم إخوته وأرادوا أن يخلصوا منه.

وفي السنة الثالثة لحق برسول اللهﷺ الحزن والأسى حينما قُتل سيدنا الحمزة ومُثّل بجسده من أقرب الناس إليه.

(٤) وفي السماء الرابعة وجد سيدنا إدريس وأبرز ما في حياته الدعوية من مواقف أنه أول من خط بالقلم.

وفي السنة الرابعة كتب رسول اللهﷺ إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى التوحيد.

(٥) وفي السماء الخامسة وجد سيدنا هارون وأبرز ما في حياته الدعوية من مواقف أنه قد استخلفه سيدنا موسى في قومه فعبدوا العجل وأضلهم السامري فكان جزاؤهم "أن اقتلوا أنفسكم"، فنفذ فيهم حكم الإعدام.

وفي السنة الخامسة اجتمع اليهود على قتل رسول اللهﷺ ففضحهم الله وأشار سيدنا سعد بن مغاذ بعد أن حكّموه بقتلهم فقال له الرسولﷺ لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات.

(٦) وفي السماء السادسة وجد سيدنا موسى وأبرز ما في حياته الدعوية من مواقف أنه أراد أن يدخل الأرض المقدسة وشاء الله له ألا يدخل.

وفي السنة السادسة أراد النبيﷺ أن يدخل المسجد الحرام وشاء الله له ألا يدخل ويعتمر فكان صلح الحديبية.

(٧) وفي السماء السابعة وجد سيدنا ابراهيم وأبرز ما في حياته الدعوية من مواقف أنه هو الذي بنى البيت الحرام.

وفي السنة السابعة دخل رسول اللهﷺ البيت الحرام الذي بناه جده الخليل إبراهيم. 

(٨) ثم إلى سدرة المنتهى، حيث منتهى علم الخلائق.

وفي السنة الثامنة.. كان منتهى أمل النبيﷺ أن فتح مكة.

"وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز