عاجل
السبت 18 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
"الأم الإعلامية ".. ماجي الحلواني أنموذجًا

85 عاما صحافة 10

"الأم الإعلامية ".. ماجي الحلواني أنموذجًا

حين تدير ماجي الحلواني في الأحاديث، يبهرك منها، ثقافة لا تبرُّجَ فيها، عقل ثاقب، ورأي سديد، فهي واحدة ممن يستصبح برأيهم في مجالات الإعلام شتى.



ساعدت، على تكوين شخصيتها، بيئة صالحة، فقد ولدت سنة 1947 في بيت يَكِدُّ ناسه على الرزق، والتربية والتعليم ، فشبت  ماجي الحلواني، على حب المعرفة تكتسبها بإنكبابها على المطالعة بنهم.. في مراحل تعليمها وصولاً الى الجامعة، وهذا ليس بغريب، فلقد توافرت لها أدوات النجاح: ذاكرة حفَّاظة واعية، وعقل مستنير، لا يستكين الا للبراهين، ووهبها الله لساناً طَلِقاً أسعفها في التدريس. درست ماجي الحلواني الصحافة في كلية الآداب في جامعة القاهرة. بعد نيلها إجازة فيها، انصرفت إلى الدراسات العليا، لتعد بعدها أطروحة في الإعلام، نالت بعد مناقشتها، درجة الدكتوراه بتميُّزٍ.

 

 

بدأت حياتها الأكاديمية "معيدة" في قسم الصحافة في جامعة القاهرة. لم يمنعها زواجها من حمادة إمام (لاعب "الزمالك" المبرز الراحل)، وتربية ولديها، حازم (لاعب الكرة المتميز وكابتن مصر السابق)، وأشرف (الكابتن الطيار في شركة "مصر للطيران")، من تَنَكُّبِ المسؤوليات الإدارية والتدريسية، إضافة الى التأليف، ووضع الأبحاث والدراسات. فكانت أنموجاً للأم العاملة، التي تعرف كيف توازن بين متطلباتها الأسرية، ومقتضيات عملها ومسؤولياتها.

 

 

لذلك، لم يكن اختيارها "عميدة" لقسم الصحافة في جامعة القاهرة، مستغرباً، أو، مفاجئاً، فهي لستحقت المنصب عن جدارة، فكانت السيدة الثانية، التي تتولى منصب العمادة في تاريخ كلية الإعلام.  وراحت ماجي الحلواني، تتنقل من منصب إلى آخر، فعينت عضواً في "مجلس الشورى"، وعضواً في مجلس "الاتحاد المصري لكرة القدم"، وفي "مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون"، وفي "لجنة الكتاب" في "المجلس الأعلى للثقافة"، واختيرت لنيابة رئاسة "لجنة الدراسات الإعلامية" في "المجلس الأعلى للجامعات"، وهي اليوم عميدة "الكلية الكندية الدولية للإعلام " CIC.

 

 

ماجي الحلواني، في كل ما تبوأته، من طينة الناس الذين لا يصنعهم المنصب، أو المسؤولية، إنما هم الذين يصنعون المنصب، ويحددون المسؤولية، والذين عرفوها، وعملوا معها، لمسوا أنها إذا أخلصت، بالغت في إخلاصها، وإذا رضيت بالغت في تسامحها، وإذا كُلِّفت في أداء عمل، واندمجت فيه، أفنت نفسها فيه.

 

 

لا أعرف، وأنا الذي درست الإخراج الصحفي ، ومارسته سنوات في "روز اليوسف" العريقة، وصحف ومجلات لبنانية، لها ما لها في عالم الصحافة العربية، باحثة اهتمت بمادة "الإخراج الصحفي"، مثلما فعلت ماجي الحلواني، التي صرفت جهداً في وضع الأبحاث، والدراسات حوله، وفندت وشرحت مدارسه.

 

 

والإخراج الصحفي، عند الدكتورة الحلواني، هو واحد من الفنون التطبيقية، وثيق الارتباط بالتعبيرالصحفي، والتواصل مع القارئ، فهو ليس زينة، أو، زخرفاً ، وتلويناً فقط، إنما هو "تعبير" و"اتصال".

 

 

طبقة نثرها، إن في دراساتها، ومحاضراتها، وكتبها.. لا تجد من يبلغها، في دقة المعاني، والألفاظ، إلى براعة متميزة في وضع الأشياء مواضعها في مقامات الكلام، ليس بعدها براعة. تشهد على ذلك أجيال من الذين تخرجوا بها، وانطلقوا في عالم الإعلام المقروء، والمسموع، والمشاهد. كما يدين لها عدد كبير من المخرجين الفنيين في الصحف والمجلات، إلى وضعها النظريات التطبيقية لهذا الفن.

 

 

أشرفت الدكتورة الحلواني على رسائل الماجستير والدكتوراه في "أكاديمية ناصر العسكرية العليا"، كما عملت "أستاذا زائرا" في عدد من الجامعات العربية، وشاركت في العديد من المؤتمرات المحلية، والعربية، والدولية.

 

 

حصلت الدكتورة الحلواني على "جائزة المرأة العربية للتحول الرقمي والشمول الرقمي" المقدمة من المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية ACSR، ضمن "المنتدى الثالث للمرأة العربية"، الذي انعقد في 25 مارس ٢٠٢١.  كما كرّمتها "جامعة القاهرة"، بعدما نالت "جائزة المرأة التقديرية في مجال العلوم الاجتماعية". 

 

 

والمعروف أنه تم اختيارها عضوا باتحاد كرة القدم المصري منذ عدة سنوات، وتم تكريمها دوليا سنة 1997 بمنحها "جائزة الأمم المتحدة للمنظمات الدولية".  

 

 

دار الزمان، وعلت السن بنا، منذ أن التقيتها في مكتبي في "روز اليوسف" مع منى الحديدي، وعدد من الطلاب والطالبات، للوقوف مني على المراحل التي يتم فيها إخراج صفحات "صباح الخير"، فإذ بنا نعود ونلتقي، ثلاثتنا، في لجان التحكيم ضمن فعاليات "مهرجان الإذاعة والتليفزيون"، وامتدت مشاركتنا، نحن الثلاثة، طوال سنوات المهرجان، (في 2005 توجت ماجي الحلواني لرئاسة لجان التحكيم).

 

 

ذات يوم، وخلال فترة استراحة في المهرجان، دار بيننا كلام عن وضع المجال الإعلامي، وترديه بعض الشيء، فراحت الدكتورة ماجي الحلواني، تفند الأسباب، وتحدد المطلوب، والدكتورة منى الحديدي، تسمع، وتكتفي بتحريك رأسها إشارة لموافقتها على ما كانت زميلتها في الدراسة، والتدريس، وهموم الإعلام، تقوله.

 

 

"إن أي شخص يود أن يعمل، وينجح  في المجال الإعلامي، لا بد أن يجيد أصول اللغة، وأن يتحلى بالثقافة، وبفهم التكنولوجيا الحديثة، وأن يكون قارئاً، فاهما لما يقرأه".

 

 

وبلهجة حاسمة، تابعت ماجي الحلواني:  "نحن في كلية الإعلام، لم نجعل القبول في الكلية قائماً على المجموع فحسب، بل وضعنا اختباراً للقدرات التي لا بد ان يكون المشتغل بالإعلام يتمتع بها، أولاها اللغة، والثقافة، والتحلي بالجرأة  والقدرةعلى الإقناع.. فنختار المؤهل فقط، فمع الدراسةالدراسة النظرية والتطبيقية، تكتسب الخبرة، ويصبح الخريج إعلامياً ناجحاً".

 

 

ما زالت ماجي الحلواني، تواصل مسيرتها وعطاءها الأكاديمي الإعلامي بمثابرة ونجاح حتى اليوم.  

                                                                                                                              

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز