عاجل.. "الجولاني" يريد الحضن الأمريكي.. وروسيا تلجأ إلى دول أفريقية
عادل عبدالمحسن
كل المؤشرات تؤكد أن أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني، تريد الحضن الأمريكي، وربما هذه الرسالة فهمتها روسيا التي تعمل على تقليص وجودها العسكري في سوريا بشكل كبير، وتنقل أكبر قدر ممكن من معداتها العسكرية من ذلك البلد إلى أفريقيا.
يستند هذا الاستنتاج إلى بيانات الرحلة وصور الأقمار الصناعية التي استعرضتها إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي.
وبحسب التقارير، يبدو أن موسكو قد أزالت الكثير من معداتها العسكرية من قواعدها في سوريا منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، الحليف القديم لروسيا، في 8 ديسمبر الجاري.
وأظهرت هذه الاختبارات أن روسيا زادت من تواجدها في ٣ دول أفريقية لتعويض احتمال خسارتها قاعدتها الجوية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس.
ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن هذه البلدان الأفريقية من غير المرجح أن تكون بمثابة بدائل دائمة.
وتشير التقارير إلى أن خسارة القواعد السورية ستكون بمثابة انتكاسة استراتيجية كبيرة لروسيا؛ لأن هذه المرافق سمحت لموسكو باستعراض قوتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.
أعلنت موسكو أنها لا تزال تتفاوض مع الحكومة الجديدة في دمشق حول مستقبل قواعدها العسكرية في سوريا، لكن الحركة واسعة النطاق للمعدات العسكرية الروسية تشير إلى أن البلاد قد تواجه حالة انسحاب كامل من سوريا.
وتمتلك روسيا عدة قواعد في أفريقيا، وزادت من وجودها العسكري في القارة في السنوات الأخيرة. وتشمل هذه القواعد منشآت في ليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.
ومع ذلك، فإن نقل كميات كبيرة من المعدات العسكرية من روسيا أو سوريا إلى أفريقيا سيكون مكلفًا.
وقال رولاند مارشال من معهد الدراسات السياسية في باريس لإذاعة RFE/RL إنه “من أجل تنفيذ إجراءات مهمة، يتعين على روسيا أن تدفع الكثير من المال؛ سواء بالنسبة لأساطيلها الجوية أو البحرية.
كما أن تحليق طائرات الشحن الثقيلة من روسيا إلى أفريقيا سيكون أمرًا صعبًا، حيث يصبح التزود بالوقود في منتصف الطريق إحدى القضايا الرئيسية. كما أنها مرهونة بالحصول على إذن لعبور المجال الجوي إلى تركيا، المنافس الإقليمي للاتحاد الروسي.
وعلى الرغم من هذه التكاليف، يبدو أن روسيا نقلت بعض معداتها العسكرية من سوريا إلى قواعدها في مالي وليبيا. ويتمركز حوالي 1200 عسكري روسي في هذين البلدين.
وزعمت وكالة بلومبرج الأمريكية أن إرسال أسلحة وطائرات بدون طيار ووقود بقيمة ملايين الدولارات من قبل روسيا وإيران إلى السودان قد غير ميزان القوى لصالح جيش البلاد، وتسعى هاتان الدولتان الآن إلى بناء قواعد في مدينة بورتسودان الساحلية.
وتحليل الرحلات يظهر أن موسكو أرسلت طائرات شحن إلى ليبيا؛ بعض هذه الرحلات تمت من سوريا وأخرى من روسيا. وفي الأسابيع الأخيرة، كانت هناك حركة جوية بين روسيا وليبيا أكثر من المعتاد، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما كانت تحمله الطائرات.
وعبرت طائرات شحن متجهة من روسيا إلى ليبيا المجال الجوي لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي.
وقال معهد دراسات الحرب في واشنطن في 12 ديسمبر الجاري إن التحديات اللوجستية التي تواجهها روسيا في الوصول إلى أفريقيا "ستزيد من النفوذ السياسي لتركيا ضد روسيا".