
عاجل| من نجم الأهلي إلى أرض الكالتشيو.. حالات الإغماء شبح يطارد ملاعب العالم

محمد يوسف
تمثل ملاعب كرة القدم مسرحًا للإثارة والحماس، لكنها في بعض الأحيان تتحول إلى مشهد يحمل القلق والخوف نتيجة لحالات الإغماء الفردية التي قد تصيب أحد اللاعبين أثناء المباريات، أو أحد الحضور من الجماهير التي تتابع بحماس فريقها وتتأثر مع النتيجة، تلك الحوادث التي تبدو مفاجئة أحيانًا، دائمًا ما تثير اهتمام الوسط الرياضي والجماهير، على حد سواء.
شاهدنا أمس الأحد، سقوط اللاعب الإيطالي الشاب "إدواردو بوفي" مغشيًا عليه، بعد 16 دقيقة من انطلاقة مباراة فريقه فيورنتينا ضد إنتر ميلان، التي استضافها ملعب "أرتيميو فرانكي" بمدينة فلورنسا ضمن منافسات بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم “الكالتشيو”.
وقرر حكم المباراة إيقاف الوقت وتعليق المباراة لحين نقل إدواردو بوفي الى أقرب مستشفى للإطمئنان على حالته، ما أعاد إلى الأذهان واقعة سقوط النجم كريستيان إيريكسن في أرض الملعب، خلال مباراة منتخب بلاده الدنمارك أمام فنلندا في بطولة يورو 2020، التي تعلقت وطلب حكم اللقاء دخول المسعفين لإنعاش اللاعب، ودخلوا بأغطية لإخفاء اللاعب المصاب عن الأنظار وهو بروتوكول متعارف عليه واعتمدته الفيفا، وأعلن المذيع الداخلي في الملعب توقف المباراة، بسبب وضع صحي طارئ وطلب من الجماهير الهدوء والبقاء في أماكنهم دون زعر، كذلك حدثت واقعة اخرى في الملاعب الايطالية عندما سقط دافيدي أستوري، لاعب فيورنتينا، في عام 2018، وتدخل الإسعاف فورًا لنقله إلى المستشفى، ونتذكر محمد عبد الوهاب لاعب النادي الأهلى الذي تعرض لهبوط مفاجئ وتوقف عضلة القلب وتوفى إثرها بعد أن كان في كامل لياقته بالتدريبات الجماعية بالنادي الأهلي، وهناك فابريس موامبا بعام 2012 الذي كان يلعب لفريق بولتون الانجليزي وسقط نتيجة سكتة قلبية ولم يتمكن من العودة للملاعب حتى بعد شفائه، وكذا الكاميروني مارك فيفيان فوي بعام 2003 الذي توفي على أرض الملعب نتيجة أزمة قلبية مفاجئة مما أثار حزنًا عالميًا أدى إلى تعزيز بروتوكولات الطوارئ الطبية في الملاعب.
وهناك وقائع مماثلة ولكن في الأعلى بمدرجات الملاعب وليس على الساحات الخضراء، حيث تحدث حالات إغماء ويطلب الحكم فورًا توقف المباراة وصعود أحد الفرق الطبية للفريقين أو المتواجدة داخل الاستاد كطوارئ للإطمئنان على تلك الحالة وسط المدرجات.
- الأسباب الطبية لحالات الإغماء في الملاعب
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى الإغماء بين اللاعبين، وتختلف بحسب الظروف الصحية والبدنية لكل لاعب. ومن أبرزها:
١- اضطرابات القلب: مثل عدم انتظام ضربات القلب أو السكتة القلبية المفاجئة، من أبرز أسباب حالات الإغماء، وقد تكون كامنة وغير مكتشفة.
٢- الإجهاد: يفقد الجسم السوائل مع درجات الحرارة المرتفعة مما يؤدي إلى انهيار بدني مؤقت.
٣- الالتحامات العنيفة: التدخلات العنيفة المباشرة على الرأس تحديدًا، أو السقوط القوي، قد يتسببان في فقدان الوعي.
٤- بلع اللسان: قد يسقط اللاعبون في احدى الكرات دون تدخل عنيف ولكن الأطباء يعلمون أن لسان اللاعب قد يتسبب في خنقه وعدم دخول الأكسجين إذا تم بلعه بطريقة ما.
٥- نقص السكر في الدم: قد يعاني بعض اللاعبين من انخفاض مستويات السكر نتيجة لمجهود بدني مكثف دون تعويض كافٍ بالطاقة.
_ الإجراءات الوقائية
لحماية اللاعبين وتقليل حالات الإغماء، طورت الاتحادات الرياضية العالمية بروتوكولات صارمة تشمل:
١- الفحوصات الطبية الشاملة: حيث يتم إخضاع اللاعبين لفحوصات دورية للكشف المبكر عن أي مشكلات صحية قد تشكل خطرًا، كما تتم في حالات الكشف عن المنشطات.
٢- توفير الأجهزة الطبية في الملاعب: أصبح وجود أجهزة إنعاش القلب (AED) إلزاميًا في جميع الملاعب حول العالم.
٣- تدريب المسعفين: تُلزم الأندية بتدريب طواقمها الطبية على التعامل مع الحالات الحرجة بسرعة وكفاءة.
٤- تقنيات المراقبة الصحية: نرى أن اللاعبين يرتدون أجهزة تحت قمصانهم لرصد المؤشرات الحيوية أثناء المباريات، ما يتيح الكشف عن أي تغييرات غير طبيعية.