د. إيمان ضاهر تكتب: اطلق العنان لإمكانات الأطفال وسوف تغير العالم بها

الاهتمام بالطفل يعني الاهتمام بالإنسانية، يجب علينا أن نعلم الشخص البالغ أن الإنسانية لا يمكن أن تصبح أفضل إلا إذا اهتم بالطفل أولاً، وعلينا جميعًا أن ندرك أن الطفل يبني الإنسان.

ماذا يعني اهتمامنا بالطفل؟ إن اهتمامنا بالطفل يجب أن يكون محكومًا، ليس بالرغبة في جعله يتعلم الأشياء، ولكن بالجهد الذي نبذله دائمًا لترك هذا الضوء الذي يسمى الذكاء يحترق بداخله.

أليس عندما نفهم كل ما يكتسبه الطفل بنفسه سنعرف بشكل أفضل ما يمكن أن يصبح عليه أي إنسان، ما هو الإبداع والخيال لدى الطفل؟ بين سن الثانية والنصف والسادسة، يتمتع الأطفال بخيال نشط بشكل خاص.

هذه فترة مكثفة يشعرون فيها بالفضول تجاه الآخرين والعالم من حولهم. وبما أنهم لا يفهمون كل شيء، فإن خيالهم يكون أحيانًا مسؤولاً عن إعطائهم إجابات لأسئلة أو ظواهر معينة.

على سبيل المثال، قد يعتقد الطفل أن الخبز المحمص قد احترق لأن المحمصة غاضبة! يشجع الإبداع أيضًا على البحث عن الأفكار أو الحلول الأصلية عند ظهور مشكلة. الإبداع والخيال يساعدان الأطفال أيضًا في نموهم. على سبيل المثال، تساهم الألعاب التخيلية التي يستمتع فيها طفلك بالتظاهر في تنمية مهاراته الاجتماعية. عندما تلعب دور الطبيب أو تستمتع بكونك والدًا يريح طفلًا، فإن طفلك يطور التعاطف ومهارات الاستماع وفهم العالم.

تسمح له ألعاب الأدوار هذه بـ"التدرب" على طرق التصرف والامور  الصحيحة التي يجب قولها، والسلوكيات التي يجب أن يتبعها، وما إلى ذلك.

يمكن للخيال أيضًا أن يجعل الأطفال "يرون" أشياء غير موجودة، على سبيل المثال الوحوش الموجودة تحت سريرهم. لكن هذا الخيال نفسه يساعدهم أيضًا على مواجهة مخاوف معينة. على سبيل المثال، عندما يتخيل طفلك نفسه كبطل خارق قادر على محاربة جميع الأشرار على وجه الأرض، فإنه ينمي ثقته بنفسه. كيف نشجع الإبداع عند الطفل؟ يمكنك مساعدة طفلك على تطوير خياله وإبداعه من خلال أعمال صغيرة. وهنا بعض منها: دع طفلك يبدع بحرية، دون فرض أي قواعد. 

إذا كان يريد رسم السحب الصفراء أو بناء قارب بالمكعبات الخاصة به دون اتباع خطة، فهذا مثالي! رحبي بأفكاره الإبداعية ودعيه يعبر عنها. تجنب قول عبارات مثل: "هذا ليس اللون المناسب"، "لا يمكن أن يكون!" أو "هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور!" ". وهذا قد يسلبه رغبته في الإبداع ويجعله يشك في أفكاره وخياله وإبداعه. حتى أنه قد يفقد الثقة في نفسه ولا يجرؤ على أخذ زمام المبادرة، لأنه سوف يسأل نفسه باستمرار: "هل يجب أن يتم الأمر بهذه الطريقة؟"  كل طفل فريد من نوعه ويجب أن تكون لهم الحق بالحصول على أفكار في رؤوسهم. كما يتمتعون  جميعًا بإمكانات إبداعية، أي القدرة على التعبير عن أنفسهم بأفكار أصلية. فأين تكمن التربية الحقيقية؟ التربية الحقيقية تقوم على هذا المبدأ: إنها قبل كل شيء تتعلق باكتشاف الطفل وتحقيق تحرره. إذا كان طفلك يبلغ من العمر 5 سنوات أو أكثر فاطلع على ورقتنا إبداع الأطفال: كيفية تطويره؟ متى يعبر الطفل عن الإبداع؟ يظهر الطفل الإبداع والخيال، من بين أمور أخرى، عندما يرسم أو يرسم أو يقطع أو يقوم بالنمذجة. وهذا هو الحال أيضًا عندما يستمتع بالتظاهر بأنه ضابط شرطة يقاتل الأشرار. نفس الشيء عندما يخترع القصص، أو يعد "وصفات" في صندوق رمل، أو يبني مبنى من المكعبات.. على الرغم من أن الأطفال لا يظهرون نفس المستوى من الخيال والإبداع، إلا أنها مهارة يمكن تطويرها وتحسينها. للخيال والإبداع أكبر من كتب التلوين. مع هذه الدفاتر، لم يعد الطفل بحاجة إلى التفكير في الرسم الذي يرغب في إنشائه، لأنه تم رسمه بالفعل. 

وبالتالي فإن الاستخدام المتكرر لكتب التلوين يحرم الطفل من تعبيره وتفرده. دع طفلك يستمتع بالصناديق وقطع الحبال والحاويات الفارغة وقطع القماش والتغليف وما إلى ذلك. هذه الأشياء، التي لم يتم تصنيعها للعب، غالبًا ما توفر إمكانيات إبداعية أكثر من الألعاب ذات الاستخدام الواحد. دائما تفضل المتعة قبل النتائج. الشيء المهم هو أن يستمتع طفلك حقًا، وليس أن يكون إبداعه مثاليًا. إذا لم يعجبه خلقه أو كان محبطًا، فلا تستهين بما يشعر به. استمعي إليه وادعميه بأن تقولي له مثلاً: “يحتاج الأمر إلى عدة رسومات لكي تستمع إلينا أيدينا وترسم الرسم الذي نريده. » أعطي طفلك فرصة الشعور بالملل بين الحين والآخر لتسمح له بتنمية خياله، مثلاً من خلال اختراع لعبة أو قصة لتشغله. وبالمثل، قم بالحد من استخدام الشاشة، لأنها يمكن أن تمنع طفلك الصغير من  الشعور بالملل والإبداع. أخبر طفلك بقصص في كثير من الأحيان من الكتب أو الذكريات أو خيالك. وبفضلهم، يتعلم كيفية بناء القصة في الوقت المناسب: ما حدث قبل وأثناء وبعد. دع طفلك يتسخ ويحدث بعض الفوضى عند الإنشاء.

وهذا يسمح له بالإبداع دون الشعور بأنه عالق في إطار عمل ما. في نهاية نشاط الرسم، على سبيل المثال، يمكنك أن تعطيه قطعة قماش مبللة لتنظيف الطاولة، مما يمنحه عادات جيدة. قم بالغناء أو الرقص أو العزف على الطبول مع طفلك أثناء الاستماع إلى الموسيقى. قم بإعداد "ركن إبداعي" في المنزل يحتوي على  مواد للرسم والحرف اليدوية وارتداء الملابس وصنع الموسيقى (مثل الطبول والماراكاس). إذا أمكن، أضف مرآة قريبة. امدحي طفلك عندما يظهر إبداعه. إذا ظهرت مشكلة (على سبيل المثال: تلف الطلاء، أو تمزق الرسم عن طريق الصدفة، أو انهيار البناء)، فأخبره أن الأمر ليس خطيرًا وأنه شيء يحدث عندما تقوم بهذا النوع من النشاط. ثم شجعيه على إيجاد الحل. إذا أمكن، اصطحب طفلك إلى المكتبة أو المتحف أو المعارض أو العروض المسرحية للأطفال. إن التعرض لأشكال مختلفة من التعبير الإبداعي والأفكار يمكن أن يساعد في إثراء خياله. هناك أيضًا العديد من ورش العمل بين الوالدين والطفل في المتاحف والمراكز المجتمعية. لاننسى قوة القراءة. اليست تمهيدا اساسيا لتنمية  الخيال وتحفيز الابداع؟  ألا يحتاج الأطفال إلى الحصول على قصصهم من مكان ما، وتثبت الكتب أنها أفضل مصدر للإلهام بالنسبة لهم؟.  الاتظل قراءة قصة لطفلك قبل الذهاب إلى السرير لحظة خاصة. في الواقع؟ بالإضافة إلى مشاركة  لحظة من الاسترخاء والهدوء، أليست فرصة مثالية لتقديم القراءة منذ سن مبكرة جدًا؟ منذ الصغر، تساعد القصص، مهما كانت بسيطة، الأطفال على بناء خيالهم وتطويره. بفضل الرسوم التوضيحية التي تظهر مواقف ملموسة للغاية، وبالتالي تسمح للطفل بإفساح المجال لخياله لإحياء القصة بطريقته الخاصة. سيتمكن الطفل بعد ذلك من التواصل مع حياته اليومية. سيساعده ذلك بشكل يومي على فهم المواقف المختلفة التي سيواجهها. ألعب اللعبة، وشارك في النشوة التي يقتربون بها من القصة التي تبهرهم. إحدى النصائح الفعالة هي طريقة "ماذا لو؟"  دفع الطفل إلى طرح الأسئلة الافتراضية وتشجيعه على التخيل. يعد هذا تمرينًا رائعًا لعقولهم وهو أيضًا وسيلة رائعة لتطوير خيالهم. الآن أنت تعرف ما عليك القيام به لتطوير خيال أطفالك. إذا اتبعت هذه الأساليب المختلفة، سيكون طفلك قادرًا على الازدهار وإطلاق العنان لإبداعه. وبذلك يتم إشباع فضوله، وسيساعده على مشاركة المزيد معك واكتشاف العديد من الأشياء الجديدة بجانبه. هل كل النشاط الفني إبداعي؟ بعض الأنشطة الموجهة لا تعزز بالضرورة الإبداع٠ لدى الأطفال الصغار، على سبيل المثال دروس الرقص أو الرسم أو الموسيقى. في كثير من الحالات، يركز هذا النوع من الدورات بشكل أكبر على التقنية، مما يترك الطفل أقل حرية. ومع ذلك، يمكننا أن نرى هذه الأنشطة كأداة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى نهج إبداعي. في الواقع، إذا تعلم الطفل أساسيات الموسيقى على سبيل المثال، بمجرد إتقانها، سيكون أكثر نجاحًا في التعبير عن نفسه من خلال هذا الفن، من خلال ممارسة حرياته الإبداعية. إذا كنت ترغب في تسجيل طفلك في نشاط إبداعي، فاختر نشاطًا مناسبًا للأطفال الصغار ولا يعتمد على التقنية (مثل: الرقص الإبداعي، الوعي الصوتي، الفنون البصرية، الفن الدرامي). واخيرا، والحديث عن الطفولة وكنوزها العجيبة لاحدود له.. إذا سمينا الخيال القدرة على تحريك كل ما يحيط بنا، لخلق حولنا عالم من الخيال نفتن به دون أن ننخدع؛ لتحويل الواقع بموجة من العصا ، ولجعل ما هو قبيح جميلًا، وحساسًا لما هو خامل؟ إذن ما هي القاعدة التي يجب أن نتبعها في هذا السؤال الكبير لألعاب الطفولة؟ تشكل الألعاب ثلاثة أرباع حياتهم. هل ينبغي أن نتركهم لموارد خيالهم الوحيدة؟​ هل يجب أن نجبرهم على الخروج من المشاكل ونتركهم يستمتعون بمفردهم، أم أنه على العكس من ذلك خير ، هناك كما في أي مكان آخر؟ نهاية، ماهو واجبنا الاول والاخير؟ فتح الطريق لهم، ومد اليد لهم، وتعليمهم الاختراع. المشكلة هي الأكثر صعوبة. فمن ناحية، لا يمكن إنكار أن الأطفال يمتلكون في داخلهم الموارد الأكثر إبداعًا وخصوبة للتسلية، من منا لم يتوقف عن تأمل طفل يجلس على الأرض ويقضي ساعات كاملة يحفر في الرمال حفرة بلا جسم، بلا شكل، بلا نهاية (لأنه يحفرها دائما من جديد)، ويتعلق بهذا العمل مثل أرخميدس في عمله مشكلة. ماذا يفعل ؟ ما الذي يفكر فيه؟ ماذا يدور في رأسه ولا يستطيع أحد أن يقوله؟ هو نفسه لا يستطيع. 

هذه الساعات التي مرت عليه بتلك السرعة الخفيفة التي أصبحت كلمة لعبة مرادفة لها، وكان يلعب وحده. ولكن من ناحية أخرى، من الذي لم يشفق عشرين مرة على نظرات الضيق والموقف الكئيب للأطفال المجتمعين معًا؟ للحصول على المتعة، وعدم القدرة على إيجاد المتعة؟. الشاعر رجل يملك خيالاً ونفسية طفل.​​​​ إن إدراكه للعالم هو أمر فوري ، مهما كانت الأفكار التي قد تكون لديه حول هذا الموضوع . بمعنى آخر، إنه لا يصف العالم، بل يكتشفه . أرض الخيال هي عالم حي لا يستطيع خلقه إلا خيال الطفل إلى أقصى حد.​ تم اختراع الجنيات من قبل البالغين لقتل سحر الأماكن ولقد فضلت بالفعل الأسطورة التي سمحت لي بالعثور على الأرض.

أستاذة متخصصة بالأدب الفرنسي واللغات، والفن الدرامي من جامعات السوربون في باريس.