"يو بي إس" المالية السويسرية: تصاعد التوترات بالشرق الأوسط يعزز استراتيجيات الاستثمار الحكيمة
وكالات
ذكر محللو مجموعة "يو بي إس" المالية السويسرية الدولية أن الصراع المستمر في الشرق الأوسط، الذي يتسم بتصاعد التوترات والعداوات المستمرة يظل عاملا حاسما في تحديد استقرار الأسواق العالمية.
وأوضح المحللون - بحسب ما أورده موقع "إنفستنج" الأمريكي - أن الوضع لم يصل بعد إلى مرحلة الحرب الإقليمية الشاملة التي تشمل إسرائيل وإيران وحلفاءهما، لكن هناك خطرا كبيرا من تصعيد الوضع إلى تلك المرحلة.
وتعزز هذه الحالة من عدم اليقين، إلى جانب انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، الحاجة إلى استراتيجيات استثمارية حذرة لإدارة المخاطر الجيوسياسية.. وعلى الرغم من فشل الجهود الدبلوماسية حتى الآن في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار أو تقليص التصعيد بشكل فعال في غزة أو جنوب لبنان، إلا أن الفترة التي تسبق تنصيب ترامب قد تشهد تطورات حاسمة، وتضيف سياسة ترامب السابقة المتشددة تجاه إيران ودعمه القوي لإسرائيل بعدًا إضافيًا من عدم اليقين في الديناميكيات الإقليمية.
وفي هذا السياق، تعتبر أسعار النفط والذهب من الأدوات الفعالة لحماية المستثمرين من المخاطر الجيوسياسية.. ويشير محللو "يو بي إس" إلى أن أسعار النفط حساسة بشكل خاص لأي تعطيل في منطقة الشرق الأوسط، نظرًا لدور المنطقة المركزي في إمدادات الطاقة العالمية، وأي تصعيد يهدد طرق الإمداد الحيوية، مثل مضيق هرمز قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط.
ورغم أن السوق النفطية الحالية لم تَسِع بعدُ جميع المخاطر المتعلقة بالتقلبات في الشرق الأوسط، ينصح "يو بي إس" بالحفاظ على تعرض محفظة الاستثمار للنفط كإجراء احترازي ضد أي صدمات محتملة في الإمدادات.
ومن جانب آخر، يعد الذهب من أدوات التحوط الموثوقة في أوقات عدم اليقين المتزايد، وقد سجلت أسعار الذهب بالفعل مكاسب كبيرة هذا العام، مما يعكس جاذبيته كملاذ آمن.
وأضاف محللو "يو بي إس" أن الطلب على الذهب قد يظل قويا في ظل المخاطر المستمرة المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط، فضلًا عن التغيرات المحتملة في السياسات المالية والتجارية الأمريكية تحت إدارة ترامب.. ويُتوقع أن تصل أسعار الذهب إلى 2900 دولار للأونصة بحلول نهاية 2025، وفقًا لتوقعات "يو بي إس".
ولفت المحللون إلى أن الصراع المستمر في الشرق الأوسط يعكس أهمية تنويع المحفظة الاستثمارية، وبينما تميل الاضطرابات السوقية المرتبطة بالصدمات الجيوسياسية إلى أن تكون قصيرة الأجل، فإن الطبيعة الممتدة لهذا الصراع وتداعياته المحتملة على الاقتصاد العالمي تتطلب اهتماما دقيقا.