عاجل
الأحد 30 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
رسائل الرئيس السيسى.. و«إذن الله» فى «ليلة القدر»

وحدتنا لا تعرف الانكسار وصلابتنا وتمسكنا بقيمنا ومبادئنا الخالدة مفتاح عبور التحديات وتجاوز كل الصعاب

رسائل الرئيس السيسى.. و«إذن الله» فى «ليلة القدر»

راهن الكثيرون على أن الظروف التي نمر بها، لن تكون نتائجها طيبة على مصر وشعبها، لكن ما حدث كان غير ما ظنوه، بفضل الله سبحانه وتعالى وصلابة شعب مصر وتماسكه وصبره، رسالة حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على تأكيدها خلال كلمته فى احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر أمس.



 

تلك الاحتفالية حملت رسائل سياسية إيمانية، بالغة الأهمية والدقة، عن ما فات من التحديات وما هو قائم وما ينبغى لتعزيز صلابة المجتمع لمواصلة المواجهة، فى ظل تحديات إقليمية ودولية طويلة الأمد.

 

على ماذا راهن الكثيرون؟ قطعًا كان الرهان على أن التحديات الاقتصادية قد تحرك الشعب المصري سلبًا، أو تدفعه للقبول بتنازلات تخالف قيمنا الراسخة ومواقفنا الصلبة فى القضايا المصيرية.

 

فاحتشد الشعب كالبنيان المرصوص خلف قيادته السياسية، متناسيًا ومتجاوزًا كل التحديات، رافضًا تهجير الشعب الفلسطينى، محذرًا من المساس بالأمن القومى المصري والتراب الوطني، ففى الملمات وعندما يشعر الشعب بتهديد للوطن يتحول إلى كتلة صلبة عصية على الانكسار.

 

فقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي الشكر، باسمه واسم مؤسسات الدولة المصرية، بأسمى عبارات الشكر والتقدير لشعب مصر: « على مواقفكم الصادقة والتصدى بشجاعة وثبات، للتحديات الاستثنائية التي تواجه منطقتنا».

 

وشدد الرئيس على أن «تماسك الشعب المصري أمر له بالغ التقدير والإعجاب والاحترام.. والحقيقة هذا ليس بجديد على المصريين.. هم فى المواقف الصعبة شكل مختلف.. يتجاوزون أى شىء». 

 

ويشير الرئيس هنا إلى أن تماسك الشعب المصري وصلابته وتجاوزه الصعوبات الحياتية، ليعطى الأهمية والأولوية القصوى للاصطفاف الوطني، مثار تقدير واحترام ليس الرئيس فقط بل إعجاب الكثيرين.. والأهم أن موقف المصريين مقدر جدًا عند الله سبحانه وتعالى.

 

لا شىء يحدث فى الكون الذي خلقه الله، ولا لخلق من مخلوقاته إلا بإذنه سبحانه وتعالى، ولن يستطيع أحد فعل شىء إلا بإذن الله، رسالة بعثت بها الاحتفالية وسط أجواء إيمانية، فالله وحده خالق الكون ومسيره، لا يملك مخلوق ضرًا ولا نفعًا لمخلوقاته إلا بإذنه، الحياة والموت بإذنه، النصر والهزيمة بإذنه، حتى النبتة لا تنبت إلا بإذن الله، رسالة أكدها الدكتور أسامة الأزهرى فى كلمته «الإذن الإلهى». 

 

شهدت مصر أزمات فى السنوات السبع العجاف فى عهد سيدنا يوسف، ومع ذلك كانت خزائن الأرض، ومقصد أهل الشام لطلب القوت، واحتُلت القدس 88 عامًا قبل ألف عام من الآن، حتى ظنت الأجيال حينها أنها النهاية، فإذا بإذن الله يأمر بتحريرها على يد صلاح الدين بجيش من المصريين انتصروا فى حطين، فردوس التاريخ تأكد أن الله يحمى الحق حتى يأذن باستعادته.

 

جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي طمأنة المصريين وشكرهم لصلابة موقفهم خلف دولتهم، مؤكدًا أنه: «على يقين راسخ بأن وحدتنا لا تعرف الانكسار، وصلابتنا المتأصلة فى نفوسنا، وتمسكنا بقيمنا ومبادئنا الخالدة، ستكون المفتاح لعبور كل التحديات، وتجاوز كل الصعاب التي تعترض طريقنا». 

 

ستظل مصر تبذل كل ما فى وسعها لدعم القضية الفلسطينية العادلة، والسعى الحثيث لتثبيت وقف إطلاق النار والمضى فى تنفيذ باقى مراحله، يجدد الرئيس السيسي التأكيد على موقف مصر الثابت، ويدعو الشركاء والأصدقاء لحشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.

 

اختص الله عز وجل ليلة القدر المباركة بنزول القرآن الكريم، يقول الرئيس السيسي: «ليكون منهجًا لبناء المجتمع وإعماره وتنميته، وإن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء الإنسان، لذلك جعلت الدولة المصرية الاستثمار فى الإنسان نهجًا أساسيًا.

 

بناء الإنسان، يقول الرئيس: يستهدف إعداد جيل واعٍ، مستنير، قادر على مواكبة تحديات العصر، مؤهل للمساهمة فى مسيرة البناء والتنمية، وفق رؤية واضحة تضع الإنسان فى مقدمة للأولويات.

 

وهنا يشير الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أن القرآن الكريم كما جاء بمنهج البناء والإعمار، جاء أيضًا بمنهج ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، مشددًا على أن الحفاظ على هويتنا وتعزيز القيم الأخلاقية مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات بناء الوعى، من الأسرة للمدرسة ومن المسجد والكنيسة إلى وسائل الإعلام.

 

وهنا يجدد الرئيس السيسي تأكيده على أننا بحاجة إلى خطاب دينى وتعليمى وإعلامى واع، يرسخ القيم، ويؤسس لمجتمع متماسك، قادر على مواجهة السلوكيات الدخيلة بثبات ورشد.

 

ومنذ أيام فى إفطار القوات المسلحة المصرية أشار الرئيس إلى ضرورة أن يكون للإعلام والدراما رسالة هادفة، تعزز القيم الأخلاقية والمجتمعية، محذرًا من أن نرعى الانحطاط وما يدمر المجتمعات.

 

وقد شهد الحفل تكريم نماذج مشرفة من حفظة القرآن الكريم، وفهم معانيه وتفسيره وامتلاك مهارات ترتيله، من الأسر والأفراد وأبناء الأزهر و”قادرون باختلاف”، فى المسابقة العالمية الـ 32 للقرآن الكريم.

 

وقد وجه الرئيس التحية لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، سائلًا الله له الشفاء، فقد حالت وعكة صحية دون حضوره الاحتفال -شفاه الله وعافاه- كما وجه الرئيس التحية والتقدير لعلماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لدورهم فى ترسيخ مفاهيم الإسلام السمح.

 

وبقى وعى شعب مصر وتماسكه وصلابته فى مواجهة التحديات سر عظمة ذلك الشعب الذي قهر جميع العدائيات وعبر الأزمات على مر العصور.

 

كل عام وحضراتكم بخير وسعادة وأمن وسلام بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك.

 

حفظ الله مصر

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز