عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

وزير خارجية السودان يوسف أحمد الشريف لـ«روزاليوسف»: القارة الإفريقية تواجه استعمارًا جديدًا.. وتدفع فاتورة الصراع بين القوى الكبرى

يوسف أحمد الشريف
يوسف أحمد الشريف

حذر السفير الدكتور على يوسف أحمد الشريف، وزير خارجية السودان، من المخاطر التي تتعرض لها دول القارة الأفريقية بسبب ما وصفه بالاستعمار الجديد، الذي يتخذ شكلًا جديدًا لنهب ثروات دول القارة عبر أجندات خارجية، منوهًا إلى أن القارة الأفريقية تواجه خطر الاستعمار الجديد، وتدفع أيضًا فاتورة الصراع بين القوى الكبرى.  



أكد وزير الخارجية السوداني، فى حواره لـ «روزاليوسف»، أن السودان يعانى بسبب المخططات الاستعمارية، لذا يسعى جاهدًا للحفاظ على سيادته ومصالحه، عبر رفضه لمخططات تستهدف التدخل العسكرى الدولى تحت مسمى حماية المدنيين السودانيين، موضحا أن الجيش يسعى لضرب الميليشيا المتمردة للحفاظ على الدولة، فى الوقت الذي تقوم فيه الدولة المصرية بجهود وتحركات سياسية للتوصل لحل سلمى لإنهاء الحرب، وإلى تفاصيل الحوار..  

■ بداية.. كيف تقرأ سيناريوهات الحل فى ظل تعقد الوضع داخل السودان ودخول أطراف متعددة على خط الأزمة؟  

- السودان يشهد ظروفًا غاية فى التعقيد والخطورة، والسيناريو الأول «السيناريو العسكري» حيث يتمكن الجيش من ضرب الميليشيا المتمردة للحفاظ على الدولة وهو ما يجرى الآن خلال العمليات التي تتم على الأرض حاليًا، والقوات المسلحة السودانية تسعى للحفاظ على وحدة الدولة واستقرارها، والمواجهة العسكرية تسعى لإزالة أثر الميليشيا من الحياة السياسة والعسكرية السودانية، ولا شك أن الدولة سعت لهذا التحرك من خلال الحلول السلمية أيضًا.  

فهناك جهود سياسية للتوصل لحل سلمى واتفاق ينهى الحرب وأى حرب يجب أن تنتهى على مائدة المفاوضات وندعم الاتجاه للحل، وهدفنا الرئيسى هو إنهاء الحرب والاتجاه نحو المسار السياسى الذي لا يمكن أن يبنى إلا على أساس اتفاق جدة الموقع فى 11 مايو 2023 الذي أبرم بعد الوساطة السعودية الأمريكية «إعلان جدة».  

السودان يقوم بتحركات سياسية واتصالات سياسية متنوعة مع دول الجوار وعدد من دول العالم، لتأكيد أن ما يحدث ليس خطرًا فقط على السودان، إنما على دول الجوار أيضًا، والسودان يجب أن يعود إلى موقعه بالاتحاد الأفريقى ويجب التعامل مع القضية السودانية بصورة إيجابية ونتحدث مع المسؤولين بخصوص هذا الأمر.  

■ ماذا عن اليوم التالى للحرب؟  

- لا بد من التأسيس لدولة مدنية ديمقراطية والشعب يقرر من يحكم بالانتخابات، ونحتاج فترة انتقالية لتجاوز المرحلة الحالية ثم نترك المجال للمنافسة بين القوى السياسية فى الانتخابات ويختار الشعب وقتها من يريد.  

■ كيف ترى الأسباب التي وصلت بالسودان لما عليه الآن؟  

- الاطماع فى الموارد وصلت بالسودان إلى ما هو عليه الآن، فهناك أطماع مرتبطة بالثروات وموقعه الاستراتيجى وقربه من البحر الأحمر ووجوده فى قلب أفريقيا، والأطماع كبيرة تجاهه وتزيد الأمر تعقيدًا، لكننا نتحرك للحفاظ على سيادته ومصالحه.  

■ كيف يمكن قراءة ما تتعرض له دول القارة الأفريقية من تحدٍ؟  

- بعض الدول تسعى لاستهداف مصر وما يحدث فى السودان شكل من أشكال الاستهداف غير المباشر لمصر، وهنا أذكر أن الأمن المائى أحد الملفات المهمة وهناك استهداف واضح لمصر فى هذا السياق، والدول التي تحاول التأثير على ملف المياه فى مصر بدرجة كبيرة تعلم أن هذا يشكل خطرًا يهدد الحياة، ويضر بالشعب المصري ونتوقع جهودا لحلحلة المشاكل فى هذا الاتجاه فهناك توتر كبير بعد محاولة إثيوبيا النفاذ إلى البحر الأحمر عبر «أرض الصومال».  

 

 

 

■ ما سبب اشتعال الأوضاع فى القارة الأفريقية وسبب التصعيد فى عدد من الاتجاهات؟  

- سبب أزمة أفريقيا الاستعمار الجديد أو الحديث فالقارة تواجه شكلًا جديدًا من الاستعمار الذي يقوم على مساعدة من داخل الدول نفسها لنهب الخيرات والثروات «استعمار اقتصادي»، بمساعدة أطراف داخلية، وهنا أتحدث عن اختلاط الأجندات الوطنية مع الأجندات الاستعمارية الخارجية من أصحاب المصالح والأطماع فى الثروات.  

وأكرر هنا أن الأخطر فى هذه المخططات أن أبناء بعض الدول يساهمون فى تنفيذ هذه المخططات بما يهدد الدول الوطنية بشكل مباشر، وأذكر هنا ما تقوم به ميليشيا الدعم السريع بدعم خارجى أحد أبرز الأمثلة للتحديات التي تواجه الدولة السودانية.  

■ من وجهة نظرك متى بدأ هذا المخطط الذي يستهدف السودان؟  

- المخطط الذي يواجهه السودان قديم وبدأ منذ انفصال الجنوب مرورًا بما حدث فى منطقة دارفور وصولًا إلى الوضع الحالي، والسودان يحاول الخروج من هذه الدائرة المفرغة التي دخل فيها وكلما حاول الخروج منها عاد إليها مجددًا كما يحاول مواجهة التحديات.  

■ هل الانقسام بين القوى السياسية السبب فى هذه الدائرة المفرغة التي تتحدث عنها؟  

- الانقسام لا شك أنه تسبب فى تعقيد الأزمات الداخلية للدولة، وأسهم فى عدم التوصل للحلول المأمولة.  

■ حدثنا عن سيناريوهات الحلول السياسية فى السودان؟  

- سيناريوهات الحلول السياسية المطروحة تقوم على ضرورة وقف الحرب أولًا وستتطلب المصالحة الوطنية الشاملة والمحاكمة العادلة لمن ارتكبوا جرائم فى حق أبناء الشعب السودانى، وهناك بعض الأفكار لمبادرات تستهدف تحقيق السلم الاجتماعى، ولا بد من التوقف عن فكرة حمل السلاح داخل المجتمع بما يحقق السلم الاجتماعى المستدام، وللوصول لمرحلة الاستقرار الكامل نحتاج لفترة انتقالية لمواجهة الآثار الناتجة عن الحرب التي تركت أثارًا سلبية داخل المجتمع السودانى ولا شك فى ذلك.  

■ تحدثت عن الاستعمار الجديد وصراع الأجندات الخارجية التي تنعكس على أفريقيا.. هل هناك صراع بين القوى الكبرى على القارة؟  

- أفريقيا تدفع فاتورة الصراع والتنافس بين كلٍ من المعسكر«الأمريكى الأوروبي» من جهة والمعسكر» الروسى الصيني» من جهة أخرى وكل ذلك ينعكس على المنطقة.  

■ ماذا عن دور الأمم المتحدة؟  

- هناك بعض الدول التي تنفذ أجندات من خلال «الدعم السريع» والأمم المتحدة تعلم ذلك وترصده جيدًا، والأمم المتحدة أول جهة أخرجت تقريرًا أن هناك أسلحة تخرج من مطار »جرس «للمتمردين فى السودان.  

 

 

 

■ هناك مخططات تستهدف التدخل الخارجى فى السودان تحت مسمى حماية المدنيين وهذا أمر مرفوض بالنسبة للسودان .. من يقود هذا المخطط؟  

- بعض الدول الغربية تسعى لتنفيذ هذا الأمر من خلال مشروع قرار داخل مجلس الأمن، لكن السودان يتحرك لإحباط هذا المشروع داخل الأمم المتحدة، وروسيا والصين لن يوافقا على هذا التصور.  

■ كيف ترى الحل من وجهة نظرك لقضية سد النهضة؟  

- مثل هذه الصراعات يتم القضاء عليها عبر المفاوضات المباشرة، والسودان يقدر الموقف المصري ويسعى لاحتواء الأزمة الخاصة بقضية مياه سد النهضة من خلال التنسيق وبطرق سلمية ليكون هناك سلام فى المنطقة وتتحقق التنمية، لذا نؤكد أن حل التوترات والنزاعات بالطرق الدبلوماسية ضرورة لنصل لمرحلة السلام والوئام والاستقرار والتعاون، وهنا لا بد من الحديث عن تطبيق القانون الدولى لأن الممارسات الحالية تضر بمصر والسودان.  

■ لكن هذا الملف خضع لمناقشات ومباحثات عديدة وفى كل مرة تثبت إثيوبيا أنها تتعامل بمنطق أو بسياسة الأمر الواقع فيما يتعلق بقضية سد النهضة.. هل تتوقع حلًا لتلك القضية الشائكة؟  

■ الحل دائمًا فى مواصلة الحوار السلمي، والحرب لن تقود لمصلحة أي من دول المنطقة، ولا يجب اشتعال الحرب فى منطقة القرن الأفريقى والحلول السلمية ضرورة والتنسيق فى المواقف بين مصر والسودان فى هذه المرحلة يعتبر أمرًا مهمًا، وهناك تنسيق دائم مع مصر فى العديد من القضايا وفى ظل الظروف التي يمر بها السودان الذي ينسق مع دول الجوار للمشاركة فى التهدئة فى ظل التخوفات الناجمة عما تقوم به جارتنا العزيزة إثيوبيا.  

■ برأيك.. هل يمكن التوصل لاتفاق؟  

- يجب أن توضع آليات الإدارة المشتركة ولا شك أن الملء الخاص بالسد أخذ شوطا طويلا وإثيوبيا اتخذت قرارات أحادية ولم تراع مصر والسودان، والدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية دعت من قبل لحوار يؤدى لاتفاق لأن البديل خطير.  

■ من وجهة نظرك لماذا وقعت جنوب السودان على اتفاقية عنتيبي؟  

- هذه الخطوة تمت بالرغم من أن العلاقات بين مصر وجنوب السودان جيدة جدًا، وأرى أن جنوب السودان شعروا أن التوقيع على الاتفاقية يصب فى مصلحتهم ويرون أنهم أقرب للدول التي وقعت الاتفاقية وهذا أثر على الوضع، ولا شك أن جنوب السودان وقع على الاتفاقية فى وقت انشغلنا نحن فيه بما يجرى فى السودان ومصر مشغولة بما يحدث فى المنطقة.  

■ ماذا عن التنسيق  »المصري السوداني« خلال المرحلة المقبلة؟  

- التنسيق «المصري السوداني» يتم بشكل دائم، وهو ضرورى فى ظل التحديات التي تشهدها المنطقة بوجه عام، وبالطبع ينعكس ذلك على المعادلة ويؤثر عليها، وهناك تطابق فى وجهات النظر »المصرية السودانية« فى الكثير من القضايا والملفات.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز