مسؤول أممي: "القاهرة رمز لرحلة المدن”

أعرب نائب المدير التنفيذي برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "هابيتات" ميشال ملينار عن سعادته لاستضافة مصر النسخة الـ 12 للمنتدي الحضري العالمي، مؤكدا أن القاهرة هي رمز لرحلة المدن على مدار التاريخ، خاصة وأن لها باعا طويلا من التطور التاريخي منذ القدم حتى الآن.

وقال ملينار - خلال كلمته بجلسة "حكمة الحضارات" - إن الجلسة تسعى لاستكشاف أن التاريخ يحدد الاستدامة؛ فبدون معرفة التاريخ وإقراره؛ فلن يكون لنا مستقبل، موضحا أن المدن - على مدار قرون - كان لديها دوافع قوية لتكون مراكز أساسية للحضارات والتنمية والثقافة والحياة اليومية الخاصة بالشعوب.

وأوضح أن المدن كانت تتطلع بدور مركزي في مجال التطوير البشري، وكانت محركا لمختلف التطورات التحويلية والتحضر، مؤكدا أن التحضر المستدام يهدف إلى تحسين جودة الحياة في مدننا، وتعمل على الحد من التحديات التي تؤثر على حياتنا بشكل كبير.

ولفت إلى أن الدول يجب أن تتكاتف جميعا لتصميم حلول جديدة ومعدلة من اجل التعامل مع الكوارث الطبيعية، مؤكدا الحاجة إلى أن "نكون على وعي بما قام به القدماء عبر التاريخ، لأن التاريخ مدخل هام لاستشراف المستقبل".

وأشار إلى أن دراسة التاريخ ليس فقط للأطفال، بل "نسترشد بها نحن أيضا مستخدمين التكنولوجيا والابتكار لجعلها ذلت فاعلية واستدامة وشمول"، مضيفا أن الحضارات القديمة قدمت حلولا تاريخية خاصة بالاقتصاد "الدوار" والتصميم الحضاري والمستدام وقيام الحضارات وتعظيم الموارد.

ولفت إلى أن الأمم المتحدة لا يوجد أمامها خيار غير العمل على خلق مدن شاملة اجتماعية ومستدامة بيئيا ، داعيا الدول إلى للعمل والإقرار بالتحديات التي تواجهها المدن الحديثة، والاستناد إلى التاريخ والجمع بين حكمة الماضي والحاضر للاستفادة به في التخطيط للمستقبل وخلق مجتمعات أكثر استدامة .

من جانبها، قالت نائب مدير مركز التراث العالمي في منظمة اليونسكو جيوتي هوساجرهار إن الاهتمام بالمدن التاريخية والمستوطنات التراثية هي من صميم عمل المنظمة، موضحة: لدينا أكثر من 1200 مدينة حول العالم ذات تراثا حضاريا. 

وأضافت أن بعض المواقع التاريخية تشكل تراثا كبيرا، مؤكدة أن تلك المدن التراثية تتيح فرصا عظيمة لفهم التراث الحضاري الذي انتقل عبر الأجيال، ويشرح طرق تفاعل المجتمعات .

ولفت إلى أن المدن الحضارية تربط بين الماضي والحاضر، وتعطي دروسا خاصة بالتكيف والاستدامة، فهي بمثابة مواقع للثراء المعرفي، موضحة أن التغير المناخي أصبح خطرا كبيرا ليس فقط على البشرية، لكن على التراث الثقافي العالمي، ويعرضه لخطر الفقد، ويعرقل المجتمعات المحلية عن تحقيق أهدافها. 

من جهته، قال المدير المؤسس لمكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين، إن أغلب الحضارة المصرية نشأت من خلال المستوطنات البشرية، وأن تأثير الأماكن الريفية في الحضارة كان قليلا .

وأوضح أن المستوطنات البشرية كانت تقوم على عدة عوامل منها: أن المساواة أمام القانون ، والتسوية السلمية للنزاعات، والمساواة أمام القانون، والديموقراطية، وتدفق المعلومات، وحرية التعبير عن النفس ، وتمكين الضعفاء، والتشارك، والتأكد من عدم تخلف اي فرد خلف الركب .

وأكد أن الاستثمارات في البيئة التحتية وفي رأس المال البشري والاجتماعي مهمين للغاية، موضحا أن مصر هي الدولة الوحيدة التي بها تاريخ طويل كدولة موحد، منذ قيام مينا بتوحيد القطرين منذ أكثر من 5 آلاف عام.