"المنتدى الحضري": حاكم طوكيو "مصر كان لها الفضل في انفتاح اليابان"
بوابة روزاليوسف
قالت حاكم طوكيو اليابانية يوريكو كويكي إن مصر كان لها الفضل في انفتاح اليابان على العالم، وذلك بعد زيارة "الساموراي" لمصر والانبهار بمدى تطورها آواخر حكم "الإيدو".
جاء ذلك خلال كلمتها بجلسة بعنوان "حكمة الحضارات"، التي عقدت ضمن فعاليات المنتدى الحضري العالمي (WUF12) الذي تستضيفه القاهرة خلال الفترة من 4-8 نوفمبر الحالي، برعاية وتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضافت أنه في أواخر فترة "الإيدو"، قام المحارب بإرسال وفد لمصر، حيث انبهر الوفد الياباني "الساموراي" بجمال مصر وتطورها حين ذاك، خاصة بعد التنقل إلى البحر المتوسط عبر القطار لأول مرة، موضحا أن الرحلة كانت سببا في اتخاذ قرارا بانفتاح على العالم وتطورها بعد ذلك.
وأشارت إلى أن المحاربين القدامى قاموا باستخدام الأنهار والقنوات لقيام حضارة زراعية، إضافة إلى التنقل عبر الأنهار لتطوير مدينهم وتنميتها، ما أثر بشكل كبير على نقل الكثير من الثقافات والحضارات إلى اليابان.
وأوضحت أنه بعد تغير اسم العاصمة "أدوا" إلى "طوكيو"، "واجهنا العديد من التحديات منها زلزال كبير استطاع تدمير المدينة"، مؤكدة أن عمدة طوكيو السابع وضع خطة لإعادة أعمار المدينة مرة أخرى وتأسيس الطرق والحدائق مرة أخرى، غير أن المدينة تعرضت - مرة أخرى - للتدمير نتيجة بعض الانفجارات، مشيرة إلى أنه من خلال الجهود الحثيثة للحكام السابقين تطورت المدينة بشكل أكبر.
وأكدت أن طوكيو - التي تعد عاصمة اليابان وأكبر مدنها - يقطنها 14 مليون نسمة، منوهة بنجاحها في أن تصبح "رمزا للاستدامة"، وتم اختيارها كأفضل مدينة كبيرة في العالم هذا العام من قبل إحدى مجلات السفر في العالم؛ وذلك نتيجة الجهود المشتركة للحكام منذ عصر "الإيدو".
وأضافت ان اليابانيين يهتمون - بشكل كبير - بنظافة مدينتهم، حيث لا يوجد أي "صناديق للقمامة"، ويعملون على إعادة تدوير نفاياتهم الشخصية، مشيرة إلى أن هناك العديد من المجتمعات التي تستخدم التدوير وتتناغم مع الطبيعة الخاصة بها.
ولفت إلى أن طوكيو كانت مدينة جديدة بالنسبة للحضارات الأقدم مثل مصر والعراق وغيرها، منوها إلى أن الأنهار لعبت دورا كبيرا في تطورها والقدرة على إنشاء العديد من المشروعات للسيطرة على الفيضانات والقدرة على حماية المواطنين وحماية ممتلكاتهم وأرواحهم .
وأوضحت أن طوكيو تقوم حاليا بتنفيذ العديد من المشروعات التنموية الكبيرة، بهدف الحد من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، حيث نجحت في بناء منازل ضد الكوارث واستطاعت أن تحمي أكثر من 9 ملايين شخص، مبينة أن اليابان نجحت في نقل خبراتها إلى الدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية ومساعدتها للحد من تلك المخاطر .
وقالت إن اليابان بدأت في استخدام "العدادات" الصناعية في المياه، والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الترويج للمشروع بهدف العيش في مدن أكثر استدامة، مؤكدة أن تلك العدادات نجحت في تقليل نسبة تسريب المياه إلى أقل من 4 %.
وأكدت أن عصر "الغليان" العالمي وصل إلى طوكيو، حيث أصبحت المدينة أكثر حرارة نتيجة التغيرات المناخية، موضحة أن هناك حكمة للقدماء تؤكد أن "الرش في الشوارع مساء؛ يخفض درجات الحرارة".
ولفت إلى أن طوكيو نجحت في استخدام "الأرصفة الحرارية" في أولمبياد طوكيو 2020 ؛ للحد من الحرارة، مؤكدة أن طوكيو ستبدأ - مطلع أبريل المقبل - لتصبح أول مدينة تلتزم باستخدام الطاقة المتجددة.
وقالت إن اليابان ملتزمة بالوصول إلى صفر انبعاثات، وأن بلادها تبحث سبل توليد الطاقة الأحدث والأكثر مرونة لتوليد الطاقة، مشيرة إلى أن أعلى مباني اليابان تم وضع مولدات للطاقة الشمسية بها، والتي لا تطلق ثاني أكيد الكربون؛ ما سيساعد في أن تكون اليابان مجتمعا أكثر استدامة، مؤكدة سعى بلادها لتبادل "النيتروجين الأخضر"، وتقديم طوكيو كنموذج ناجح للبشرية جمعاء.
وأضافت أن دور الشركات الناشئة مهما للغاية في المرحلة المقبلة، خاصة وأنها مصدر للابتكارات الجديدة، في ظل الهيكلة الصناعية، داعية العالم إلى حضور أكبر المؤتمرات للشركات الناشئة بمشاركة 45 مدينة حول العالم.
وأوضحت أن المنتدى الحضري العالمي سيفتح الآفاق لأخذ أفكار جديدة، وسيساعد في دمج الاستدامة بالتكنولوجيا.