"الجارديان": اعتزام إسرائيل حظر نشاط "أونروا" سيترتب عليه عواقب وخيمة
وكالات
رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن القرار الذي تعتزم إسرائيل اتخاذه بحظر نشاط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومنع وصول المساعدات التي تقدمها للفلسطينيين سوف يكون له عواقب وخيمة.
وأشار الكاتب باتريك وينتور - في مقال نشرته الجارديان - إلى أن العلاقات بين إسرائيل والأمم المتحدة تزداد سوءا يوما بعد يوم وتأتي تلك الخطوة من جانب إسرائيل لتمثل نقطة الذروة في تردي هذه العلاقات على ضوء قرار متوقع من الكنيست الإسرائيلي خلال الأيام القليلة بحظر نشاط وكالة أونروا في الأراضي الفلسطينية.
ولفت المقال إلى أن القرار الإسرائيلي يجعل من الصعب عودة العلاقات بين الأمم المتحدة وإسرائيل إلى سابق عهدها؛ حيث إنه يدل ليس فقط على إزدراء إسرائيل لوكالة تابعة للمنظمة الدولية، بل يشير كذلك إلى احتقارها للمؤسسات الدولية الأخرى، موضحا أن عواقب ذلك القرار سوف تكون وخيمة وطويلة المدى.
وأوضح أن إسرائيل تستند في قرارها إلى اتهام أونروا بأن عددا من موظفيها تورطوا في هجمات السابع من أكتوبر الماضي التي شنتها حركة حماس الفلسطينية ضد مواقع داخل إسرائيل، على الرغم من أن المجتمع الدولي مازال يرى أن أونروا هي الوسيلة الأفضل لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للفلسطينيين والتي تشمل الخدمات الطبية والتعليمية والغذائية.
وأضاف المقال - في هذا الصدد - أن مفوض عام "أونروا" فيليب لازاريني اتخذ إجراءات عقابية حاسمة ضد المشتبه في تورطهم في أحداث السابع من أكتوبر، حيث قام بفصل جميع المشتبه فيهم بعد الاطلاع على تقرير حول ضلوعهم في هجمات السابع من أكتوبر.
وأشار المقال إلى المخاوف التي تنتاب "أونروا" بشأن القرار الإسرائيلي؛ حيث تقول إن الجهود المستمرة لتوصيل مساعدات إنسانية لقطاع غزة من خلال آليات أخرى باءت بالفشل، وأن أونروا هي الوكالة الأممية الوحيدة التي لديها القدرة للقيام بتلك المهمة.
وبين أنه في حال اتخاذ الكنيست الإسرائيلي قرارا بحظر نشاط أونروا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه في تلك الحالة هو كيف سيتم توصيل المساعدات الإنسانية لما يقرب من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة؟
ونوه المقال إلى أن القرار الإسرائيلي قوبل بعاصفة من الرفض من جانب ما يقرب من 123 دولة، موضحا أن الدولة الوحيدة التي يمكنها إقناع إسرائيل بالعدول عن قرارها هي الولايات المتحدة.
ولفت المقال - في هذا السياق - إلى أن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستين أصدرا بيانا مشتركا يحذرون فيه من أن تنفيذ مثل هذا القرار سوف يكون له عواقب مدمرة على عملية تقديم المساعدات الإنسانية في غزة في هذا الوقت الحرج من الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.