![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
!["متزعلهاش.. ملهاش غيرك"](/Userfiles/Writers/5297.jpg)
جمال عبدالصمد
"متزعلهاش.. ملهاش غيرك"
منذ ولادتك وخروجك من بطن والدتك، وأنت تعيش في حماية ورعاية الله عز وجل ثم الوالدين، وتمر السنوات ولا يزال على رأس اهتماماتهم تربيتك والحفاظ عليك، وتلبية جميع مطالبك حتى ولو لم تكن قدر استطاعتهم.
وعندما يشتد عودك وتبدأ مرحلة الاعتماد على نفسك وبناء حياتك الجديدة، تجد أن عطاء كل من الأب والأم مستمرا فهو كالنهر لا يجف، فهما يقدمان الدعم المادي والمعنوي دوما وإلى أن يلفظا آخر نفس في حياتهما دون كلل أو شكوى.
وعندما تبدأ رحلة البحث عن شريكة حياتك "النصف الثاني"، فإنك في أغلب الأحيان تبحث عن زوجة تحمل سمات ومواصفات الأم التي ساندتك ووقفت إلى جانب والدك بكل صدق وإيمان، والتي سعت في تربية أولادها على النحو الذي يرضي الله عز وجل، وبالشكل الذي يجعلهم قادرون على مواجهة مصاعب الحياة.
وعندما تنتقل إلى مرحلة جديدة في الحياة وهي تحمل مسؤولية اسرتك الصغيرة "الزوجة ثم نعمة الأولاد".. هنا عليك أن تختار كيفية إدارة حياتك الجديدة، والتي لا بد أن يسودها قانون "الرحمة والمودة والعدل والتسامح" بينك وبين زوجتك، وأن يحسن كل منكما عشرة الآخر، وأن تتقيا الله فيما بينكما، فالحياة الزوجية والأسرية الناجحة هي التي يغمرها التعاون والتكامل، ومبنية على الحوار والتفاهم واحترام كل طرف للأخر، وذلك من أجل تحقيق السعادة والاستقرار .
إن الاهتمام ورعاية الزوجة من الأمور الأساسية اللازمة لبناء أسرة سعيدة مستقرة، وقد أكد الإسلام على أهمية المودة والرحمة بين الزوجين، وجعل ذلك أساس بناء الأسرة المسلمة. فقد قال تعالى فى سورة الروم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". وقد كان رسول الله ﷺ قدوة حسنة في معاملته لزوجاته وجسد أسمى معاني الرفق والرحمة والحب.
ومن أبرز مظاهر هذه المعاملة: حرص الرسول ﷺ على العدل بين زوجاته في كل شيء، فكان يوزع وقته بينهن بالتساوي، كما كان شديد الرحمة بزوجاته، وكان يسهر على راحتهن ويهتم بأمورهن، وكان يحب زوجاته ويقدرهن، وكان يعبر عن حبه لهن بأفعال وأقوال، ويحترم آراءهن ويستشيرهن في أمور حياته، ويتسامح مع أخطاء زوجاته ويعفو عنهن.
ولا شك أن حدوث الخلافات في الحياة الزوجية أمر طبيعي، ولكن ينبغي أن يكون بين الزوجين لغة حوار وتفاهم حتى يتمكنا من تخطي الحواجز والمشاكل الحياتية، فاحرص قدر الإمكان البعد عن الصدام والتعنت حتى لا تتعقد المشكلة، وتجنب الشيطان ونزغاته، فإنه بجتهد فى تشتيت شمل الأسرة، والتفريق بين الزوجين.
ولا تنسى أن مساعدتك لزوجتك لا تنقص من قدرك كرجل، بل تزيد قدرك رفعة وشرفا عند الله، واعلم جيدا أن كل فرد فى الأسرة يلعب دور الخادم والمخدوم، فالزوجة تخدم زوجها بالقيام على شؤون المنزل ورعاية زوجها واولادها واحتوائهم، والزوج يخدم زوجته برعايتها ودعمها ومساعدتها في تربية الأولاد، بالإضافة إلى قيامه بالأعمال الشاقة والسهر على راحتهم، والسعي في الأرض من أجل لقمة العيش وتحقيق حياة كريمة للأسرة.
في النهاية، أعلم جيدا أن انشغالك في أعباء وضغوطات العمل المستمرة، ومصارعتك لكل التحديات الحياتية من أجل الارتقاء بمستوى المعيشة والسعي لتلبية متطلبات اسرتك، قد يؤدي إلى عدم انتباهك إلى تقصيرك تجاه شريكة حياتك خاصة واسرتك عامة، الأمر الذي يُعد واحدًا من أبرز أسباب المشاكل بين الرجل والمرأة، والتي تترجم هذا الانشغال إلى إهمال وعدم اهتمام، إنتبه حتى لا تقع في مصيدة الإهمال والنسيان، فعليك ألا تنساق في دوامة الحياة العملية على حساب حياتك الزوجية.
ختامًا، بعد اطلاعك وقراءتك للمقال أعتقد أنه آن الأوان لتصحيح ذلك الخطأ، الذي يقع فيه الكثيرون دون قصد أو وعي، وعليك أن تعي دائما أن الكلمة الطيبة هي مفتاح السعادة، فما الخطأ فى أن تخصص دقيقة يومياً عبر الهاتف للاطمئنان على شريكة حياتك، ما أجمل أن تقتني لها الاشياء التي تحبها، انتهز إجازتك الأسبوعية ولو لمرة واحدة شهريا وأخرجا معا في نزهة تذكرها بأيام وذكريات الخطوبة، حلول كثيرة ومتنوعة تعيد الحيوية إلى الحياة الزوجية.. رجائي الأخير متزعلهاش هي ملهاش غيرك.