ناهد إمام
الانتماء.. وسداد مستحقات الخدمات العامة!
الوطنية لا تباع ولا تشترى، ودائما تحرص القيادة السياسية على إعداد أجيال جديدة تترسخ لديها قيم الانتماء والولاء للدولة المصرية، والحفاظ على مقدرات الوطن، وآخرها المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
وفي الواقع ما جعلني أتحدث عن الوطنية والانتماء، العديد من المواقف منها التي تستحق الإشادة بها، ومنها ما يجب مواجهته لاستباحة موارد الدولة والعمل على إهدارها.
ومن الأفضل أن نبدأ بمن يشرف بلده ويفخر برفع العلم المصري عاليا في المحافل الدولية، ومن بينها على سبيل المثال، ابن الإسماعيلية اللاعب الرياضي عبدالرحمن محمد زكي، الذي حصل على ميداليتين فضيتين في بطولة مستر أولمبيا المقامة في مدينة لاس فيغاس ولاية نيفادا بالولايات المتحدة الأمريكية في القوة البدنية.
وما شدني هو تعبيره عن بالغ سعادته في رفرفة العلم المصري عاليا في الدولة الكبرى أمريكا، وسط حشود من اللاعبين من مختلف الجنسيات، ويؤكد سعيه دائما لرفع اسم مصر عالميا من خلال مواصلة التدريبات الشاقة والعزيمة على تحقيق ذلك النصر سنويا، حيث حصل من قبل علي الميدالية الذهبية عام 2020 في البرتغال وفضية أيضا نفس العام، كما حصل على الميدالية الذهبية و2 فضية في بطولة العالم بأمريكا عام 2022 والعام الماضي على ميدالية فضية في بطولة مستر أولمبيا بأمريكا.
أيضا من المواقف المشرفة ومن ذوي الهمم وليس من الأصحاء فقط، محمد المنياوي، لاعب منتخب رفع الأثقال البارالمبي الحاصل على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب البارالمبية المقامة مؤخرا في باريس، والتي حرص الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، على تكريمه وتكريم منتخب الطائرة جلوس بعد حصد الميدالية البرونزية في نفس الدورة، ومنحهم مكافآتهم المادية الفورية ومؤكدا، أنه سيتم إطلاق أسماء أبطال ميداليات الدورة البارالمبية على مراكز الشباب، كل في محافظته، محمد المنياوي في الغربية، ورحاب أحمد بالشرقية، وكل من حقق ميدالية في الدورة البارالمبية، على جهودهم الرائعة ورفع اسم بلادهم عالميا.
كما لا بد أن نذكر اسم سيناء الغالية التي حصلت على جائزة التميز العالمية 2024 كأول جهة مصرية تفوز بهذه الجائزة العالمية رفيعة المستوى في قطاع الإدارة المحلية في مجال نظم المعلومات الجغرافية، حيث وضعت جنوب سيناء، أساس قوي للتحول الرقمي بالمحافظة، مما انعكس على إدخال تقنيات أنظمة المعلومات الجغرافية، وتحويل بيانات المحافظة للصورة الجغرافية ونشر الخرائط التفاعلية، وتحقيق العديد من العوائد الإيجابية للمحافظة.
وفي الوقت الذي نجد فيه المصري يحرص على تعليق اسم بلاده في المحافل الدولية.. ويعد ذلك من الأمور الطبيعية للوطنية والانتماء، نجد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بالإمارات، عقب تسلمه جائزة النيل للمبدعين العرب من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، يقول في كلمته الغالية "لولا مصر لما كنت أنا ويجب علينا جميعًا المحافظة على مصر".
وفي مقابل تلك المواقف المشرفة، نجد على النقيض موقف أثار استياء كل مصري يحب بلده، أحد أصحاب العلم، يصدر فتوى تبيح للمواطنين سرقة مياه الشرب والكهرباء والغاز الطبيعي، إثر ارتفاع أسعارها، من خلال تداول مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار البلبة والاستياء من المواطن الغيور على مصلحة بلده، وكان التحرك السريع من جانب وزارة الكهرباء، التي اتهمته في بلاغها، بتحريض المواطنين على السرقة والامتناع عن سداد المستحقات المالية المتعلقة بالخدمات العامة، وكان صدور أمر النائب العام محمد شوقي عياد، بالتحقيق العاجل في الواقعة.
والتساؤل.. كيف تقوم الدولة بتوفير خدمات البنية الأساسية من كهرباء وماء وغيرها والعمل على تطويرها وتحسينها والصيانة اللازمة لها؟ في ظل الدعوة للتهرب من سداد المواطن مقابل الخدمات المقدمة والعمل على استمراريتها.
ألستم تتفقون معي، أن هناك الحاجة للوقوف بقوة ضد أي محاولات للعبث أو الفساد، والإضرار بمقدرات الوطن ومواجهة كل أفعالهم، وعدم إعطاء الفرصة، لزعزعة الاستقرار المجتمعي، فالانتماء هو مسؤولية كل مواطن يعيش على أرض مصر الغالية، وتقدره الدولة عندما يرفع اسم بلاده عالميا فخرا واعتزازا بوطنيته.