![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
عاجل.. اليوم تحل الذكرى ١٥٦ لميلاد صاحب نهج البردة
![أحمد شوقي](/UserFiles/News/2024/10/16/1234333.jpg?241016184659)
عادل عبدالمحسن
تحل اليوم الأربعاء، الذكرى 156 لميلاد أشهرَ شعراء العربية في العصر الحديث، الذي ولد يوم 16أكتوبر عام 1868، ولقِّب بـ أمير الشعراء عام 1927 ، بعد أن بايعه شعراء العرب كافة ليكون أميرًا للشعر.
أخصب شعراء العربية
ويعد أحمد شوقي من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألفا وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث فمنحه الله موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، فكان لا يجد عناء في نظم القصيدة، و كانت المعاني دائمًا تنسال عليه وكأنها المطر الهطول .
وُلِدَ أحمد شوقي بِحيّ الحنفي بالقاهرة، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، فتكفلت بتربيته ونشأ معها في القصر. وحين بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة. واهتم بقراءة دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
والتحق بمدرسة الحقوق، حين بلوغه سن الخامسة عشر وانتسب إلى قسم الترجمة الذي كان قد أنشئ بها حديثًا، وبدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ محمد البسيوني، ورأى فيه مشروع شاعر كبير. سافر أمير الشعراء إلى فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، وقد كونت تلك الرحلة الدراسية الأولى منطلقات شوقي الفكرية والإبداعية، حيث اشترك مع زملاء البعثة في تكوين "جمعية التقدم المصري"، التي كانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي.
وربطته حينئذ صداقة قوية بالزعيم مصطفى كامل، وتفتّح على مشروعات النهضة المصرية. اتجه شوقي أثناء دراسته في فرنسا وبعد عودته إلى مصر إلى المديح للخديوي عباس، فنفاه الإنجليز إلى إسبانيا عام 1915، وفي أثناء نفيه اطلع أحمد شوقي على الأدب العربي والحضارة الأندلسية وتعلم عدة لغات، واطلع على الآداب الأوروبية، بالإضافة لاضطلاعه بالأوضاع التي تحدث بمصر، فأصبح يشارك بالشعر من خلال اهتمامه بالتحركات الشعبية والوطنية الساعية للتحرير عن بعد، وكان شعره يبث مشاعر الحزن على نفيه من مصر، وعلى هذا الأساس وجد توجهًا آخر في الشعر بعيدًا عن المدح الذي التزم به قبل النفي، وعاد شوقي إلى مصر سنة 1920.
كان لشوقي الريادة في النهضة الأدبية ،الفنية ،السياسية ،الاجتماعية، والمسرحية التي مرت بها مصر، كذلك في مجال الشعر فكان التجديد واضحًا في معظم قصائده ،لامتلاكه نصيباً كبيراً من الثقافتين العربية والغربية، وتميز أسلوبه بالاعتناء بالإطار وبعض الصور وأفكاره التي يتناولها ويستوحيها من الأحداث السياسية والاجتماعية، كما عرف أسلوبه بتقليد الشعراء القدامى من العرب وخصوصاً في الغزل، كما ضمن مواضيعه الفخر والخمرة والوصف، وكان يملك خيالاً خصباً وروعة ابتكار ودقة في الطرح وبلاغة في الإيجاز وقوة إحساس وصدقا في العاطفة وعمقا في المشاعر، وكان مغرمًا بالتاريخ وله قصائد لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقين في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها على تعمقه بالتاريخ قديمه وحديثه.
نظم احمد شوقي الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أيادٍ رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي ،ومنها على سبل المثال : قصيدة الهمزية النبوية التي قال فيها" ولد الهدى فالكائنات ضياء --- وفم الزمان تبسم وثناء " وفي حب مصر أنشد وهو في منفاه بالأندلس" يا ساكني مصر إنا لا نزال على ---عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا ---هلا بعثتم لنا من ماء نهركم--- شيئاً نبل به أحشاء صادينا " وتغنى بالوطن العربي والإسلامي والإنساني، ومن ذلك قوله في الشرق "وما الشرق إلا أسرة أو قبيلة --تلم بينهما عند كل مصاب ".
كما عالج موضوع المرأة والعمل والتربية والأساطير وهو القائل" قم للمعلم وفه التبجيلا -- كاد المعلم أن يكون رسولا --أعلمت أشرف أو أجل من الذي -- يبني وينشئ أنفساً وعقولا" وترك ديواناً ضخماً عرف بديوان " الشوقيات " وهو يقع في أربعة أجزاء .
ويعتبر عام 1893 نقطة تحوّل في شعر أحمد شوقي حيث وضع أول عمل مسرحي في شعره. ثم أخرج عدة مسرحيات منها، " مصرع كليوباترا"، " مجنون ليلى "، " عنترة" ،و " أميرة الأندلس " والأخيرة مسرحية نثرية. وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"،وغيرها. توفي أمير الشعراء يوم 14 أكتوبر 1932، بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر.