قاهري ولا إسكندراني
في ذكرى ميلاد أسطورة الأهلي.. حقائق تكشف لأول مرة عن مختار التتش
شيماء حلمى
تضاربت المعلومات حول مكان وتاريخ ميلاد أسطورة النادي الأهلي مختار التتش، هذا الاسم الذي يحلم كل لاعب مصري في بداياته أن يتدرب على ملعبه، ليكون لاعبًا ضمن كتيبة المارد الأحمر لكرة القدم، ومرد ذلك يعود إلى عدم وجود مكاتب توثيق مكان، وتواريخ الميلاد، وقتما أبصر الدنيا.
بحسب موقع "ويكيبيديا" أبصر محمود مختار رفاعي والشهير بمختار التتش كابتن منتخب مصر لكرة القدم ولاعب النادي الأهلي المصري أبصر الدنيا في مثل هذا اليوم 12 أكتوبر عام 1905 بالسيدة زينب بالقاهرة، شارك وهو في الثامنة عشرة من عمره مع فريق مدرسة محمد علي الابتدائية، وكان أصغر لاعبيها جسمًا وسنًا، لكنه كان أكثرهم مهارة، وانتقل بعدها إلى مدرسة السعيدية، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية الحقوق وحصل على البكالوريا.
ميلاد أسطورة الأهلي.. مختار التتش
المثير أن موقع "ويكيبيديا" ذاته يناقض معلوماته السابقة ويتضمن تاريخًا آخر لميلاد أسطورة الأهلي يوم 29 سبتمبر عام 1905 وفي ذات محل الميلاد بالسيدة زينب بالقاهرة.
في حين، نجد الموقع الرسمي للنادي الأهلي قد سطر تقريرًا عن مختار التتش تحت عنوان "مختار التتش.. أسطورة صنعتها المواقف الوطنية وعشق الأهلي" يقول: ولد التتش في الإسكندرية عام 1906، قبل عام من ولاد الكيان الأحمر الذي بذل من أجله كل غالٍ ونفيس، والذي لم يكن يعلم أحد أن المولودين سيقترنان سويا أبد الدهر.
ويظهر من تلك المعلومات في “ويكيبيديا” أن هناك ثلاثة تواريخ مختلفة لميلاد مختار التتتش ومحلي إقامة هما القاهرة والإسكندرية. هذه الملحوظة لا تنفي أن مختار التتش أسطورة أهلاوية فرضت نفسها على التاريخ ذاته بالأفعال ونتائج البطولات مع منتخب مصر والنادي الأهلي.
كان النادي الأهلي قد اكتشف مختار التتش وضمه إلى فريقه الأول عام 1922، وكانت أولى مبارياته مع الأهلي ضد فريق الطيران الإنجليزي في الكأس السلطانية وفاز فيها الأهلي بهدفين مقابل هدف أحرز التتش فيها هدف الفوز.
واختير مختار التتش في أولمبياد ألمانيا، ضمن أفضل 12 لاعبًا في العالم، وأفضل أربعة مهاجمين أيضًا على مستوى العالم، بعدما ظهر بمستوى مبهر كعادته.
ويدلل الكاتب السيد فرج في كتابه “رواد الرياضة المصرية“، على مدى موهبة مختار التتش بأنه ينهك خصومة بدنيًا ومعنويًا في أرض الملعب. يقول فرج في كتابه “كان الأهلي يستعد لمباراة هامة للغاية أمام نادي السكة الحديد، وكان أهم ما يشغل فريق السكة الحديد هو كيفية إيقاف التتش، حتى لو كلفهم هذا مراقبته بثلاثة لاعبين”.
وأضاف “أحد اللاعبين ويدعى "أل"، أخطر زملاءه ومدربه بأنه هو من سيتولى رقابة التتش، واعدًا بعدم السماح له بالتهديف”.
ويكمل السيد فرج “التتش أحرز ثلاثة أهداف، ما دفع "أل" للجنون، وظل يكلم نفسه بصوت عال ويقول "أل امسكه.. أل امسك عفريت! امسك جن!".
لعب مختار التتش مع النادي الأهلي ومنتخب مصر، طيلة 17 عامًا، شارك خلالها في ثلاث دورات أولمبية، باريس 1924 وأمستردام 1928 وبرلين 1936.
قرر مختار التتش اعتزال كرة القدم وهو في أوج مجده عام 1940م، وحاول الكثيرين من الرياضيين والصحفيين والمشاهير إثناءه عن قراره لكنه فضل أن تبقى ذكراه وهو في أفضل حالاته.
بعد اعتزال التتش مارس لعبة الهوكي كهواية، وأشرف على كرة القدم بالنادي الأهلي، وتولى منصب سكرتير عام اللجنة الأولمبية المصرية من عام 1956م وحتى عام 1959م.
وفي العام 1965م كرّمه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه وسام الرياضة من الطبقة الأولى.
غروب شمس مختار التتش
رحل مختار التتش عن دنيانا يوم 21 فبراير عام 1965م، تاركًا خلفه تاريخًا عريقًا عصيًا على النسيان، وقد سُمي ملعب النادي الأهلي بالجزيرة بملعب مختار التتش، تكريمًا لذكراه ودوره الكبير في رفع مستوى اللعبة في النادي الأهلي.