د. أحمد عبد المنعم يكتب: مرحلة الطفولة.. والتبول اللاإرادي
من أكثر الاضطرابات شيوعاً في مرحلة الطفولة وقد تمتد لما بعدها، وتتمثل في عدم قدرة الطفل على السيطرة على مثانته، فلا يستطيع التحكم في انسياب البول، وتظهر المشكلة بوضوح لدى من تجاوزت أعمارهم 3 أو 4 سنوات، وُيشترط أن لا يكون هناك أسباباً عضوية لهذه المشكلة.
أشكال التبول اللاإرادي:
تتعدد الأشكال ولكننا سنركز على أكثر الأشكال شيوعاً وهى:
-التبول اللاإرادي منذ المولد:
ويحدث منذ ولادة الطفل فهو لم يصل بعد لمرحلة النضج العضوي، وبالتالي فإن حدوثه أمراً طبيعياً، ولا يشير لوجود مشكلة، كما أن العامل النفسي أو التربوي دوره ضعيف في ظهوره.
- التبول اللاإرادي المؤقت:
وفيه يكون الطفل قد وصل لمرحلة التحكم في عملية التبول لفترة من الزمن " شهور أو ربما لسنة" ويحدث انتكاس مفاجئ، وهنا قد يكون مرجعه للظروف الأسرية والبيئة المحيطة بالطفل.
-التبول اللاإرادي الليلي:
يصف هذا الشكل الأطفال الذين يتبولون ليلاً بشكل لاإرادي، ولا يشعر الأطفال بمقدمات خلال نومهم للتبول، فقد يكونوا يحلمون ، ويمثل هذا الشكل ثلثي حالات التبول اللإإرادي.
-التبول المرتبط بأحداث حياتية:
ويحدث في ظروف معينة ضاغطة للطفل، كوجود مشكلات داخل الأسرة أو المدرسة أو تنمر يتعرض له الطفل، أو حرمان عاطفي للطفل من أبوية، أو تعرضه لمصادر خوف.
الأسباب النفسية والاجتماعية لمشكلة التبول اللاإرادي:
يجب استبعاد الأسباب الفسيولجية والعضوية للمشكلة أولاً، ثم نبحث عن الأسباب النفسية والاجتماعية، وهى:
أساليب المعاملة الوالدية القائمة على التخويف والمبالغة في الاهتمام والحماية الزائدة.
التفكك الأسري والخلافات بين الوالدين.
افتقاد الطفل للشعور بالأمان أو الحرمان العاطفي.
مبالغة الأم في عملية تحكم الطفل في الإخراج.
الغيرة بين الأخوة وبعضهم.
ويجدر الاشارة إلى أن الأسباب النفسية سالفة الذكر قد لا يكون الآباء والأمهات على وعي بها، فقد يمارسون أساليب والدية تنطوي على سيطرة وتحكم وحماية ويرونها من وجهه نظرهم حماية ورعاية.
تشخيص مشكلة التبول اللاإرادي:
نقطة البداية بالفحص الطبي للطفل للتحقق هل الاضطراب عضوي أم وظيفي، وبالتالي إجراء فحص طبي للتأكد من عدم وجود مشكلات طبية.
مقابلة الطفل: وملاحظه تصرفاته وسلوكياته التي تسبق أو تصاحب التبول اللاإرادي مثل الخوف، الغيرة.
مقابلة أسرة الطفل: لجمع معلومات أكثر عن المشكلة، وطريقة تعاملهم معها، وأساليب رعاية الطفل المتبعة، ومدى تأثيرها على الطفل فقد تكون سبباً فيها.
وقد تستخدم بعض الاختبارات النفسية للكشف عن مخاوف الطفل، وطبيعة البناء النفسي له.
علاج مشكلة التبول اللاإرادي:
العلاج الطبي: إذا استعدت حالة الطفل لذلك.
التوعية والتثقيف النفسي للوالدين: بهدف إرشادهم لطرق مواجهة المشكلة بشكل صحيح، وتعريفهم بالعادات الصحية للتبول، وأيضاً رفع مستوى وعيهم بالأساليب التربوية المتبعة مع الطفل كالتخويف والنقد والتوبيخ أو الحماية والرعاية الزائدة، بالإضافة إلى عادات النوم الصحية للطفل مثل منع السوائل والمشروبات الغازية قبل النوم بعدة ساعات، والتبول قبل النوم مباشرة، وإيقاظ الطفل بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات للتبول، وهنا يمكن استخدام أسلوب التعزيز مع الطفل لاتباعه للتدريبات.
العلاج السلوكي: من الطرق التي ثبت نجاحها مع حالات التبول اللاإرادي وتعتمد على فكرة التخلص من العادات غير الصحية وبناء عادات صحية عوضاً عنها، فعندما تمتلئ مثانة الطفل وهو نائم فإن ذلك يؤدي إلى ارتخاء العضلة القابضة للمثانة فيؤدي إلى التبول اللإرادي، ولكن من خلال تعويد الطفل سلوكياً على الاستيقاظ من النوم لتفريغ المثانة، فإن ذلك يؤدي إلى عمل عادة نفسية جديدة للطفل، ومع الوقت تقل حساسية الطفل لامتلاء مثانته، فهو أصبح قادراً على تفريغها، وزاد من قدرته على التحكم فيها، وفي المقابل يشترط لتحقيق هذه النتائج التزام الوالدين _خصوصاً الأم_ إعادة النظر في أسلوب التعامل مع المشكلة أو مع الطفل.