06:44 م - الأحد 6 أكتوبر 2024
يحتفل شعب مصر العظيم، وجيشها الباسل، بالذكرى الـ51 عاما لحرب اكتوبر 1973والتي تعد أغلى انتصاراتنا العسكرية.
اكد لواء دكتور سمير فرج ان القوات المسلحة المصرية قدمت للفكر العسكري العالمي دروس وعبر من خلال بطولاتها في حرب أكتوبر 73، والتي اعتبرها العالم معجزة في التاريخ العسكري الحديث.
ومن المواقف الإنسانية التي لا انساها وصول الرئيس الراحل أنور السادات، مرتدياً زيه العسكري حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا، وخلفه عدد من الجنود، يحملون صواني رصت عليها الشطائر والعصائر. ولتزامن اليوم مع يوم العاشر من رمضان، فقد أمسك السيد الرئيس بالميكروفون، قائلاً، "لقد أجاز فضيلة مفتي الديار المصرية الإفطار في نهار رمضان، لأننا في جهاد لتحرير الأرض المغتصبة"، ووجه بإبلاغ كل قواتنا، وأولادنا، على جبهة القتال في سيناء، بتلك الفتوى، بينما الجنود يمرون لتوزيع الشطائر، التي وضعناها، جميعاً، في الأدراج، ويشهد الله، أننا لم نتناول إلا الماء، عندما حان موعد آذان المغرب، وهو ما فعله الجميع على جبهة القتال انه قام بزيارة الجنود في مواقعهم.
وأكد لواء دكتور ان المصريين غيروا المفاهيم العسكرية، وأهمها تلك المرتبطة بمقارنة القوات، فبعدما كان أساس حساب التفوق العسكري للدولة، يقوم على أعداد أفراد قواتها، وأعداد وأنواع أسلحتها ومعداتها، من الدبابات والمدافع والطائرات..
نريد أن نعرف من سيادتكم كواليس غرفة العمليات والتي كنت احد افرادها اصغرهم سنا ورتبة واطلق عليك لقب الجوكر بسبب سرعة البديهة والحركة؟
أتذكر بداية يوم السادس من أكتوبر من عام 1973، وأنا في مركز عمليات القوات المسلحة لتنفيذ مشروع استراتيجي، تدريبي، لاختبار عمل المركز، خاصة فيما يرتبط بشبكة الاتصالات مع الجيوش الميدانية، والقوات الجوية، والبحرية، والدفاع الجوي، وحتى القيادة السورية في دمشق، وما أن دقت الساعة العاشرة صباحاً، حتى رفعنا خرائط المشروع التدريبي، ووضعنا خرائط "الخطة جرانيت"، المعدلة، وهي خطة عبور قناة السويس، واجتياح خط بارليف الإسرائيلي، وتكوين رأس كوبري على الضفة الشرقية لقناة السويس.
والله لقد استعدت، خلال هذا الحوار معكم، نفس الشعور بالرهبة الممزوج بالعزة والفخر، الذي انتابني ونحن نفتح سجلات الحرب لهذه العملية الهجومية، ونتلقى إشارات توزيع ساعة الهجوم على القادة، كل حسب مهمته ومكانه، وإشارات تمام استعداد القوات في أماكنها الجديدة لبدء الهجوم، والتي كان منها وصول مجموعة القوات البحرية المصرية، لمنطقة باب المندب، في البحر الأحمر، لتنفيذ أوامر القيادة العامة للقوات المسلحة، بإغلاق المضيق أمام الملاحة الإسرائيلية.
ما أهم المواقف الإنسانية التي لايمكن نسيانها أثناء تواجدكم بغرفة العمليات؟
لم أنس وصول الرئيس الراحل أنور السادات، مرتدياً زيه العسكري في حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا، وخلفه عدد من الجنود، يحملون صواني رصت عليها الشطائر والعصائر. ولتزامن اليوم مع يوم العاشر من رمضان، فقد أمسك السيد الرئيس بالميكروفون، قائلاً، "لقد أجاز فضيلة مفتي الديار المصرية الإفطار في نهار رمضان، لأننا في جهاد لتحرير الأرض المغتصبة"، ووجه بإبلاغ كل قواتنا، وأولادنا، على جبهة القتال في سيناء، بتلك الفتوى، بينما الجنود يمرون لتوزيع الشطائر، التي وضعناها، جميعاً، في الأدراج، ويشهد الله، أننا لم نتناول إلا الماء، عندما حان موعد آذان المغرب، وهو ما فعله الجميع على جبهة القتال.
هل توقعت بدء الهجوم؟ وما شعوركم في تلك اللحظات؟
لا أخفيكم سراً، أنني وغيري، لم نكن متوقعين بدء الهجوم؛ فهل سنشهد ذلك اليوم، فعلاً، بعد ست سنوات من حرب الاستنزاف؟ هل سيتحقق الأمل، ونهزم العدو الإسرائيلي المتغطرس؟! إلا أن اليقين ملأنا، في تمام الثانية ظهراً، عندما تابعنا، على شاشات الرادار، عبور 220 طائرة مصرية، لقناة السويس، وتنفيذ الضربة الجوية ضد الأهداف الإسرائيلية في سيناء. بعدها بدأ العبور، وتوالت أجمل الإشارات عن عبور موجات العبور، وسقوط نقاط خط بارليف، الواحدة تلو الأخرى.
وأذكر في الرابعة ظهراً، وأنا في الغرفة الرئيسية، أتابع خريطة العمل، أن سألني الرئيس السادات، "يا ابني الخساير كام لحد دلوقتي؟"، وكانت المفاجأة، بعد حصر الأرقام الواردة من الجيشين الثاني والثالث، أن خسائرنا في العمليات القتالية أقل من خسائرنا في أيام التدريب على العبور، في نهر النيل، لأن قواتنا كانت قد وصلت لدرجة الاحترافية.
حدثنا عن روح انتصار اكتوبر ونظرة العالم للجيش المصري؟
القوات المسلحة المصرية حققت، في هذه الحرب، أغلى انتصار، في العصر الحديث، ضد هذا العدو الإسرائيلي، واستعادت أرض سيناء الغالية لمصر، ولشعبها، ولجيشها، وأصبحت نتائج هذه الحرب تدرس في أعتى المعاهد والكليات العسكرية، في العالم. فاستحق الشعب المصري أن يفتخر بهذا النصر العظيم، الذي حققه بالتحامه مع قواته المسلحة، وثقته فيها.
كما أظهرت هذه الحرب عاملاً جديداً، وهو الرغبة في القتال، فقد كان هدف المصريين هو استعادة الأرض التي فقدوها في 67، بينما هدف الإسرائيليين الاحتفاظ بأرض اكتسبوها في الحرب السابقة، ويعلمون أنها ليست أرضهم. وأوضحت الحرب، كذلك، أن المصريين لم يهتموا بالتفوق العددي لأسلحة قوات العدو الإسرائيلي، بل كان ذلك حافزاً لابتكار أساليب جديدة للتصدي لها، مثل المدافع المائية للتغلب على الساتر الترابي لخط بارليف، وحائط الصواريخ للتغلب على قوة سلاح الجو الإسرائيلي، بتحييد قدرتها، وهو ما حدث مع بداية عبور القوات المصرية لقناة السويس، فتغير، بهذا، مفاهيم الدفاع الجوي في الفكر العسكري العالمي، إذ لم يعد التفوق العددي للطائرات، عاملاً أساسياً في حساب القوى، بعد نجاح قواتنا في تحييد القوات الجوية المعادية بفكرة حائط الصواريخ.
صف لنا الصورة الذهنية للعالم تجاه الجندى المصري وشجاعته؟
أتذكر أنه بعد الحرب، مباشرة، تم ابتعاثي لكلية كمبرلي الملكية لأركان حرب، في إنجلترا، بعد حصولي على المركز الأول، بتقدير امتياز، في كلية أركان حرب المصرية، وخلال عام ونصف قضيتها بتلك الكلية العريقة، لم تكد محاضرة تخلو من طلب الأساتذة الإنجليز، أن اتحدث عن كيفية تطبيق الجيش المصري لعمليات حرب أكتوبر 73، التي اطلع عليها العالم، وهو ما كان، ولا يزال، مصدر فخر وعزة لي ولغيري.
وماذا عن الدراسات العالمية التقيمية حول انتصار حرب اكتوبر؟
أصدر "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، في لندن، أو “International Institute for Strategic Studies” (IISS)، عن حرب أكتوبر 1973، في تقريره السنوي المعروف باسم "التوازن العسكري"، أو “The Military Balance”، الذي يعد أحد أهم الإصدارات العسكرية العالمية، إن لم يكن أهمها، على الإطلاق، ويعتمد عليه جميع المفكرين الاستراتيجيين، والمحللين العسكريين، حول العالم. حيث صدر تقرير عام 1973، في يناير، أي قبل الحرب، وقد عقد مقارنة بين القوات الإسرائيلية، والقوات المصرية والسورية والأردنية والعراقية، مجتمعة، معلقاً بأنه مجرد تفكير العرب في القيام بأي عمليات عسكرية ضد إسرائيل، لاستعادة الأرض التي فقدها عام 67، فمصيرهم الحتمي هو الهزيمة، نظراً للتفوق الكمي والنوعي للقوات الإسرائيلية، مقارنة بحجم القوات العربية. وكان ذلك خلاصة ما قدمه التقرير في نهاية الفصل المخصص لتحليل القوات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.
ومرت الأيام، وهل شهر أكتوبر 73، فعبرت القوات المصرية قناة السويس، ودمرت خط بارليف، أقوى الخطوط الدفاعية عبر التاريخ العسكري، بعد "خط ماجينو" الذي بناه الفرنسيون أمام الجيش الألماني، ووصلت قواتنا لعمق 15 كيلومتر شرق قناة السويس، وهزموا العدو الإسرائيلي، واستعادوا الأرض، فيما بدا للعالم وكأنه معجزة عسكرية. ولما حان موعد إصدار العدد الجديد، في بداية عام 74، وجد مركز الدراسات الاستراتيجية نفسه في حرج دولي أمام خطأ في تقديراته المذكورة في تقريره السنوي لعام 73، مما دفعه لتأجيل الإصدار الجديد، عن عام 74، لمدة 4 أشهر، لمراجعة أوجه القصور في تحليله السابق، التي أدت لخطأ النتائج.
وصدر التقرير الجديد في الربع الثاني من عام 74، ليشهد بأن المصريين غيروا المفاهيم العسكرية، وأهمها تلك المرتبطة بمقارنة القوات، فبعدما كان أساس حساب التفوق العسكري للدولة، يقوم على أعداد أفراد قواتها، وأعداد وأنواع أسلحتها ومعداتها، من الدبابات والمدافع والطائرات، وغيرهم، لم يعد من الممكن اعتماد ذات المنهجية، بعد تفوق القوات المصرية في حرب 73، والتي فرضوا بها عناصر جديدة لتقييم القوى العسكرية، كان من الضرورة اعتمادها كعناصر حاكمة في تحديد موازين القوى؛ أولها الروح المعنوية، إذ كانت الروح المعنوية للمصريين تفوق الروح المعنوية للإسرائيليين، بعد انتظار دام ست سنوات منذ يونيو 67.
وفي مفاجأة غير متوقعة للإسرائيليين، تمكنت قواتنا المصرية من تسجيل نجاح آخر باسمها، بعد الهجوم على طول مواجهة دفاعات خط بارليف الإسرائيلية، التي كانت يتبع أسلوب "الدفاع المتحرك"، أو “Mobile Defense”، والذي يعتمد على الحد من الهجوم إلا من اتجاه واحد، وهو ما كان من شأنه تمكين الاحتياطي الإسرائيلي من تدمير قواتنا التي نجحت في الاختراق، إلا أن اختراق القوات المصرية للدفاعات الإسرائيلية تم على المواجهة بالكامل، مما أربك حسابات القوات الإسرائيلية، ووضعها في مأزق لعدم القدرة على تحديد اتجاه دفع الاحتياطي. فاتضح للجميع أن نظام الدفاع المتحرك، الذي تتبناه العقيدة العسكرية الغربية، المعمول بها بكل دول حلف شمال الأطلنطي، أو حلف الناتو، لم يعد صالحاً بعد هجوم المصريين ونجاحهم في تدمير الدفاعات الإسرائيلية في حرب 73، فبدأت وزارة الدفاع الأمريكية في تعديل فكر الدفاع المتحرك في العقيدة الغربية، لتخرج للعالم، بعد ذلك بالشكل المتطور للدفاع المتحرك، أطلقت عليه اسم “Active Defense”، أي "الدفاع النشط"، وهو الأسلوب المطور للدفاع المتحرك، الذي تتبعه، حالياً، كل القوات في حلف شمال الأطلنطي، والذي يقسم الاحتياطيات في العمق إلى عدة احتياطيات لمواجهة الاختراقات المتعددة على طول المواجهة.
تحتفل مصر هذه الايام بأغلى انتصاراتها في التاريخ الحديث واليوم بعد 51 عاما نتذكر كل ما قدمه شعب مصر وجيشه العظيم في هذه الحرب وعندما نحيي ذكرى ذلك النصر العظيم، فيجب علينا أن نتذكر مرارة الهزيمة، في الخامس من يونيو 67، حين شن العدو الإسرائيلي هجومه في التاسعة صباحاً، وتمكن من النيل من قواتنا الجوية، وشل حركة المطارات العسكرية، فاستباح سمانا، موفراً الغطاء الجوي اللازم لقواتهم البرية لاختراق الحدود في سيناء.. وفي ستة أيام، كانت إسرائيل قد احتلت أرض سيناء، والجولان، والضفة الغربية، والقدس.. فأسميناها، جميعاً، "نكسة 67".
وأعلن موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي، حينها، أنه يجلس بجانب الهاتف، في انتظار مكالمة عبد الناصر، ليملي على مصر شروط الهزيمة! فتجلت عظمة الشعب المصري، وقواته المسلحة، في رفض الهزيمة، والإصرار على تحويلها إلى نصر، ورفض تنحي الرئيس عبد الناصر، وبدأنا، يومها، في إعادة بناء الجيش المصري، معنوياً ومادياً، وإعادة تسليحه، من جديد، بأحدث الأسلحة والمعدات، ولا ننكر، هنا، دور الاتحاد السوفيتي، الذي وفر للقوات المسلحة المصرية احتياجاتها من الأسلحة والمعدات الحديثة، كما أمدها بالخبرة الروسية في إعداد جيش جديد، على أعلى الدرجات من التنظيم، والكفاءة القتالية.
استبسل الجيش المصري للثأر، فكانت أولى المعارك التي رفعت الروح المعنوية، ليس للقوات المسلحة المصرية، فقط، بل للشعب المصري كله، هي معركة رأس العش، التي دارات يوم 1 يوليو 67، والتي حاول فيها العدو الإسرائيلي التقدم نحو مدينة بورفؤاد، لاحتلالها، وأمام رأس العش، جنوب المدينة، تصدى له ثلاثون مقاتل، من قوات الكتيبة 43، من الصاعقة المصرية، بأسلحتها الخفيفة، وتمكنت من وقف تقدمهم، ومنعهم من احتلال بور فؤاد بل وتدمير مجنزراتهم، وأسلحتهم، فكانت أول معركة حقيقية للجيش المصري.
بعدها بأيام وصلت معلومات للقيادة العامة للقوات المسلحة، بقيام العدو الإسرائيلي بتشوين معدات للعبور، في منطقة القنطرة شرق، على المحور الأوسط، في منطقة الطاسة، فقامت قواتنا الجوية بالهجوم على هذه التشوينات، يومي 14 و15 يوليو 67، فكان ظهور الطائرات المصرية، وعبورها القناة، إلى سيناء، لتدمير هذه التجمعات، أثر كبير في رفع الروح المعنوية لقواتنا في منطقة القناة.
توالت، بعدها، الضربات المصرية، فكان من أعظمها إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات يوم 24 أكتوبر 67، بعد أشهر قليلة من الهزيمة، عندما توغلت المدمرة إيلات، أكبر قطعة بحرية إسرائيلية، في المياه الإقليمية، تجاه بورسعيد، فانطلق زورقين، مصريين، من قاعدة بورسعيد البحرية لتدمير المدمرة، وقاما بإطلاق الصواريخ عليها، فغرقت أكبر قطعة بحرية إسرائيلية، وفخر قواتهم البحرية، أمام شواطئ بورسعيد، ولازال هيكلها يرقد في قاع المتوسط، أمام الشاطئ، شاهداً على بطولة الجيش المصري العظيم.
استمرت المعارك لمدة 6 سنوات، وهي عمر حرب الاستنزاف، على طول جبهة قناة السويس، تم، خلالها، تهجير سكان مدن القناة، إلى مدن في وسط الدلتا، فأقامت العائلات في المدارس، وأماكن المصايف في رأس البر، وتحملت الكثير من العناء، برضا، وإيمان، بضرورة المشاركة في بذل التضحيات، في سبيل تحقيق النصر، واستعادة الكرامة، والأرض، المصرية ورغم ذلك كان الكل راضٍ، مؤمن بالتضحية من أجل أن تستعيد مصر كرامتها وأرضها.
بنى جيش العدو الإسرائيلي، أقوى، خط دفاع في العصر الحديث، وهو خط بارليف، لمنع هجوم القوات المصرية لاسترداد سيناء، وأثناء زيارته للجبهة، على قناة السويس، لمتابعة خطة المدفعية المصرية لتدمير ذلك الخط، استشهد الفريق عبد المنعم رياض، يوم 9 مارس 1969، في الموقع رقم 6، على الخط الأمامي، أثناء متابعته لاشتباكات المدفعية، إذ انفجرت إحدى الطلقات المدفعية، وتصيبه، ليستشهد، ويكون أول رئيس أركان، في تاريخ العسكرية، في العالم كله، يستشهد على الخط الأمامي.. فاستحق أن تخلد ذكراه، بأن يصبح هذا اليوم، هو يوم الشهيد في مصر.
استمر الجيش المصري في التدريب، على خطط العبور، في وسط الدلتا، في مياه نهر النيل، وعندها لمعت أفكار شباب القوات المسلحة المصرية، للتغلب على مشاكل العبور، واقتحام خط بارليف، فكان منها فكرة المقدم باقي زكي يوسف، التي تم تنفيذها، بالفعل، في حرب أكتوبر 73، بالتغلب على الساتر الترابي، بإحداث ثغرات به، باستخدام مضخات، وخراطيم المياه، والتي لولاها لما استطعنا إنشاء الكباري، لعبور الدبابات، والمدفعيات، وباقي الأسلحة والمعدات.
كما كان "التوجيه 41"، الذي أعده الفريق سعد الدين الشاذلي، ومجموعة من الضباط، هو الخطة الحقيقية لعبور 12 موجة بالقوارب، لمهاجمة خط بارليف، وتدميره، فكانت هذه الخطة مفتاح النصر لحرب السادس من أكتوبر. امتدت نجاحات المصريين، في التخطيط، وتنفيذ حائط الصواريخ، للتغلب على التفوق الجوي الإسرائيلي، وهو ما كان أحد الأسباب الرئيسية لنجاح عبور القوات المسلحة المصرية، ووصول 200 ألف مقاتل، إلى الضفة الشرقية للقناة، دون تدخل القوات الجوية الإسرائيلية.
وتعتبر "لجنة أجرانات" أكبر دليل على نجاح القوات المصرية، في خداع العدو الإسرائيلي، تلك اللجنة التي شكلتها إسرائيل، للوقوف على أسباب فشل مخابراتهم العسكرية، في الكشف عن نية مصر في شن هجومها يوم السادس من أكتوبر، وللبحث في القصور في عمليات حرب أكتوبر، التي أدت إلى هزيمة إسرائيل. وقد خلصت تلك اللجنة إلى تأكيد هزيمة الإسرائيليين، مما دفعها للتوصية بإقالة إيلي زعيرا، مدير المخابرات العسكرية، وإقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ديفيد إلعازر، وعدد من قيادات المخابرات العسكرية الإسرائيلية. وظلت تفاصيل تقرير تلك اللجنة، محاطة بأعلى درجات السرية، ولم يتم تداولها إعلامياً، لتأثيرها السلبي على معنويات الإسرائيليين ورغم مرور خمسين عاما على الحرب لم يصدر للآن نتيجة لجنة إجراءات.