دور المرأه المصرية بحرب أكتوبر
رئيس رابطة المرأة المصرية: دور المرأة الأكبر في حرب أكتوبر تمثل في التطوع وحملات التبرع بالمال والدم
ساره وائل
قالت ريهام العادلي، رئيس رابطة المرأة المصرية، إن دور المرأة الأكبر في حرب أكتوبر تمثل في التطوع وحملات التبرع بالمال والدم والعمل في المستشفيات لرعاية جرحى الحرب من المرضى والمصابين، وكل ذلك لمساعدة الجيش المصري في عملية التسليح وإعادة البناء بعد النكسة واستعدادًا للحرب.
وأوضحت ريهام، في حوار خاص “لروزاليوسف”، أن المرأة المصرية لم تكن بمعزل عن المشاركة ضد إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 وما قبلها، إذ شاركت بصورة أو بأخرى خلال حرب أكتوبر وما سبقها من معارك في حرب الاستنزاف، سواء بالدور التطوعي في المستشفيات أو خلف الجبهة من خلال الدور الحربي والعسكري.
وشاركت كذلك في جمع التبرعات، حيث وصل عدد المتطوعات في الهلال الأحمر إلى 5 آلاف متطوعة حتى 15 أكتوبر ١٩٧٣، فعلى سبيل المثال، تكونت العديد من اللجان النسوية للتبرع للجيش المصري، وشاركت في العديد من النقابات، ومن بينها لجنة نسوية تضم 60 ألف عضوة في جمع التبرعات، وشاركن برواتبهن في التبرع للجيش بعد الهزيمة ضد إسرائيل في 1967، فيما عرف باسم "دعم المجهود الحربي".
وكان هناك دور توعوي آخر قامت به المرأة عبر دعم القضية المصرية دوليًا، حيث جرى تشكيل لجنة "صديقات القلم"، وهي لجنة تختص بترجمة ما يتعلق بالقضية المصرية وإبراز عدالتها على المستوى الدولي، وإرسال هذه الترجمات إلى الاتحادات والمنظمات النسائية العالمية، ردًا على المفاهيم المغلوطة التي حاولت إسرائيل بثها للعالم حيال ما قامت به مصر في الحرب.
فردوس.. سلام عسكري من القائد الأعلى للقوات المسلحة
كما ذكرت ريهام العادلي دور فردوس فرحات قائلًا: "ولا تتضمن قصص السيدات أفعالًا فحسب بل تضحيات أيضًا، وهذا ما فعلته السيدة فردوس فرحات، هذه السيدة النوبية التي أبت إلا أن تربي ابنها بعد أن تركها زوجها عقب مولد الابن صبحي الشيخ، لترعاه طوال عمرها وتحاول إنقاذه من مصير الفقر الذي كان ينتظرهم".
وأبت فردوس -في سبيل تربية ابنها- الزواج حتى تخرج وأصبح طيارًا مقاتلاً متطوعًا في الجيش المصري، رغم كونه ابنها الوحيد، ليستشهد ويكرمها القائد الأعلى للقوات المسلحة، رافعًا أمامها التحية العسكرية لتضحيتها الغالية، وذلك خلال وجودها في مجلس الشعب لتكريم ذكرى ابنها وتكريمها.
وتتجلى بطولة صبحي الشيخ في أنه بعد اتمام إحدى المهام خلال حرب أكتوبر بإسقاط طائرتي ميراج، أبى إلا أن يحقق المزيد باقتحام دشمة رباعية لطائرات العدو بعدما لمح 3 طائرات فانتوم إسرائيلية في سبيلها للصعود، فاقتحم صبحي الدشمة بطائرته ودمر الطائرات الثلاث ودفع حياته ثمنًا لهذا.
كما ذكرت رئيس رابطة المرأة المصرية أسماء نسائية لبطلات شاركن في المقاومة مثل السيدة فرحانة حسين، ابنة سيناء التي لقبت بشيخة المجاهدين في سيناء، لدورها ضد إسرائيل خلال فترة ما بعد نكسة 1967 واحتلال سيناء حتى تحريرها.
وكانت فرحانة من قبيلة الرياشات، ولها 4 أبناء، تعيش بمنزل في الشيخ زويد بشمال سيناء، إلا أنها بعد أن انتقلت للقاهرة بسبب احتلال سيناء من جيش الاحتلال قررت الانتقام من العدو، لتنضم إلى منظمة سيناء العربية التي أنشأتها الحكومة المصرية، وقامت بتدريبها العسكري، فكانت تستغل عملها في تجارة القماش وانتقالاتها من وإلى قلب سيناء في زرع القنابل وتفجيرها ونقل الرسائل من وإلى رجال المقاومة.
كما نجحت في نقل معلومات حول العدو الإسرائيلي، مثل نيته بناء مطار في قرية الجورة بالشيخ زويد، حيث نقلت صور ووثائق لمعسكرات بمنطقة ياميت وخريطة مطار الجورة.
وكان لفرحانة دور مهم مكمل لدور محاربة العدو واستنزافه قبل بداية حرب أكتوبر، لما قامت به من أعمال متميزة نالت بسببها نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات بعد انتهاء الحرب.
وكان تفجير قطار للعدو في مدينة العريش يحمل معدات وبضائع لجيش الاحتلال، بجانب بعض الجنود والأسلحة، أول عملية لفرحانة، حيث زرعت القنبلة قبل قدوم القطار ليتفجر بالكامل، وأعقب ذلك عمليات أخرى طالت سيارات للجنود بصحراء سيناء.
وفي السويس كانت الحاجة فريدة في منطقة الجناين، حيث أحد محاور الهجوم الاسرائيلي علي مدينة السويس، والتي رفضت ترك المدينة في الأوقات الصعبة ولعبت دورًا في دعم المقاومة الشعبية والفدائيين الذين نجحوا في التصدي لقوات العدو، وكبدوه خسائر فادحة وأجهضوا خطة احتلال المدينة بمساندة رجال القوات المسلحة البواسل.
وكانت السيدة جيهان السادات على رأس المشاركات من السيدات في الدعم النفسي ورفع الروح المعنوية للجيش، فكانت تقوم بعمل الزيارات الميدانية، وعمل زيارات مختلفة للجرحى في المستشفيات، كانت لها قصة شهيرة محفورة ولا يمكن نسيانها مع المقاتل "سيد حسين" أطلق عليه المقاتل الصلب، عندما وصل إلى المستشفى بإصابة، لكنه كان يعتقد أنها إصابة بسيطة وكان يريد العودة مرة أخرى إلى الجبهة، وامتنع عن الطعام لحين تلبية طلبه بالعودة مرة أخرى إلى القتال، فدخلت عليه السيدة جيهان السادات ولم يكن يعرفها، وعند علمه بانها حرم القائد الرئيس أنور السادات وافق على تناول الطعام بشرط أن تخبر القائد بأنه يريد العودة للقتال مرة أخرى.
و اختتمت ريهام العادلي حديثها قائلًا: "هناك المئات من قصص البطولة والفداء للمرأة المصرية، تؤكد دورها العظيم والداعم في الحروب بشكل عام وفي مصر وتحديدًا حرب أكتوبر بشكل خاص".