
.. والعجز العالمى ينقل الجرائم الإسرائيلية إلى لبنان

أمانى عزام
تكهنات عديدة تحيط بنوايا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حول عميلة الاجتياح البرى للبنان، وسط توقعات تحذر من أطماع “نتنياهو” التوسعية فى المنطقة بذريعة القضاء على حزب الله، وهى ذات الذريعة التي ساقها لاجتياح قطاع غزة برا والتوغل جنوبًا حتى معبر رفح بحجة تدمير “حماس”.
وفى رسالة تحذيرية من رئيس أركان الجيش الإيرانى الجنرال محمد باقرى الذي هدد بضرب “كل البنى التحتية” فى إسرائيل إذا ما هاجمت الأخيرة بلاده ردًا على إطلاق إيران نحو 200 صاروخ بالستى فرط صوتى على إسرائيل.
وقالت إيران: إن هجومها الصاروخى على إسرائيل انتهى ما لم تحدث استفزازات أخرى، فى حين تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على هجوم طهران مع تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.
فى الوقت الذي صرحت فيه واشنطن بأنها ستعمل مع حليفتها إسرائيل للتأكد من أن إيران ستواجه “عواقب وخيمة” بسبب الهجوم، وقالت إسرائيل: إن طهران أطلقت خلاله أكثر من 180 “صاروخا باليستي”، بينما قالت طهران: إنها أطلقت 250 صاروخًا، فى هجومها على إسرائيل.
حرب شاملة
اغتيال جيش الاحتلال لأمين عام حزب الله “حسن نصر الله”، أشعل الصراع فى المنطقة وأجّج صفيحها الساخن، وسط تخوفات من اندلاع حرب شاملة يبدأها بنيامين نتنياهو باجتياح الجنوب اللبنانى.
ورغم شن إسرائيل عملية عسكرية برية محدودة مدعومة بهجمات جوية لسلاح الجو، وقصف مدفعى لاستهداف مواقع عسكرية تابعة لحزب الله وقريبة من الحدود فى جنوب لبنان، ينطلق منها تهديد فورى وحقيقى للبلدات الإسرائيلية فى الحدود الشمالية بحسب رواية الاحتلال، إلا أن خبراء أكدوا لـ”روزاليوسف” أن ما حدث هو مجرد ضربات محدودة على الحدود لا ترقى لوصفها باجتياح برى حتى لحظة كتابة هذه السطور.
ورأى الخبراء أن نتنياهو يخشى التوغل البرى الحقيقى وهو بالفعل ما تؤكده تصريحات جيش الاحتلال التي أكد خلالها أن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة فى منطقة جنوب لبنان، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، حيث أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية فى جنوب لبنان، والتي بدأت الاثنين الماضى.
ورغم تأكيدات الخبراء والمحللين أن الاجتياح البرى الكامل مجرد تهديدات من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلا أنهم أكدوا أن العمليات ضد الحزب مستمرة ولن تتوقف لأنه يستهدف استنزاف ترسانة أسلحة حزب الله وقدراته.
مصير الحزب
نجاح عمليات جيش الاحتلال ضد حزب الله فتحت أبواب التوقعات عن مصير الحزب ومستقبل المنطقة وتساؤلات حول دقة تحديد الاحتلال لأماكن القيادات، التي أجمع الخبراء أنها تحدث بخيانة داخلية وتهدد أمن واستقرار المنطقة.
دقة تحديد الاحتلال لأماكن القيادات واستهدافهم بهذه السهولة فتح باب التساؤلات حول القدرات الإسرائيلية، إلا أن الكاتب الصحفى اللبنانى على المرعبى، أرجع هذا إلى وجود خيانات أكثر من كفاءة وقدرات جيش الاحتلال.
وأشار إلى أن عملية اغتيال حسن نصرالله لم تكن تحدث لولا الاختراقات الأمنية الواسعة من الموساد لأجهزة الحزب وكوادره وعناصره، لافتا إلى أن خير دليل على ذلك هو المكان الذي تمت فيه عملية الاغتيال إذ لم يكن حسن نصر الله متواجدًا وإنما حضر قبل دقائق من اغتياله، ويبدو أن العملاء أبلغوا الجانب الصهيونى بوصوله وتحديد مكان وجوده داخل المبانى التي استهدفها الطيران الصهيونى بالصواريخ المجهزة لاختراق المناطق الأكثر عمقًا والملاجئ تحت الأرض.
“المرعبى” أوضح فى تصريح خاص لجريدة “روزاليوسف” أن استمرار الجيش الصهيونى باستهداف قيادات وكوادر حزب الله السياسية والعسكرية لافتة للانتباه، خاصة وأن جيش الاحتلال استطاع تحديد المناطق وأماكن القيادات والمسؤولين بدقة على مساحة لبنان بشكل كامل وليس فقط الجنوب أو الضاحية، مشيرًا إلى أن هناك عمليات نفذت فى البقاع والهرمل وجبل لبنان والشوف، وكانت مخصصة لاستهداف القيادات والمسؤولين فى حزب الله.
تغيير المعادلة
فيما قال شريف عبدالحميد، رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية، إن الأهداف المعلنة التي حددتها إسرائيل على حزب الله هى اغتيال أمينه العام وأكبر عدد من قادة الحزب، وإعادة مستوطني الشمال ووقف الإسناد لغزة، وإعادة الحزب إلى ما وراء الليطاني.
أما الهدف الرئيس هو تغيير المعادلة برمّتها، المتمثلة فى وجود ترسانة من الصواريخ الدقيقة والمسيّرات على مقربة من الأراضى المحتلة وهو ما يخل بتوازن القوى الاستراتيجى، مع إمكانية استخدام هذه الترسانة ضد الاحتلال الإسرائيلى إذا تم اتخاذ قرار باستهداف المشروع النووى الإيرانى، لذلك كان استهداف الحزب واختراقه والتخلص من حسن نصر الله مشروعًا لا مفر منه، وكان ينتظر التنفيذ بحسب الظروف المناسبة وهو ما حدث.