وزير الأوقاف د.أسامة الأزهرى يوجه الشكر للكاتب الصحفي أيمن عبد المجيد.. إليك التفاصيل
بوابة روزاليوسف
وجه معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، الشكر للكاتب الصحفي الأستاذ أيمن عبد المجيد رئيس تحرير روزاليوسف على مقاله المنشور بجريدة روزاليوسف فى عددها الصادر اليوم، حيث رصد المقال بدقة لمعالم مشروع الأوقاف لخدمة الدين والوطن في تجديد الخطاب الديني.
ربما يعجبك
وأكد وزير الأوقاف أن هذا ليس مشروعًا خاصًّا بالوزير في شخصه، بل يتوارى الشخص لتتقدم وتبرز الرؤية والخريطة العلمية للتطوير، فهي رؤية تتقدم بها وزارة الأوقاف بكل أئمتها وعلمائها لتجديد حقيقي للخطاب الديني، ولتحقيق توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبما يليق بمصر العظيمة ومؤسساتها الدينية العريقة.
جدير بالذكر أن الكاتب الصحفي أيمن عبد المجيد، رئيس تحرير جريدة روزاليوسف، تناول وناقش في مقاله "قلم ولغم" في عدد اليوم لجريدة روزاليوسف، ما يدور في عقل الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وذلك في ضوء الحوار المفتوح الذي دعا اليه وزير الأوقاف مع رؤساء تحرير الصحف.
مقال رئيس التحرير
وجاء في مقال عبد المجيد:
"فيمَ يُفكر الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف؟
تواجه حصون الوعي الديني تحديات وتهديدات غير مسبوقة في ظل ضعف بنيانها لدى قطاع كبير من الشباب في مصر والوطن العربي وقوة قذائف التطرف الديني واللاديني الموجهة إلى الجماجم، حيث يسكن العقل المُستهدف تغييبه.
أحد أهم عوامل الضعف تراجع الاهتمام بإتقان النشء للغتنا العربية، وما ترتب عليه من ضعف فرص التلقي الفعال للنص الديني، فبدون امتلاك أسرار اللغة تتضاءل القدرة على الفهم الصحيح، ويقع المتلقى محدود القدرات اللغوية أسير ما يقدمه الآخر من تفسيرات للنصوص الدينية والخطر إذا كان المُرسل هنا مُتطرفًا دينيًا أو ملحدًا.
فيما يزيد من قوة تدمير القذائف التضليلية الموجهة إلى عقول الشباب، التطور التكنولوجي وثورة وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية.. وضعف البنية المعرفية بصحيح الدين.
تضاف للتحديات مستجدات قضايا العصر ومدى قدرة المؤسسة الدينية على استنباط إجابات تعبر عن صحيح الدين تشفى صدور المتسائلين وتهدي الحائرين.
مع التسليم بالمسؤولية المُشتركة لجميع مؤسسات الدولة التي تسهم في تكوين النشء وبناء الوعي العام والديني، فإن المؤسستين الدينيتين- إسلامية ومسيحية- يقع على كاهلهما العبء الأكبر.
وقد تطرقت في مقال الأسبوع الماضي إلى الرؤية الشاملة لبناء إنسان جديد قادر على ملاحقة المتغيرات ومجابهة التحديات، مقدمًا نماذج لتكامل عمل الحكومة، واليوم نبحر في عقل فضيلة الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف.
من خلال مشاهدات ولقاءات الدكتور أسامة، أهمها الحوار المفتوح الذي دعا إليه رؤساء تحرير الصحف، وشرفت بتلبية دعوته، يمكن الوقوف على ثوابت رؤيته وخطواته لتنفيذها.
فضيلة الدكتور أسامة الأزهري عقلية مستنيرة واسع الاطلاع يمتلك بنية معرفية مُتشعبة وخبرات حياتية عززتها زياراته لمعظم دول العالم في مهام دعوية، يعتمد على منهجية عمل التصدي للمُشكلات بحلول جذرية لا مسكنات ولا علاجات قشرية.
أولًا -المؤسسة الدينية:
يرى الدكتور أسامة الأزهري أن توحيد جهود المؤسسة الدينية ركيزة أساسية لنجاح بناء الوعي الديني “مؤسسة دينية متماسكة بينها الود والتعاون والخلق الرفيع، على قلب رجل واحد”.
يحمل فضيلة الدكتور الأزهري حبًا وتقديرًا لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فهو ابن بار للأزهر أنفق من عمره ٦ سنوات في إعداد موسوعته “جمهرة أعلام الأزهر الشريف” التي تطلبت سباحة في أعماق السيّر الذاتية لنحو 3 آلاف من أعلام الأزهر على مر العصور.
“نصطف خلف الأزهر الشريف لا نتقدم عليه خطوة”، والوعي العام المصري قادر على النفاذ لما وراء الصور للوقوف على صدق المحبة والتقدير، والخارج الإسلامي يثمن العلاقة الطيبة بين الأوقاف والأزهر الشريف.
لم تمر أسابيع حتى شاهدنا الدكتور الأزهري يقدم تطبيقًا عمليًا للخلق الرفيع مسرعًا بحمل كلمة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر خلال صعوده المنصة لإلقاء كلمته في احتفال الوزارة بالمولد النبوي الشريف بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي.
لاحظته يستأذن الرئيس فيرحب، فيسرع لاصطحاب الإمام الأكبر في عودته لمقعده متأخرًا عليه خطوة، نموذج عملي للخلق الرفيع.
المؤسسة الدينية كما يراها الأزهري: “الأزهر الشريف في المقدمة ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء ومشيخة الطرق الصوفية، ونقابة الأشراف”، تنسق الحملات والجهود فيما بينها.
ثانيًا- الخطاب الديني ومنبر العصر:
“لا نجاح للخطاب الديني بدون اختراق عالم السوشيال ميديا، لجاذبيتها للملايين من الفئات المختلفة”.
“التيارات المتطرفة التي وجدت من المستحيل عليها ترويج خطابها على الأرض وجدت في منصات “السوشيال ميديا”، بديلًا لإشاعة روح اليأس والإحباط ولا بد من مواجهتها دعويًا وفكريًا على تلك المنصات”.
بدأ الدكتور أسامة إجراءات عملية بتأسيس منصة رقمية لوزارة الأوقاف بالتعاون مع الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات، تتضمن أربع بوابات تختص كل منها بمحور من محاور استراتيجية بناء الوعي الديني ومواجهة التطرف الديني والإرهاب بجميع صوره والتطرف اللاديني وتراجع القيم الأخلاقية وتعزيز عمليتي بناء الإنسان وصناعة الحضارة.
والاستعداد لوجود كثيف لدعاة الوزارة بخطاب ديني إلكتروني شديد الجاذبية والذكاء على تطبيقات التواصل الاجتماعي يراعي خصائص الجمهور المستهدف وفئاته العمرية، وفي القلب من دائرة الاهتمام بالشباب والأطفال للتعريف بصحيح الدين وقيم الرحمة وإعمال العقل والإبداع.
متى ينجح الخطاب الديني؟ يجيب الدكتور أسامة: ”عندما نستطيع الاشتباك مع قضايا العصر واستخراج أجوبة من معين الشريعة عن أسئلة العصر فهذا هو النجاح في تحديد الخطاب الديني”، الهدف ليس مجرد الوجود على المنصات الرقمية بل تسويق خطاب ديني مستنير بكثافة وإلحاح.
ثالثًا- الأئمة والمؤذنون:
يُولي الدكتور أسامة اهتمامًا بالغًا بالأئمة لتحسين أوضاعهم المعيشية والإدارية وتطوير القدرات واكتشاف المواهب والكفاءات لتوظيفها بالشكل الأمثل مع التدريب لتعزيز القدرات.
١- يوم مع الوزير:
يستضيف الوزير يوم الجمعة من كل أسبوع 27 إمام مسجد من كل محافظة واحد، يبيتون بأكاديمية الدعاة ليبدأ معهم يومه بصلاة فجر السبت ويعرض عليهم رؤيته ويناقشهم في قضاياهم واقتراحاتهم حتى صلاة العشاء.
وفي السبت التالي يكون هناك آخرون، يقول الوزير عن التجربة: “نعرض الرؤية ونستمع، وأجرى حصرًا كاملًا للأئمة وقدرات كل من الشعراء والحاصلين على دراسات عليا، ومن لهم إنتاج فكري ممثل في مؤلفات لتوظيف قدرات المتميزين في المساجد الكبرى وقيادتهم للتطوير في نطاقاتهم الجغرافية”.
٢- المؤذنون:
من خلال مطالعته لتجارب دولية وتمصيرها من تجاربنا التراثية يسعى الوزير لإنشاء معهد لإعداد المؤذن، يبدأ بمسابقات اكتشاف الأصوات الحسنة، وتدريبها ودراسة المقامات الموسيقية، ويشترط فيه أن يكون المتقدم حافظًا لثلاثة أجزاء على الأقل من القرآن الكريم ليستطيع إقامة الشعائر حال غياب الإمام.
يستحضر الوزير تجربتين، الأولى التركية، والثانية ما ذكره الأديب الراحل عبد العزيز البشري في مؤلفه “قطوف عن تجربة الملك فاروق”، الذي أحب صوت مؤذن مسجد صالح أبو حديد، وأمر بأن يضبط كل مؤذن نغمة أذانه عليه، فينصت مؤذن المسجد الذي يليه وما إن يرصد النغمة يسير على خطاها المؤذن الذي يليه، وهكذا تصدح القاهرة بنغمة واحدة.
الوزير هنا يطرح حلولًا جذرية لمشكلة وجود بعض الأصوات المنفرة، بإعداد مؤذن حسن الصوت مدرك لعلم المقامات.
يريد الوزير أن يكون الأذان محركًا للوجدان المصري، تدوي مساجد مصر بمقام واحد في كل أذان، يدخل على النفس السكينة ويبعث الطمأنينة.
يقول الوزير: “اختيار مقام الأذان لكل صلاة مدروس وليس عشوائيًا، فمثلًا الفجر مقام الصبا ليبعث النشاط، ونهاوند فى أذان الظهر لأنه سريع يحرك الهمة لاستكمال العمل، وبياتي فى أذان المغرب ليناسب غروب الشمس، والعشاء ما يبعث على السكينة والهدوء وهكذا..”.
رابعًا- الخطاب الديني والعلاقة مع النخبة الثقافية:
يسعى الوزير لتعزيز بناء عقد اجتماعي جديد يصحح علاقة علماء المؤسسة الدينية والنخبة الثقافية لتكون قائمة على الحوار التكاملي لا الصراع وتبادل مسبق للاتهامات.
ولتحقيق ذلك يؤسس الدكتور أسامة صالونًا ثقافيًا يجمع في حلقاته علماء ومثقفين لمناقشة قضايا من وجهة النظر الدينية والنخبة الثقافية والفكرية، يستهدف حلولًا عملية تعالج حالة الاحتقان، حوار يجمع جميع مكونات المجتمع.
خامسًا- فوضى الفتاوى:
يتبنى الدكتور أسامة فكرة تشريع ينظم حق إصدار الفتوى لتكون مقتصرة على المختصين المؤهلين علميًا، لحماية الوعي الديني للمواطنين من مطلقي الفتاوى الشاذة بغير علم ولا دراسة.
سادسًا- إدارة أموال الوقف:
تملك وزارة الأوقاف ثروة ضخمة ممثلة في الوقف الخيري ويستهدف الوزير إزالة التعديات عليه وتعظيم الإيرادات بحشد الطاقات الاستثمارية عبر الاستعانة بخبراء متخصصين وهذا الملف قيد الدراسة.
هذا بعض لكثير من الملفات التي تشغل عقل فضيلة الدكتور أسامة الأزهري، وفقه الله.
الحقيقة أن هناك تغييرًا حقيقيًا وتكاملًا بين وزارات الدولة ومؤسساتها المختلفة لتحقيق تنمية شاملة وبناء إنسان جديد فكريًا وجسديًا وعلميًا ووعيًا معرفيًا ودينيًا يحصنه من التطرف والإلحاد، إنسان قادر على ملاحقة المتغيرات ومجابهة التحديات.
حفظ الله مصر".
جوجل نيوز
