عاجل
الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
"الإسكندرية السينمائي".. أربعون عامًا من التحديات

"الإسكندرية السينمائي".. أربعون عامًا من التحديات

يعد مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط أحد أهم الفعاليات الثقافية والفنية في مصر، وأحد أهم الأحداث السينمائية في المنطقة العربية، حيث يُعد منصة مهمة لعرض الأفلام السينمائية المستقلة والتجارية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، ومن خلاله يجتمع صناع السينما من مختلف الدول المشاركة، لعرض أحدث الأفلام والأعمال الفنية من أجل تطوير الذوق السينمائي ودعم صناعة السينما. 



منذ أن تحمل الكاتب الصحفي والناقد السينمائي الأمير أباظة مسؤولية رئاسة كل من: الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ومهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط عام ٢٠١٣م حتى يومنا هذا، وهو حريص على التفكير خارج الصندوق من أجل تطوير المهرجان ووضعه على خريطة المهرجانات العالمية، حيث استطاع خلال ١٢ عاما أن يضاعف الغرف السياحية إلى ثلاثة أضعافها، وأيضا زيادة عدد الدول المشاركة والفعاليات والأنشطة الفنية، بالإضافة إلى قدرته على إحضار الأفلام الجديدة وعرضها بالمهرجان، فضلا عن استحداث مسابقات جديدة وورش عمل بكل مجالات صناعة السينما "السيناريو والإخراج والتصوير". 

وبرغم التحديات التي يواجهها المهرجان خلال دوراته السابقة، بداية من أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١م، مرورا بثورة٣٠ يونيو ٢٠١٣م، بالإضافة إلى أزمة كورونا، وصولا إلى الأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم، فإن المهرجان حريص على مواصلة مسيرته نحو تحقيق أهدافه، من خلال المواجهة والتغلب على كل التحديات والتي على رأسها التمويل، وذلك من أجل تقديم تجربة سينمائية فريدة للجمهور من خلال الدور الذي يلعبه في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، وتبادل الخبرات في مجال السينما، وإبراز الثقافة السينمائية المتنوعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب الشابة وتقديمها للجمهور . 

لعب مهرجان الإسكندرية السينمائي دوراً مهماً في تطوير السينما المصرية والعربية، حيث أسهم في زيادة الوعي بالسينما العالمية من خلال عرض أفلام لمختلف الثقافات، مما أدى إلى  توسيع آفاق المشاهدين وزيادة وعيهم  بالإضافة إلى تطوير صناعة السينما المحلية للمحترفين والشباب، فضلا على تعزيز السياحة الثقافية من خلال مساهمة المهرجان في جذب وتنشيط السياح إلى مدينة الإسكندرية. 

يكرم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط سنويًا مجموعة من الشخصيات السينمائية البارزة تقديرًا لمساهماتهم في صناعة السينما، بالإضافة إلى إهداء الدورة لفنان أو فنانة، ومن المقرر هذا العام إطلاق  اسم النجمة القديرة نيللي على الدورة الأربعين للمهرجان، والمقرر إقامتها خلال الفترة من ١ إلى ٥ أكتوبر المقبل تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو "وزير الثقافة" والفريق أحمد خالد حسن سعيد "محافظ الإسكندرية"، إلى جانب تكريم عدد من الفنانين وصناع السينما العرب والأجانب، كما سيتم عرض مجموعة مختارة من أفلامهم التي تركت بصمة في تاريخ السينما بشكل عام، ومنهم: النجم القدير لطفي لبيب، والنجمة منه شلبي، والفنانة المغربية سعاد خويي، والناقد والمؤرخ السينمائي والمترجم  العراقي مهدي عباس، وذلك تقديرا لمسيرتهم الفنية الحافلة وإسهاماتهم البارزة في السينما المصرية والعربية، بالإضافة إلى منح وسام عروس البحر المتوسط للفنان السوري الكبير أيمن زيدان  تقديراً لدوره العظيم في السينما السورية والعربية. 

كما قرر المهرجان تكريم النجمة الفرنسية آن باريلود، والنجم الإيطالي أنطونيو دي ماثيو، والفنانة والمؤلفة والمخرجة والمنتجة الإيطالية إيزابيل أدرياني، والفنانة والمنتجة ومقدمة البرامج الإيطالية فرانسيسكا ريتونديني، وذلك اعترافًا بجهودهم المميزة وإسهاماتهم الكبيرة في صناعة السينما العالمية. 

جدير بالإشارة أن تاريخ تأسيس مهرجان الإسكندرية السينمائي يرجع إلى ١٦ يوليو ١٩٧٩م برئاسة الفنان والآثاري كمال الملاخ، وقد قامت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بتنظيم دوراته بشكل متواصل منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا، باستثناء بعض الانقطاعات التي تعود لظروف خاصة، حيث جاء تشكيل إدارة الدورة الأربعين كالتالي: مدير التصوير سمير فرج "مدير المهرجان"، والإعلامية غادة شاهين "مديراً فنياً، والناقد السينمائي أحمد سعد" الأمين العام".

ومن المقرر أن تشهد الدورة الأربعون لأول مرة تنظيم مسابقة لأفلام الأطفال وأن تكون الباحثة التونسية نورس الرويسي مديرا لها، بالإضافة إلى إقامة ورشة إخراج سينمائي للمخرج الكبير على بدرخان، وورشة تصوير لمدير التصوير سمير فرج، فضلًا عن اختيار ٩ أفلام بالبرنامج الفلسطيني الذي يعرض على هامش المهرجان كنوع من الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية ضد العدوان الصهيوني الغاشم، حيث قام باختيارهم المخرج فايق جرادة، وتشارك فلسطين في هذا البرنامج بخمسة أفلام. 

وقد اختارت إدارة المهرجان بوستر فيلم باب الحديد للدورة الاربعين للمهرجان، في لوحة تشكيلية بديعة للفنان  رضا خليل، وفيها تظهر النجمة هند رستم "هنومة" بائعة المياه الغازية وبجوارها دلو الزجاجات في مؤخرة إحدى عربات القطار. 

ختامًا.. تتجاوز أهمية الفن بكل أشكاله وانواعه من مجرد أداة قوية للتعبير والإبداع عن الذات، إلى قوة ناعمة مؤثرة في تشكيل الرأي العام والتوجهات المجتمعية، من خلال بناء الهوية الثقافية والتأثير على السلوكيات والقيم. لذا  أتمنى من كل الجهات المعنية، وخاصة عشاق ومتذوقي الفن من أهل عروس البحر الأبيض المتوسط أن يساهموا في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وأن يقدموا له كل أشكال الدعم المطلوب، من أجل استمراره بين المهرجانات الدولية بالصورة التي تعكس تميز وبراعة وتاريخ السينما المصرية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز