![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
اعتزال مُحارب.. أحمد فتحي "الجوكر" الذي لا يخشى القفز إلى المجهول
![](/UserFiles/News/2024/09/22/1226520.jpg?240922071331)
محمد يوسف
يُعرف الرياضيون المحاربون بقدرتهم على البقاء في القمة لأطول فترة ممكنة رغم التحديات، بدون كلل، ولأن لكل شيء نهاية، تُختتم الرحلة، في لحظة مشحونة بالمشاعر والتاريخ، يترجل المحارب عن ساحة المعركة، ليس لأن قوته قد خارت، بل لأنه اختار الوقت المثالي لكتابة الفصل الأخير من ملحمته، بعد سنوات من التضحيات والانتصارات التي ألهبت مشاعر الملايين، حان وقت الوداع.
اعتزل الچوكر - أحمد فتحي - بعد رحلة كروية ذهبية دامت 23 عامًا، ليكتب نهاية عهد أسطوري وقصة آخر محارب في الجيل الذهبي للفراعنة العظماء، عرف فيه المستطيل الأخضر لاعبًا من طراز نادر، قائدًا لا يرضى إلا بالمجد، ومقاتلًا لا يعرف التراجع.
ولدت موهبته في شوارع الإسماعيلية، مجرد لاعب مغمور يجري وراء حلمه، محاطًا بالتحديات والمصاعب، لكن بعزيمته التي لا تعرف الكلل، خطف الأنظار كلاعب ناشئ في النادي الإسماعيلي، وأصبح أحد أعمدة الفريق وهو لم يتجاوز العشرين عامًا، وتوج مع الدراويش في أول موسم له مع الفريق 2002، واستمر معهم 7 مواسم متتالية، خاض 91 مباراة وسجل خلال مشاركته 11 هدفًا وصنع 5 آخرين.
انضم بعد ذلك إلى النادي الأهلي، عام 2007، وشهدت مسيرته تحولاً دراماتيكيًا، أصبح أحمد فتحي لاعبًا لا غنى عنه في تشكيلة الأهلي، يتنقل بين المراكز بمرونة غير معهودة، سواء كمدافع صلب أو كظهير هجومي، كان فتحي مستعدًا لتحدي أي موقف وأي خصم، لم يكن مجرد لاعب، بل كان محاربًا على أرض الملعب، يقاتل من أجل كل كرة كأنها الأخيرة.
شارك "الجوكر" مع الأهلي في 351 مباراة سجل خلالهم 24 هدفًا وقدم 63 تمريرة حاسمة، وحصد 21 لقبًا بواقع 12 لقبًا لبطولة الدوري المصري الممتاز، و4 ألقاب لدوري أبطال أفريقيا، و3 ألقاب لكأس السوبر المصري، ولقبين لكأس السوبر الأفريقي ومثلهما كأس مصر.
لم يكن أحمد فتحي يخشى القفز إلى المجهول، عندما جاءته الفرصة للاحتراف في إنجلترا عام 2013 مع شيفيلد يونايتد وأرسنال الذي قضي معه فترة معايشة ولكن لأسباب فنية قرر أرسين فينجر رفضه، وشارك مع هال سيتي في 7 مباريات، وفي عام 2014 انضم لفريق أم صلال القطري لمدة موسم وشارك في 17 مباراة.
غامر وترك وراءه كل شيء، في هذا العالم الجديد، واجه لاعبين من طراز عالمي، لكنه لم يهتز، وعلى الرغم من أن مغامرته الأوروبية لم تدم طويلاً، فإنها أثبتت أنه قادر على مجابهة التحديات في أي مكان، وأن قوته الذهنية لا تقل عن قوته البدنية وهو ما أثبته عند عودته مرة أخرى للملاعب المصرية ليقود الأهلي مرة أخرى لاستكمال مسيرة النجاح.
وقفز أحمد فتحي إلى المجهول مرة أخرى وهذه المرة بحثًا عن المال، واختار أن يختتم رحلته الكروية مع فريق بيراميدز الذي انضم لهم في نوفمبر 2020 وخاض معهم 100 مباراة قادهم فيها للتتويج بكأس مصر على حساب فريق زد، وكان قريبًا للتتويج بالدوري الموسم الماضي إلا أن فريقه لم يستطع مجاراة الأهلي في مباراتين كانت بمثابة القاضية، لينهي الفريق مشواره في وصافة جدول ترتيب فرق الدوري المصري الممتاز.
بعد مسيرة حافلة بالإنجازات واللحظات الاستثنائية، قرر هذا اللاعب الذي لا يعرف الانكسار أن يُسدل الستار على مشواره الكروي، ليترك خلفه إرثًا يصعب تكراره، اعتزال أحمد فتحي لم يكن مجرد إعلان عن نهاية مسيرة لاعب، بل هو لحظة تُجسد نهاية عهد من العطاء والإصرار على تحقيق المجد، إنه وداع لأحد أعظم الأسماء التي صنعت الفارق في تاريخ كرة القدم المصرية، لاعب سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة منتخب الفراعنة الذي قادهم للعودة والمشاركة في كأس العالم "روسيا 2018" بعد غياب طويل، كما أنه أحد أعمدة الجيل الذهبي الذي توج معهم بثلاث نسخ متتالية من كأس الأمم الأفريقية أعوام 2006 في مصر ، 2008 في غانا، 2010 في أنجولا وهي آخر كأس حصدها منتخبنا الوطني حتى هذه اللحظة.