جمال عبدالصمد
التاريخ شاهد عيان على معدنها الأصيل
"المعدن الأصيل للمواطن المصري يظهر في وقت الشدائد والأزمات".. مقولة كانت ولا تزال تردد على ألسنة الكثيرين سواء كانوا من أبناء الوطن نفسه أو من خارجه. التاريخ شاهد عيان على تاريخ مصر العريق في دعم ومساندة دول الجوار بالمنطقة في كل الأوقات، وخاصة في أحلك الظروف وأصعب المواقف، ويظهر ذلك من خلال ما تبذله من جهود مستمرة ومكثفة من أجل دعم وتخفيف المعاناة عن كاهل الشعوب المتضررة سواء معنويا أو ماديا.
دائما مصر سباقة في مد يد العون والمساعدة للشعوب الشقيقة، وذلك انطلاقًا من إيمانها بأهمية التضامن والتكافل بين الشعوب.
ودائما مصر تكون ملاذًا للعديد من الشعوب التي تتعرض للكوارث والحروب على مر العصور، بكونها حجر الزاوية في المنطقة العربية، حيث إن دورها المحوري لا يقتصر على العلاقات السياسية والاقتصادية فحسب، بل يتعداه إلى المجال الإنساني والإغاثي، وقد ازدادت جهود الدولة المصرية في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد تفاقم الكثير من المشاكل والأزمات بالعديد من دول الجوار، منها على سبيل المثال لا الحصر "سوريا، وليبيا، والسودان، ولبنان، واليمن، والعراق، والكويت، وغيرها من الدول العربية سواء الأفريقية أو الآسيوية "خلال الحقب الزمنية الماضية".
رغم التحديات والظروف الاقتصادية التي تواجهها مصر ودول العالم، فإنها دائما تفتح ذراعيها لمساندة الجميع، فأبوابها مفتوحة أمام كل من يطرقها طالباً الأمن والأمان والاستقرار، فمصر لا تكل ولا تمل من الاستمرار في تقديم الدعم والوقوف إلى جانب شعوب الدول التي اختارت أن تحتمي بالدولة المصرية، صورا كثيرة تعكس وتؤكد ريادة مصر كقوة إقليمية داعمة للاستقرار والتنمية بالمنطقة.
لا شك إن الدور الإنساني لمصر يُعد ركيزة أساسية لسياستها الخارجية، كما أنه يعكس مدى عمق الصلات التاريخية والحضارية التي تربط بينها وبين شعوب المنطقة، وهذا تأكيد على أن ما يحدث على أرض الواقع جزء لا يتجزأ من هوية مصر ودورها الريادي بين دول العالم.
تلعب مصر دورًا مهمًا على المستوى الدبلوماسي، فهي دائما أولى الدول انتفاضا لمساندة ودعم الدول المتضررة سواء من كوارث طبيعية أو أزمات عصيبة، حيث إنها لا تقف مكتوفة الأيدي بل تسعى دائما إلى حشد الدعم الدولي، وتقديم المساعدات اللازمة للدول التي في أمس الحاجة للمساعدة، وذلك لأنها تتمتع بعلاقات دولية قوية تسهل عملية تنسيق الجهود الإغاثية مع المنظمات الدولية والإقليمية.
أسهمت الدولة المصرية بجهود عديدة ومتنوعة تجاه الدول التي تعرضت لكوارث طبيعية، مثل الزلازل والفيضانات كما في السودان وتركيا وسوريا وليبيا، كما لعبت مصر دورًا رائدًا في مكافحة جائحة كورونا على المستوى الإقليمي، حيث قدمت المساعدات والإمدادات الطبية اللازمة للعديد من الدول الأفريقية والعربية، وذلك انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأواصر الأخوة والتضامن العربي والإسلامي.
تتمتع مصر بقيادة حكيمة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بالقضايا الإنسانية ودعم جهود الإغاثة، وهذا يظهر من خلال استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين من الدول التي تشهد صراعات وحروب، وتوفر لهم كل سبل الحياة من مأوى وحماية وخدمات أساسية.
في النهاية.. إن الدور النبيل الذي تلعبه مصر وشعبها الأصيل يعكس عمق الحضارة المصرية والعلاقات التاريخية التي تربطها بشعوب المنطقة، حيث إن التزامها بمبادئ التضامن الإنساني يؤكد للجميع أن مصر أم الدنيا قولاً وفعلاً، وما تقوم به جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، حيث كانت وما زالت مصر ملاذاً أمناً للعديد من الشعوب التي تتعرض للاضطهاد أو النزاعات.
ختامًا.. ونحن في إطار الاحتفال باليوم الدولى للسلام في كل أنحاء العالم غداً الموافق ٢١ من سبتمبر، من منا لا يتمنى أن يعم الأمن والأمان بالمنطقة العربية، والاستقرار والسلام بين دول العالم، وأن تنعم كل الشعوب بالسعادة من خلال الإصلاح والصلاح، وأن يشعر كل مواطن بالعدل، وألا يتذوق أحد مرارة الغربة عن تراب وطنه.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها العظيم ورجال الشرطة البواسل.