بالأدلة.. العالم يعيش حرب عالمية ثالثة بغزو الناتو روسيا النووية
منيرة الجمل
نشر موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي الكندي تقريرًا، للمحلل الجيوسياسي والخبير الاقتصادي "بيتر كونيج"، عن الحرب العالمية الثالثة التي تجري حاليًا دون وعي العالم بسبب غزو الناتو لروسيا المسلحة نوويًا.
وذكر المحلل، أن منطقة كورسك في روسيا مليئة حاليًا بأسلحة وقوات ولوجستيات الناتو وغير ذلك، لافتا إلى تدمير العديد منها.
استشهد المحلل بلقطات فيديو تظهر عشرات المركبات التابعة لحلف شمال الأطلسي وأنظمة الدفاع الجوي والدبابات وغيرها؛ حتى بعد تدميرها والاستيلاء عليها من قبل القوات الروسية في منطقة كورسك.
ونوه المحلل إلى عدم تمكن قوات كييف التي يبلغ تعدادها نحو 11600 جندي تحت إشراف قوات حلف شمال الأطلسي من احتلال مدينة كورتشاتوف ومحطة الطاقة النووية الخاصة بها، موضحا أن الرئيس زيلينسكي استخدم كل قوات كييف المتبقية، بالإضافة إلى قوات بولندية إضافية "من حلف شمال الأطلسي".
وأشار الجنرال الروسي أبتي علاء الدينوف إلى أن الغرض من غزو منطقة كورسك كان تأمين موقف قوي للمفاوضات المقبلة مع روسيا، مضيفا أنه رغم هزيمة كييف وأسيادها الغربيين، إلا أن النظام الأوكراني وقع على وثيقة إعدامه.
ويتوقع الجنرال علاء أيضًا أن تنتهي عملية كييف الخاصة بحلول نهاية عام 2024، بانتصار كامل للجيش الروسي، واستسلام نظام كييف وأسياده في واشنطن ولندن.
وهنا تساءل المحلل "بيتر كونيج" هل سيستسلم الغرب فعلا؟ موضحا أن هذا ما زال يتعين علينا أن ننتظر لنرى، فليس من عادات الغرب أن يخسر ماء وجهه حتى في الظروف النهائية ــ وبالتالي فإن المزيد من الاعتداءات، وربما الهجوم المباشر من جانب حلف شمال الأطلسي على روسيا، أمر وارد.
رفض إعلان الحرب
وفي هذه المرحلة، ما زال الرئيس الروسي بوتين يرفض إعلان الحرب، على الرغم من غزو الأراضي الروسية وقتل الروس على أراضيها من جانب قوات حلف شمال الأطلسي. وربما يتم التخطيط لمزيد من الهجمات المباشرة من جانب حلف شمال الأطلسي. وفي الوقت الحالي، تفلت واشنطن من العقاب على "القتل" حرفيا، وفق المحلل.
وخطوة بخطوة، كانت واشنطن وشركاؤها في حلف شمال الأطلسي يتجاوزون خطا أحمر يلو الآخر.
- أولا، وجود أسلحة حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا؛
- ثم إرسال قوات حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا؛
- ثم طائرات مقاتلة من طراز إف-16 في أوكرانيا؛
- ثم جنود حلف شمال الأطلسي الذين يتولون قيادة الأسلحة المتطورة التي يزودهم بها الغرب؛
- ثم قوات حلف شمال الأطلسي على الأراضي الروسية؛ ثم طائرات حلف شمال الأطلسي بدون طيار ومقاتلات تهاجم أهدافا روسية على الأراضي الروسية ــ وأخيرا قوات حلف شمال الأطلسي تحاول الاستيلاء على منطقة روسية بأكملها، وأسر وقتل الروس.
هجمات كبيرة
أبرز المحلل تعرض المطارات في مختلف أنحاء روسيا لقصف متواصل لعدة أسابيع بواسطة طائرات بدون طيار تابعة لحلف شمال الأطلسي.
وفي التاسع من أغسطس 2024، أفادت وسائل الإعلام الرسمية الروسية بوقوع انفجار أعقبه حريق في القاعدة الجوية الروسية في منطقة ليبيتسك، على بعد حوالي 280 كيلومترًا من الحدود مع شمال شرق أوكرانيا، وكأن القوات الأوكرانية / التابعة لحلف شمال الأطلسي هاجمت المطار، ودمرت مستودعًا والعديد من المرافق الأخرى بقنابل جوية موجهة؛ بتوجيه من خبراء حلف شمال الأطلسي.
ويتكهن البعض بأن كييف / حلف شمال الأطلسي ربما استخدموا سلاحًا نوويًا تكتيكيًا صغيرًا. ومع ذلك، لا يوجد دليل على مثل هذا العدوان، وتظل روسيا صامتة، بحسب ما ذكره المحلل.
وفقًا للجيش الروسي، فإن هجومه شمل حوالي 1000 جندي وأكثر من عشرين مركبة مدرعة ودبابة.
وأشار المحلل إلى تقدم الجيش الروسي باستمرار في دونباس، ويدافع عن السكان الناطقين بالروسية من هجمات كتيبة آزوف الأوكرانية التي قتلت في السنوات العشر الماضية حوالي 18 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
ورأي المحلل أن روسيا تتلقى على أراضيها ضربات ثقيلة ومؤلمة من أسلحة حلف شمال الأطلسي، مؤكدا وجود حلف شمال الأطلسي في كل مكان، مع الاتصالات والخدمات اللوجستية وقيادة حلف شمال الأطلسي.
35 دولة ضد روسيا
وأكد استثمار أكثر من 35 دولة مئات المليارات من أموال دافعي الضرائب لتزويد أوكرانيا بالأسلحة لتنفيذ هذه الضربات القاتلة ضد روسيا - على الأراضي الروسية، مع جنود حلف شمال الأطلسي، الذين يحلو للغرب- بحسب وصفه- أن يطلق عليهم "المرتزقة الأجانب".
وأبرز المحلل عودة الدبابات الألمانية، بعد حوالي 80 عامًا من الحرب العالمية الثانية عندما هزمت روسيا ألمانيا النازية، لأوكرانيا عبر منطقة كورسك، حيث دارت المعركة الحاسمة؛ التي هزمت بها روسيا ألمانيا.
رأى المحلل أن الفاشية اليوم تنبض بالحياة، وتذكرنا بأوقات الأربعينيات، لكنها تنبع الآن من أوكرانيا، الحليف السابق لألمانيا النازية - كتائب آزوف التابعة لبانديرا - التي قتلت عشرات إن لم يكن مئات الآلاف من الروس خلال الحرب العالمية الثانية.
حسب المحلل، فإن كان بوتين كان مصرا على القضاء على النازية في أوكرانيا، وجعل أوكرانيا دولة محايدة وخالية من حلف شمال الأطلسي، وهو شرط أساسي لمفاوضات السلام.
وهم يعيشه العالم
انتقد المحلل الكثيرون الذين يعيشون في وهم خوض روسيا صراع عسكري بسيط مع أوكرانيا، دون إدراك أن هذه الحرب بالوكالة التي تخوضها واشنطن وحلف شمال الأطلسي ضد روسيا أكثر خطورة بكثير من الوضع الذي شهدته الحرب العالمية الثانية في عام 1943.
ألمح المحلل إلى محاولة الناتو إنشاء ألوية تدريجية في أوروبا الشرقية، بهدف مواجهة روسيا، وعلينا بالتالي مراقبة رد فعل روسيا بعناية.
من وجهة نظر المحلل، فإن الصعوبات التي قد يواجهها الناتو هي تزويد تلك الألوية شبه العسكرية بالجنود، حيث إن الشباب الأوروبيين غير راغبين في الموت من أجل دعاة الحرب الغربيين وأرباح الصناعات الحربية الغربية.
ووفقا لميجاترون، هناك احتمال كبير أن يعتزم حلف شمال الأطلسي في نهاية المطاف غزو بيلاروسيا.
وفي السياق ذاته، طرح المحلل أسئلة على القارئ وهى: هل أخطأ بوتين ومستشاروه في تقدير جرأة حلف شمال الأطلسي، على أمل ألا يعبروا من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية، لتجنب المزيد من التصعيد؟ وماذا الآن، بعد تجاوز جميع الخطوط الحمراء أكثر من مرة؟
لفت المحلل إلى تصريح حديث للرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، بأن روسيا يجب ألا تتراجع بعد الآن.
و قال ميدفيديف، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في منشور له يوم الخميس: "منذ هذه اللحظة، يجب أن تصبح العملية العسكرية الخاصة في كييف ذات طبيعة خارجية علنية"، هذا ما "يمكننا وينبغي لنا أن نذهب إلى أبعد مما هو موجود الآن في أوكرانيا. إلى أوديسا، وخاركوف، ودنيبروبيتروفسك، ونيكولاييف. إلى كييف وما بعد ذلك. لا ينبغي أن تكون هناك قيود فيما يتعلق بالحدود المعترف بها".
خطة بوتين
وتوقع المحلل أنه إذا كان الرئيس بوتين يصر على شن المزيد من الاعتداءات الغربية /الناتو على الأراضي الروسية، فقد يكون لديه رد قوي، رد لا يمكن اتهامه بأنه رد غير مبرر، لأن ما تفعله كييف وحلف شمال الأطلسي على الأراضي الروسية ليس خفيا، بل استفزازًا محضًا.
واختتم المحلل تقريره بحجم القدرة العسكرية الروسية والتي وصفها بالقادرة على محو مراكز القرار والمراكز العسكرية الغربية في وقت واحد، فضلاً عن المراكز المالية، بأسلحة نووية تكتيكية فائقة الدقة وفوق الصوتية، مما يقلل من خسائر الأرواح إلى الحد الأدنى، ولكن يعطل هياكل القوة الغربية.