عاجل
الأحد 10 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

غطرسة فينيسيوس ومبابي تهدد الريال.. فمتى يتدخل "القرش"؟

مبابي
مبابي

بينما كان الريال عالقًا في التعادل السلبي ويخشى خسارة النقاط في المباراة الثالثة منذ بداية الموسم، كان فينيسيوس جونيور على وشك أن يفقد أعصابه، إذ كان غاضبًا من العالم كله - من الحكم، وزملائه، وتدخلات لاعبي الخصم باللونين الأخضر والأبيض، ومن الحظ والقائمة تطول. 



 

حاول النجم إثارة الجمهور، لكن المشاهدين أنفسهم أصيبوا بخيبة أمل ، لقد رأوا مجموعة مفككة من اللاعبين تعبر في الغالب عن عدم الارتياح، ولقد بدأ الموسم للتو، لكن الأزمة تلوح في الأفق بالفعل بالنسبة للبطل، ولو كان قد فشل في الفوز الليلة الماضية، لكانت الصحف الإسبانية حصلت على أسبوعين كاملين من استراحة المنتخب الوطني لمناقشة الوضع المحزن في النادي الملكي.

 

والشخصية المركزية في هذه المناقشات كانت معروفة مسبقًا، لم يسجل كيليان مبابي أي هدف في أول ثلاث مباريات له في الدوري مع ناديه الجديد، وكان عازمًا على كسر حالة الجفاف التهديفية غير المعتادة التي يعاني منها. 

 

وهناك تخوفات من فشل النجم الفرنسي في هز الشباك في المباراة الرابعة على التوالي في الدوري الإسباني، رغم أنه لعب دورًا رئيسيًا في كل مباريات فرنسا ببطولة كأس العالم عام 2018، في روسيا.

 

كان حينها يبلغ من العمر 19 عامًا، في موسمه الأول في باريس سان جيرمان، ولم يكن بعد نجمًا بكل معنى الكلمة. 

 

ومنذ ذلك الحين ظلت وتيرة الانتصارات مرضية على الدوام وآخر ما أراده مبابي هو أن يبدأ مسيرته في العاصمة الإسبانية بجفاف تاريخي بمعاييره.

 

وبطبيعة الحال، كان الضغط أقل قليلًا حيث سمح بالفوز على أتالانتا في كأس السوبر في أول ظهور رسمي له، ولكن من كان يظن أن مبابي لن يسجل ضد مايوركا وبلد الوليد ولاس بالماس؟ وفي المعركة التي دارت في جزر الكناري منتصف الأسبوع، كانت البطل على وشك الخسارة ولم تنقذه سوى ركلة جزاء في عدلت النتيجة 1:1. 

 

وحصل لاعب ريال مدريد فينيسيوس، على ركلة الجزاء لكنها لم تساهم في تحسين الحالة المزاجية لمبابي إذ شعر بالأمس بأنه مضطر للتسجيل بأي ثمن، فضرب رأسه بالحائط.

 

في الواقع، تم تجميع اللعبة بأكملها معًا مثل اللغز من محاولاته اليائسة للتسجيل. وحاول باقي اللاعبين خلق مواقف تسجيلية له، لكن مبابي لم يفكر في التمريرات على الإطلاق. 

 

وحرص على التسجيل حتى عندما لم يكن الأمر مناسبًا، وتم إيقاف خطورته عدة مرات من قبل لاعبي بيتيس الذين لم يكونوا متحمسين جدًا لوجوده وفي منتصف الشوط الثاني بدأت رائحة العمل تبدو وكأنها أزمة حقيقية.

 

 وظن مبابي أن القدر ضده، وكانت لغة جسد فينيسيوس مشينة، وبدا داني كارفاخال وكأنه قاتل مأجور في المباراة يريد إقصاء الجميع، وحتى كارلو أنشيلوتي كان متوترا أكثر من المعتاد على الخطوط، وبالكاد يستطيع الجلوس على مقاعد البدلاء. 

 

ولو أنهى ريال مدريد التعادل الثالث منذ بداية الموسم لدخل برشلونة فترة توقف الدوري الاسباني بفارق ست نقاط.

 

ولكن رغم أن مبابي حصل رسميًا على لقب أفضل لاعب في النهاية بعدما سجل هدفي فوز فريقه، لم يكن عمليًا يستحق هذا اللقب أنما يستحقه لاعب خط الوسط في ريال مدريد الأوروجوياني فيديريكو فالفيردي، قدم أداءً مميزًا. 

 

وبينما لم يكن مستوى بقية اللاعبين صفرًا، إلا أن الأوروجوياني كان في أفضل حالاته طوال المباراة. 

 

كان يستخلص الكرات، ويندفع للأمام بأسلوبه المميز، ويوزع أيضا تمريرات رائعة من جانب إلى آخر، بأسلوب اللاعب الألماني توني كروس. 

 

وينبغي ألا يكون الأمر مفاجئًا، لأنه يعرف دائمًا كيفية القيام بذلك، خاصة الآن وهو يرتدي القميص رقم 8 الذي أهداه له الألماني نفسه وحذاء جديد يحمل اسم كروس - وهي لفتة غير عادية تجعله في مستوى، وأقرب إلى قلوب المشجعين في سانتياجو برنابيو. ومع ذلك، فقد برز بشكل خاص بالأمس، وكانت كراته الخطيرة ممتازة أيضا.

 

وفي الشوط الأول هيأ فالفيردي كرة جيدة لمبابي لكن الفرنسي أضاعها. 

 

وفي الدقيقة 67 حان وقت تسجيل أحد أجمل الأهداف في الموسم بأكمله، الكرة التي أرسلها فالفيردي بكعبه أذهلت دفاع بيتيس وتركت الفرنسي وحيدا أمام الحارس ليسجلها الديك الفرنسي.

 

 وتألق مبابي وسجل هدفي المباراة وتصدر كل العناوين الرئيسية، لكن الإشادة ذهبت إلى أوروجواي وهذه المباراة بالذات سلطت الضوء أكثر من أي شيء آخر على أن فالفيردي هو القائد الجديد للفريق.

 

مع كل الاحترام للاعبي الهجوم، يجب على الأوروجوياني فيديريكو فالفيردي، والإنجليزي جود بيلينجهام تحديد أسلوب لعب ريال مدريد لسنوات عديدة قادمة. 

 

ويجب أن يكونا القلب النابض لريال مدريد، كما كان قبلهم كروس ولوكا مودريتش. وعندما ترى أن غطرسة فينيسيوس ومبابي تؤثر بشكل كبير على أدائهما في الملعب، فإن إنكار فالفيردي أمر ضروري.

 

 

لقد أبقى ريال مدريد ورأسه فوق الماء في الصدارة  أمس بحصوله على الثلاثة نقاط في النهاية، وسيجلب للريال المزيد من النقاط هذا الموسم، حتى لو كان الفضل في ذلك يعود للآخرين.

 

وعلى كل حال فلو تطور الأمر من فينيسيوس ومبابي وتكررت منهما تصرفات كالتعالي، والغرور، واللعب الفردي فهنا الأمر سيحتاج إلي وقفة حازمة ليس من كارلو أنشيلوتي، المدير الفني فحسب بل من فلورنتينو بيريز رئيس الريال، والرجل الملقب بـ “القرش” لصرامته الكبيرة.  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز