عاجل
السبت 11 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
قانون رادع .. لجماهير الشوارع

قانون رادع .. لجماهير الشوارع

 انطلق موسم الدوري المصري الممتاز ٢٠٢٤/٢٠٢٥، الذي ينتظره عشاق الساحرة المستديرة بفارغ الصبر والشغف، من أجل متابعة أحداثه المثيرة ومجريات المنافسة المتغيرة بكل المسابقات "محلية، وأفريقية، وعربية"، ورغم وجود ١٨ فريقا يتنافسون بدوري نايل ما بين أندية شركات وجماهيرية، فإن مباراة الزمالك والأهلي "الديربي" لها مذاق خاص، خاصة وأن الفريقين يتمتعان بقاعدة جماهيرية وشعبية عريضة على مستوى المنطقة العربية والأفريقية.



 

الجميع يحرص على متابعة هذا اللقاء سواء في الأندية أو الكافتيرات أوالمقاهي عبر الشاشات الضخمة أو بالمنازل، وذلك نظرا لأهمية هذه المباراة والتي تُعد بطولة خاصة في حد ذاتها بالنسبة لجماهير الأبيض والأحمر ، حيث تُعد مباراة القمة بين فريقي "الزمالك والأهلي" أحد أهم وأبرز وأقوى الديربيات الأفريقية والعربية، والتي تحظى باهتمام بالغ من حيث التغطية الإعلامية. 

 

رغم أن كرة القدم من الرياضات التي تحظى بشعبية كبيرة في مختلف أنحاء العالم، فإن هذه الشهرة الكبيرة تصاحبها مظاهر إيجابية وأحيانًا مشاكل سلوكية تتجلى في تصرفات وردود فعل بعض الجماهير فور انتهاء المبارة، خاصة المباريات الحاسمة بين قطبي الكرة المصرية، فمن آثارها الإيجابية: إنها تظهر روح الانتماء ومساندة الجماهير لناديها طوال الـ ٩٠ دقيقة، بالإضافة إلى أنها في حد ذاتها متعة وإثارة من خلال انتظار انتصار الفريق الذي تشجعه، كما أن مشاهدة ومتابعة تلك المباريات الحاسمة تساهم في التخلص من أعباء الحياة المتسارعة والضغوط النفسية المتلاحقة التي يتعرض لها الإنسان يوميا، كما أن متابعة مباراة كرة القدم تضفي أجواء من الترويح على النفس وتفريغ الانفعالات والمشاعر المكبوتة، وتدخلك في جو مريح ينسيك آثار المشاكل والتحديات اليومية. 

 

ولكن رغم دورها الإيجابي فإن هناك قلة من الجماهير يسعون دائما إلى تعكير صفو متعة مشاهدة ومتابعة مباريات كرة القدم، وهنا يتجلى لنا الجانب السلبي، وذلك من خلال تجاوزات يمارسها قلة من الجماهير تنافي الآداب العامة بل وتتخطاها فى بعض الأحيان، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو بالشوارع، حيث تتضمن تلك التجاوزات ترديد الشتائم والألفاظ البذيئة والنابية التي تخدش حياء المارة، وتخترق المنازل بشكل سافر، بالإضافة إلى ترديد العبارات العدائية المحرضة على العنف ضد الفريق المنافس . 

في النهاية.. من أجل الحفاظ على الأهداف الرئيسية المرجوة من متابعة وممارسة الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، علينا نبذ التعصب الأعمى وجميع أشكال العنف، بالإضافة إلى التصدي ومواجهة ظاهرة الانفلات الأخلاقي الصادر عن قلة من الجماهير الذين يساهمون في تأجيج نار التعصب وإثارة الفتن ونشر الشائعات، والتصدي للشعارات والعبارات العدائية التي تحرض على العنف بكل أشكاله. 

 

ختامًا.. حان وقت الضرب بيد من حديد على كل الأشكال الغير أخلاقية التي يمارسها قلة من الجماهير، من خلال تطبيق قانون "العيب"، الكلمة التي نشير إليها تجاه كل فعل أو حدث يفتقد صاحبه للأدب والأخلاق والاحترام، فلا بد من وجود قانون يحمي الشارع والمنازل من تطاول بعض الجماهير التي تفتقر إلى الوعي بالسلوك الرياضي الحضاري، مما يعرضهم  للمساءلة القانونية والعقوبات أيضا، لهذا وجب فرض قانون رادع يحمينا من انتهاكات جماهير الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي من نشر الشائعات، وإثارة الفتنة والبلبلة، والسب والقصف، والتحريض ضد الآخرين، والتشهير، وغيرها من التجاوزات والمخالفات المتنوعة.. فليكن قانون "العيب" بمثابة الجلاد الذي يطبق حكمه على كل من تسول له نفسه الإقدام على ارتكاب الأعمال التي تتخطى حدود الأدب والأخلاق بجميع أشكاله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز