عاجل
السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
ولا نزال نسمع صرخات عماد حمدى!

ولا نزال نسمع صرخات عماد حمدى!

قبل نحو عامين التقيت عددًا من النجوم مختلفى الأعمار، على طائرة العودة للقاهرة فى أحد المهرجانات، فى حوار أقرب للفضفضة وليس للنشر، ولهذا أتحفظ على كتابة الأسماء.



قلت وأنا أتحسس كلمتى، ألا يخشى النجم يومًا انطفاء الوهج، تنسدل الستار بينما لا يزال واقفًا على المسرح، فى انتظار الفصل الأخير؟

تعددت الإجابات، ما تبقى فى ذاكرتى مزيج من أفكارهم وأفكارى، أسردها فى الكلمات التالية، كل مبدع فى مجاله عليه أن يتوقع تلك اللحظة، بريق النجومية قد ينزوى لأسباب من الممكن أن ندرك بعضها، هناك عوامل أخرى غير مباشرة تحتاج إلى قدرة استثنائية على مواجهة النفس، أغلبها يحدث نتيجة تغير فى البنية الاجتماعية، وبعدها تتغير المفردات وتتبدل الاختيارات، النجم فى أى مجال يتحقق من خلال اتجاه الأغلبية للتوحد مع صوت أو نغمة أو ملامح أو أسلوب، وهكذا يتم التتويج للنجم بإرادة حرة وصندوق انتخاب لا يمكن تزوير نتائجه.

مثلاً عدد من نجوم الكوميديا كان مجرد ظهورهم فى أى (كادر) ولو فى لقطة بعيدة أو عابرة، كفيلاً بأن يثيروا ضحكات الجمهور وشغفهم وترقبهم، إلا أنهم يشهدون مع الزمن أن المتفرج الذي كان ينتظر ويترقب صار غير مكترث، إسماعيل ياسين نموذج صارخ من الجيل الماضى، محمد سعد نموذج فى هذا الزمن.

عماد حمدى اكتشف بعد أن شاهد فيلم (سونيا والمجنون) 1977، أن المخرج حسام الدين مصطفى، لا يعنيه حذف أغلب مشاهده، وبعد أن وجه له عتابًا علنيًا على صفحات الجرائد، قال له المخرج: إن قاطع التذكرة ينتظر فقط أن يرى الأبطال الثلاثة: نجلاء فتحى ومحمود ياسين ونور الشريف، ولن يفرق معه أن تتقلص لقطات عماد حمدى.

الدائرة الفنية ليست عادلة، هناك بين الحين والآخر أسباب أخرى، لن تنجح المعادلات الخارجية فى استمرار فنان لا يمتلك المقومات، الفيصل ليست المعادلات الأخرى، قد تلعب فى البداية كما تلعب فى النهاية أيضًا دورًا محدودًا ويظل الأمر بيد الفنان.

من يقرأ الخريطة الفنية، التي هى وجه آخر للخريطة الاجتماعية، يستطيع أن يحدد أين يقف الآن، وما هو مصيره فى الغد، لا أتصور أن فتى مصر الأول فى الأربعينيات والخمسينيات عماد حمدى توقع أنه يومًا ما، سيقول له المخرج: لا يعنينى دورك، الجمهور يقطع التذكرة لكى يشاهد النجوم، وأنت لست منهم! 

 

نقلاً عن مجلة روزاليوسف

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز