ضمن فعاليات الملتقى الدولي للكاريكاتير
تفاصيل ندوة "الشباب وفن الكاريكاتير" للجنة الشباب بـ"الأعلى للثقافة"
محمد خضير
الكاريكاتير ليس للفكاهة فقط بل لتوصيل المعلومة وهو متنفس للفنانين، ومن هذا المنطلق طالب متخصصون وتشكيليون بإنقاذ فن الكاريكاتير من أزمة نشره باعتباره من الفنون التعبيرية المهمة في الحياة الفنية والإبداعية، مؤكدين أهمية تشجيع شباب ورسامي الكاريكاتير بتنمية مواهبهم في هذا الفن الفريد من نوعه، وفتح آفاق ونوافذ لاحتضان رسامي وصناع الكاريكاتير في مصر، ونشر أعمالهم الإبداعية ومناقشة قضايا المجتمع والعالم من خلال الرسمة والفكاهة، بما يزيد من رقي وتقدم الثقافة والفنون البصرية.
وشددوا خلال الندوة الثقافية التي عقدتها لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، بعنوان "الشباب وفن الكاريكاتير"، وذلك ضمن فعاليات افتتاح الملتقى الدولي الثامن للكاريكاتير بمتحف محمود مختار الثقافي؛ على ضرورة عودة مجلة الكاريكاتير التي كانت تصدر عن الجمعية المصرية للكاريكاتير لتكون متنفسًا للشباب والمبدعين، والعمل على عقد مؤتمر بحثي لفن الكاريكاتير، وعودة مسابقة الكاريكاتير التي أقامها المجلس الأعلى للثقافة لتكون حافزًا للشباب على مواصلة موهبته، باعتبار أن فن الكاريكاتير من أهم الفنون البصرية التي تعبر عن نبض المجتمع.
أدار الندوة الكاتب الصحفي محمد خضير- المحرر الثقافي ببوابة روزاليوسف، وعضو لجنة الشباب، الذي رحب بالحضور والمتحدثين بالندوة، مؤكدًا أهمية إقامة نشاط لجنة الشباب بالتعاون مع الهيئات والجهات الثقافية للخروج بأفكار وتوصيات من شأنها المساهمة في دفع عجلة الحياة الثقافية وتطورها، مشيرا إلى أن فن الكاريكاتير يعد عملًا إبداعيًا مهمًا يحمل أفكارًا اجتماعية متنوعة، ومن الفنون البصرية المهمة التي لا غنى عنها ويعتمد عليها بشكل أساسي في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام.
ومن جانيها أكدت الدكتورة سالي سمير الحريري، أستاذ الطباعة المساعد بكلية التربية النوعية- جامعة أسوان، وعضو لجنة الشباب، أن فن الكاريكاتير من الفنون التشكيلية النادرة، ويستطيع إيصال الفكرة والحدث بطريقة سهلة ومبسطة لجميع أفراد المجتمع باختلاف ثقافاته ومستوياته العلمية، من خلال تناول موضوع ما حيث يداعب بالفكاهة كل ما يدور بالمجتمع، مشيرة إلى أهمية تشجيع الشباب من رسامي الكاريكاتير على تنمية موهبتهم، والاهتمام بإقامة فعاليات ومعارض لفناني الكاريكاتير الشباب.
بينما رحب الفنان مصطفى الشيخ، رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، بالحضور وحرصهم على حضور فعاليات الملتقي الدولي الثامن للكاريكاتير، بمتحف محمود مختار بالجزيرة، مشيرا إلى أهمية الملتقي في الحفاظ على فن الكاريكاتير باعتباره جزءًا أصيلًا من حركة الفن التشكيلي في مصر والعالم، مؤكدا أن فن الكاريكاتير فن يصعب أن يندثر، مطالبا بتضافر جهود وزارة الثقافة وقطاعتها مع الجمعية والعمل على عودة مجلة الكاريكاتير التي لا يزال ترخيصها لدى الجمعية قائمًا، وتكون بشكل مطبوع والكتروني.
وبدوره أشاد الفنان د. طارق عبد العزيز- الكاتب والناقد التشكيلي ومدير تحرير بدار أخبار اليوم، وعضو مجلس إدارة جمعية محبي الفنون الجميلة- وعضو مجلس إدارة نقابة الفنانين التشكيليين، بالملتقى الدولي للكاريكاتير والأعمال المشاركة في المعرض من فنانين مصريين وعرب وأجانب، مشيرا إلى أن فن الكاريكاتير من الفنون البصرية المهمة، وأحد فروع الفنون التشكيلية، وهو أكثر فن جماهيري رغم أنه لم يلقي اهتمام المطلوب من قبل النقاد والباحثين مقارنه بباقي فروع الفنون التشكيلية، إلا أنه مظلوم في هذا الوقت، ولكن الجمعية المصرية للكاريكاتير تحارب لتستمر في إلقاء الضوء على هذا الفن.
فيما أشار الدكتور طارق عبد العزيز، إلى أن فن الكاريكاتير يعاني لأن بعض الصحف مع قلة التوزيع وارتفاع أسعار الطباعة، والتي يفترض أن تعوض بنشر رسوم الكاريكاتير في الصحف الإلكترونية، وكذلك نتمنى أن يعود الكاريكاتير لعصره الذهبي، موضحا أن الفنان الكبير مصطفى حسين، كان فنانا تشكيليا شاملا وليس رسام كاريكاتير فقط، بل مبدع شامل قدم أعمالا في الرسم والجرافيك وكل ألوان الفنون التشكيلية.
وأكد الفنان التشكيلي محمد عبلة، عضو لجنة الفنون التشكيلية والعمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، أن فن الكاريكاتير لا ينفصل عن الفنون التشكيلية، خاصة أنه فن يعبر عن نبض الشارع باعتباره فنًا من الفنون الناقدة للقضايا المحيطة بشكل ساخر، مشيدًا بالملتقى الدولي للكاريكاتير في الحفاظ على قيمة هذا الفن وإقامته بشكل دولي، مشيرا إلى ضرورة العمل على دعم وتمويل الأفكار التي تحافظ على هذا الفن من الاندثار، وإقامة ورش عمل للشباب والتعاون مع الجامعات لاكتشاف الكوادر الشبابية في فن الكاريكاتير.
وطالب الفنان أحمد عبد النعيم- رسام صحفي، ومدير تحرير بمؤسسة أخبار اليوم، وعضو بالجمعية المصرية للكاريكاتير، وعضو لجنة فنون الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة- بعودة مساحات رسوم الكاريكاتير بالصحف والمجلات بشكل كبير مثلما كانت عليه جميع الصحف المصرية في السابق التي تعد متنفسًا لفناني الكاريكاتير، ومخاطبة الهيئة الوطنية للصحافة لتوجيه الصحف بنشر مساحات واسعة لفن الكاريكاتير، وأنه يجب أن يوضع في الاعتبار وضع منهج تعليمي أكاديمي لدراسة فن الكاريكاتير والحفاظ عليه.
وأعرب الفنان فوزي مرسي- قوميسير عام الملتقى الدولي الثامن للكاريكاتير، الأمين العام للجمعية المصرية للكاريكاتير- عن سعادته بتنظيم ندوة "الشباب وفن الكاريكاتير" ضمن فعاليات افتتاح الملتقى الدولي للكاريكاتير، مشيرا إلى أن الملتقى يحتفي بأسطورة الكوميديا الفنان القدير سمير غانم، ولاقى الملتقى اهتماما وحضورا كبيرين، ونتمنى أن يتم تفعيل توصيات الندوة المهمة التي تفيد فن الكاريكاتير.
وطالب الفنان محمد الصباغ- رسام الكاريكاتير بجريدة الأسبوع، الفائز بجائزة الصحافة المصرية في مجال الكاريكاتير ٢٠٢٣- بضرورة عودة مجلة الكاريكاتير التي كانت تصدر عن الجمعية المصرية للكاريكاتير، ولو ربع سنوية، لكي تعود وتحتضن المواهب الشابة ورسامي الكاريكاتير من جديد، بالإضافة إلى ضرورة مخاطبة قطاع الفنون التشكيلية بعمل ورش فنية لاكتشاف مواهب الشباب في فن الكاريكاتير وتأهيلهم وعمل معارض لهم للحفاظ على هذا الفن الفريد من نوعه.
يذكر أن الندوة جاءت ضمن خطة نشاط وزارة الثقافة ورعاية وحضور الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة افتتاح فعاليات الملتقى الدولي للكاريكاتير وبالتعاون بين المجلس الأعلى للثقافة بإشراف الدكتور هشام عزمي- الأمين العام للمجلس، وحضور الدكتورة منى الحديدي- مقررة لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتورة شيماء حلمي ومؤمن ممدوح عضوي لجنة الشباب، وعدد من التشكيليين ورسامي الكاريكاتير المشاركين في الملتقى، وجمهور ومحبي الكاريكاتير.