عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
التربية بالحب

حكايات مصيرية

التربية بالحب

كم مرة سمعت عبارة "مش عارف أتعامل مع ابني"، ويأتي الرد من  المستمع وبلغة فصحى "كلنا ذاك الرجل".



الحقيقة أن الجملتين لهما دلالة قاطعة على عدم  قدرة الآباء والأمهات على تربية الأبناء وهو ما أصبح ظاهرة في الشارع فالغة المستخدمة بين الأطفال في سن المراهقة من الجنسين الذكور والإناث بالمواصلات العامة والتجمعات الطلابية تدل على غياب دور الأسرة بالكلية عن عملية التربية.  ولكن هنا يتبادر إلى الذهن سؤال؛ ما الحل؟ وأقول مما لا شك فيه إن كل الآباء والأمهات يحبون أولادهم، ولكن الأمر الذي نحتاجه حقًّا أن نعرف كيف نظهر لأولادنا هذا الحب ونُشعِرهم به؟  إن التربية بالحب منهج يعتمد على استخدام المشاعر والأحاسيس أثناء عملية تكوين الفرد ذاتيًّا ومجتمعيًّا، وإكسابه الخبرة الحياتية بأساليبَ عاطفية ودودة بعيدًا عن العنف.  إن أهم أسباب المشاكل الأسرية عدم وجود الحب المتبادل بين الوالدين والأولاد، ولأن الحب حاجة أساسية مُلحَّة في الفرد، تجعله يبحث عنه في بيته، فإذا لم يجده داخل البيت، فإنه سيعاني كثيرًا، مما يضطره للبحث عنه خارج البيت، وهنا تبدأ المشكلة عندما يجد الحب في رفقاء السوء، أو العلاقات المحرمة، أو من خارجي القانون.

  والمحزن إن هناك  كثيرا من الآباء والأمهات يَرَون أنه لا فائدة في تربية الأولاد ومعاملتهم بالحب، وإنما التربية لا تكون إلا بالعقاب والشدة، ويضربون بسائر الأساليب والوسائل التربوية عرض الحائط، ويستدلون على صحة منهجهم بأنهم تربَّوا على هذه الطريقة.

يا سادة لا بد من وقفة حتى نستطيع تربية جيل قادر على البناء والتنمية في ظل عالم لا يحترم سوى الأقوياء، وقد يحدث ذلك بعودة الأب والأم إلى البيت والاهتمام بكل التفاصيل الحياتية للأبناء، فمن يريد التربية علية أن يجعل الأبناء في حالة تعلق دائما به.  وأن يتخير أوقات النصح والإرشاد للأبناء فيعرف متى ينصح وكيف ينصح، وأن يكون الأب باسم، حاسم،    وأن يعطي بحب في كل المواقف، دون تذمر  أو عدم رضا أو الدخول في مقارنات بالأقران والزملاء، بل عليه أن يعترف بأن هناك فروقا شخصية ومهارات تعليمية تختلف من طفل لآخر.   بجانب الاعتراف أيضا أن هناك اختلافات نفسية سلوكية بين الإخوة الأشقاء في الأسرة الواحدة، ولعل أكبر الأخطاء التي تقع فيها الأسر هي المقارنة بين الأبناء على كل المستويات.. وهو ما يشعل نار الكراهية بين الأشقاء، وكم من جرائم وقعت بسبب المقارنات.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز