ألفت سعد
التاريخ الآثم لاغتيالات إسرائيل
لم يتمكن الكيان الصهيونى من زرع دولة إسرائيل إلا بالمؤامرات والاغتيالات، على مدار السنين وقبل أن يتم إعلان تلك الدولة خطط زعماء الصهاينة لفرض هيمنتهم على العالم كله.
ثم التواجد فى أرض الميعاد كما يدعون.. فى سبيل تحقيق أهدافهم يمكن ارتكاب أبشع الجرائم حتى لو وصل الأمر لقتل بنى جنسهم من اليهود الذين يرفضون الهجرة إلى أرض فلسطين وإثارة الرعب لديهم ودفعهم إلى الهجرة.. الاستعمار الإنجليزى الذي سهل هجرتهم منذ إعلان بلفور المشئوم بإقامة وطن قومى لليهود لم يسلم منهم، فقد اغتالت منظمة شتيرن الصهيونية اللورد والتر جينيس موين وزير الدولة البريطانى فى القاهرة عام 1944، وذلك لاعتراضه على موجات الهجرة اليهودية بشكل واسع إلى فلسطين.. كما قامت منظمة أرجون التي كان يرأسها مناحم بيجين باغتيال الكونت فولك برنادوت فى القدس عام 1948، ذلك لأن برنادوت الدبلوماسى الأممى كان ينتمى للعائلة الملكية السويدية وترأس الصليب الأحمر السويدى رفض أوضاع الفلسطينيين المتردية نتيجة إجبارهم على الهجرة ومطالبته ببقاء القدس بأكملها تحت السيادة العربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين.. ولم يقتصر الأمر على اغتيال أى شخصية محايدة، بل إن المنظمات الإرهابية بدأت تهاجم الانتداب البريطانى وتطالبه بالرحيل حتى يتولوا السلطة كاملة على الأراضى المحتلة.
إسرائيل لم تتورع عن اغتيال شخصيات بهدف إحداث وقيعة بين دول بعينها.. ولم تسمح إسرائيل لأى دولة عربية أو إسلامية بتطوير برامجها النووية فقامت باغتيال العالمة المصرية سميرة موسى عام 1952 فى أمريكا فى حادث سيارة متعمد، فى 1980 اغتالت إسرائيل العالم النووى المصري يحيى المشد الذي كان يقوم بتطوير البرنامج النووى فى العراق وذلك أثناء حضوره مؤتمر بباريس، كما تم اغتيال خمسة علماء إيرانيين من 2010 حتى 2020 عن طريق زرع متفجرات أو إطلاق رصاص وكان أشهر العلماء المغتالين محسن فخرى زادة الذي كان يلقب برأس البرنامج النووى.
أما عن قيادات المقاومة الفلسطينية فحدث ولا حرج، فهناك قائمة طويلة من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية أو منظمة حماس تم اغتيالهم.. وتواصلت جرائم الاغتيال الإسرائيلية لرجال المقاومة فى الداخل والخارج وأشهر من تم اغتياله فى عام 1972 غسان كنفانى عضو المكتب السياسى للجبهة الشعبية فى لبنان، أيضا وائل زعيتر وهو سياسى وأديب ودبلوماسى تم إطلاق الرصاص عليه فى روما، محمود الهمشرى ممثل منظمة فتح اغتيل بشحنة ناسفة فى باريس، فى 73 اغتيل ثلاثة قادة فى حركة فتح وهم كمال ناصر وكمال عدوان ومحمد يوسف ببيروت وذلك فى العملية التي عرفت باسم «ربيع فردان».
عشرات القادة السياسيين والأمنيين تم اغتيالهم بدم بارد اشهرهم خليل الوزير الملقب بأبو جهاد وكان الرجل الثانى بعد ياسر عرفات الذي قتل فى عملية عسكرية بتونس وأيضًا صلاح خلف الملقب بأبو إياد.. طبعًا لم تسلم حماس من مسلسل القتل الغادر، حيث لم يتورع الصهاينة عن استهداف الشيخ أحمد ياسين الرجل القعيد مؤسس حركة حماس، وذلك بصاروخ موجه على كرسيه المتحرك، وتم اغتيال العشرات من حركتى حماس والجهاد ثم قيادات حزب الله والحرس الثورى الايرانى فى لبنان وسوريا والعراق لنصل إلى هذا العام الذي اغتيل فيه القائد العسكرى محمد الضيف وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحماس وكان يسعى للتفاوض فى أزمة الرهائن.
وجود الكيان الصهيونى لم يتم إلا بالمؤامرات والاغتيالات وهو صاحب المقام الأول على مدار التاريخ فى الخيانة والقتل حتى لأقرب مؤيديه.. فهل يدوم ذلك الكيان أم هو بداية السقوط الكبير للدولة المارقة إسرائيل؟!
نقلاً عن مجلة روزاليوسف