عاجل
السبت 18 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

د. أحمد عبد المنعم يكتب التفكير المُفرط واستهلاك الطاقة النفسية والجسدية

"دماغي بحس أنها بتحترق من كثرة التفكير"، "دماغي شغالة طول الوقت"، "تفكيري الزائد مخليني غير قادر أني أعيش حياتي بشكل طبيعي"، "أنا عايش حياه تانية جوه دماغي"، "تعبت من التفكير ونفسي أفصل"، "تفكيري الزائد خلالي بره الواقع"، "بفضل أفكر بالساعات قبل ما أنام"، "تفكيري الزائد أثر على صحتي الجسدية والنفسية"،" لما بنام دماغي بتفضل شغالة تفكير".



         هذه العبارات هى تعبيرات  مختلفة عن مشكلة التفكير الُمفرط أو الزائد  (اجترار الأفكار)، وباختصار هو أحد أشكال اضطرابات التفكير  والتي تتسم بالتفكير  الزائد والمبالغ فيه  - ساعات طويلة- واستنفاذ الطاقة النفسية والجسدية، ويؤثر على  الحالة المزاجية واضطراب النوم والتركيز  وظهور  بعض المشكلات العضوية ،  ومع الوقت قد  يؤدي إلى ظهور اضطرابات نفسية  أخرى كونه يعمل على زيادة الأفكار السلبية الموجهة نحو الذات أو الآخرون. ويوجد مجموعة من  العلامات الدالة على التفكير المُفرط وهى: أفكار  زائدة عن سيناريوهات حياتية سيئة. استدعاء أحداث وخبرات حياتية قديمة مؤلمة. المقارنة المستمرة بالآخرين وإتهام الذات بالتقصير.  الإرتداد بالتفكير لأحداث ومواقف حدثت بالماضي فتسبب الحزن والشعور بالذنب.   الذهاب بالتفكير للمستقبل وتخيل أحداث و مواقف فتسبب الخوف والقلق. صعوبات متكررة في الدخول للنوم.

         وتتعدد مسببات التفكير المُفرط فمنها: خبرات الطفولة الباكرة وأساليب التنشئة الوالدية القائمة على التقبل المشروط للآبناء أو التوقعات العالية فكلاهما يضع الشخص تحت وطأه التفكير المستمر، كذلك التجارب والخبرات الحياتية الصادمة، والتي تسببت في أذى نفسي فيظل الشخص محتفظاً بها ويعتبرها إطاراً مرجعياً  له في الأحداث والمواقف المماثلة تجنباً للفقد أو الأذى أو الرفض،  كما يُسهم نمط الشخصية في التفكير المُفرط مثل الشخصيات القلقة والمتوجسة والمنغلقة على ذاتها فهى تفكر طويلاً طويلاً  وتفعل قليلاً قليلاً، وأيضاً هناك بعض الإضطرابات النفسية التي يكون من بين أعراضها التفكير المُفرط.        

جدير بالذكر أن المخ البشري يتعامل مع الأحداث أو الأفكار التي تدور  داخل الذهن كأنها حدثت في الواقع فعلياً، بمعنى أن التفكير  في الفكرة بالنسبة للمخ يعامل بنفس معاملة حدوثها، فلو كانت بداخلي أفكار ايجابية عن ذاتي أو العالم الخارجي، فستنعكس على تصرفاتي ومشاعري، والعكس أيضا صحيح. كيف نتحرر  من التفكير المُفرط؟  حل المشكلات الفعلية: إن كان من مسببات التفكير المُفرط وجود مشكلات حقيقية فعليك أن تبحث عن حلول للمشكلة، وتأخذ من هذه الحلول ما أنت مسؤول عنه بالفعل وليس مسؤولية الآخرين، وتضع خطوات عملية لتنفيذ هذه الحلول ومحددة زمنياً بوقت للتنفيذ. الكتابية التعبيرية: أشارت التجارب العملية لمواجهة التفكير المُفرط إلى أن كتابة ما يدور في الذهن من أفكار أياً كانت والتعبير عنها كتابياً كما هي دون تعديل أو تغيير فيها، فإنه يفقدها قدرتها على التسبب في القلق والتوتر، فهذه الطريقة تعمل عكس اتجاه طريقة التفكير المُفرط الداخلية الذي هو سبب زيادته وقوته في التأثير  السلبي، لكن حينما يتم تفريغ هذه الأفكار  على الورق تضعف قوتها وتُزيد من قدرة الشخص على تنظيمها ورؤيتها من الخارج. ممارسة الإمتتنان بشكل يومي: التفكير المُفرط يستحوذ على تفكير الشخص ويجعله لا يفكر إلا فيما هو سلبي أو مفقود، وممارسة الإمتنان تُعني الكتابة اليومية لثلاثة أشياء ايجابية تحققت على مدار اليوم وكنت راضياً عنها، وقد تكون أشياء بسيطة مثل مقابلة صديق أو زيارة مريض أو إنجاز مهمة مؤجلة منذ فترة، و بمواصلة الكتابة اليومية لمدة شهر  سيحدث "تراكم ايجابي"، هذا التراكم يُقلل من التفكير المُفرط، فيمكننا القول أن "التراكم السلبي هو العشب الذي يتغذى عليه التفكير المُفرط". استشارة مختص: ويبقى هذا الخيار من أفضل الحلول، لأنه يختصر عليك الوقت والجهد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز