أطفال الحياة

جيل الثمانينات الذي تربى على ماما نجوى وعروستي وحواديت "أبلة فضيلة" وفوازير عمو فؤاد، ولم يمنعنا التقدم في العمر من متابعة كارتون "بكار"، جميعها برامج أطفال تقدم المعلومة والترفيه في آن واحد.

ولسنوات طويلة افتقدنا وجود برامج أو كارتون أطفال مصري خالص بمثل الحرفية القديمة إلى أن تولت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال السنوات الأخيرة بتقديم عدد من الكارتون الهادف والشيق على شاشاتها ومنها "يحيى وكنوز".

وفي مصادفة أثناء تنقلي بين القنوات لفت انتباهي برنامج "أطفال الحياة" على قناة الحياة تقدمه سلمي صباحي، وبمتابعتي لإحدى الحلقات فالبرنامج ترفيهي ثقافي تعليمي من الدرجة الأولى، ويقدم المعلومة بشكل بسيط وسلس واضح ومباشر عن طريق اللعب.

ولأول مرة نجد الاهتمام باللغة العربية للأطفال في البرامج لنرى مسابقة بين البنات والأولاد في الحروف العربية، بما يتناسب مع أعمارهم، فقرة من دون “فذلكة” كما يقال بالمثل الدارج أو تعالٍ على الطفل.

والمبهر أن البرنامج يقدم كورس برمجة كاملًا على الشاشة مع أحد المختصين، وفي إحدى فقرات المسابقات تم تقديم معلومات للأطفال عن الأخلاق الرياضية أثناء لعبهم "لعبة الكراسي"، وبمشهد تمثيلي أوضحت مقدمة البرنامج وأكدت أنه متفق عليه.

ولا يغفل البرنامج تقديم الطعام الصحي للأطفال وتأثيره عليهم، برنامج واحد ضم "توليفة" من الأفكار ويقدم بشكل ترفيهي يربط الطفل بالبرنامج بالإضافة إلى وجود "العروسة" "بنتخ" في جميع الفقرات.

وكانت مقدمة البرنامج سلمى صباحي قد قدمت شكرها منذ أيام للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على عرض البرنامج، وقالت في بوست على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "اوعى تبطل تسعى ولا تفقد الأمل.. خليك ورا حلمك شكرًا للشركة المتحدة وقناة الحياة على إدراك أهمية تقديم برامج للأطفال". 

الفن والإعلام لهما دور كبير في تشكيل الوعي وتقديم القيم، ومن البرامج إلى السينما حيث قدم الفنان محمد إمام فيلم "اللعب مع العيال"، وهو فيلم بسيط هادئ، تناول أهمية التعليم وتعلم التاريخ إلى جانب تعلم الانتماء للنشء، من خلال شخصيته كمدرس ذهب لتعليم أطفال من البدو في شرم الشيخ، وفي قالب كوميدي بين الانتقال إلى الصحراء واهتمام شيخ القبيلة بتعليم الصغار، وما تضمنه الفيلم من طريقة تقديم المدرس وتعليم الأطفال التاريخ المصري من خلال تقديمهم مسرحية بأنفسهم.

عمل كوميدي سلس يستطيع أن يشاهده الكبار والصغار دون ملل، مع تعليم الانتماء للصغار.