عاجل
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
وعكة اقتصادية.. أفضل بلا وطن!

همس الكلمات

وعكة اقتصادية.. أفضل بلا وطن!

"سايكس بيكو" جديدة، قد لا يعرفها الكثير، فهي اتفاقية سرية تم الاتفاق عليها في مايو عام  1916 بين بريطانيا وفرنسا، بمقتضاها تقاسمت بريطانيا وفرنسا الأراضي العربية الواقعة ما بين إيران والبحر المتوسط وفرنسا أخذت منطقة شملت سوريا، وبريطانيا أخذت منطقة تضمنت العراق الجنوبي وحيفا وعكا على البحر المتوسط.



 

كما أن تلك الاتفاقية تعني بصورة بسيطة، تفتيت الدول من الداخل وإنشاء شرق أوسط كبير لصالح إسرائيل.

 وفي الواقع فرضت علينا في تلك الآونة أن نتذكرها بسبب ما يحدث في دولنا العربية دولة تلو الأخرى العراق، اليمن، ليبيا، السودان، لبنان، ثم سوريا.

وكان ذلك نتاج مخطط شيطاني، يبدأ بضغوط اقتصادية على الدولة، لانفجارها داخليا على حكامها، لتسقط  رؤسائها، تحت شعار الحرية ومناهضة الفقر والظروف الاقتصادية الصعبة والفساد وغيرها.

وتتكشف الحقائق بعد ذلك، أن السقوط لا يكون بهدف تغيير النظم للأفضل.. ولكن لإسقاط الدولة ذاتها لتصبح هشة وضعيفة، حيث  تقسم من الداخل على أسس طائفية أو عرقية أو قبلية أو غيرها بحيث تصبح الدولة مقسمة بنيويا على أرض الواقع، ولكنها تبقى دولة بالشكل فقط، ويصبح ذلك عائقا أمام الوحدة الوطنية للدولة.

 ويزداد اقتصاد الدول انهيارا  كنتيجة طبيعية للتوترات السياسية في الدول المنهارة والانقسامات الداخلية ويصبح  من الصعوبة إحداث تنمية اقتصادية في ظل التوترات وعدم الاستقرار  الاجتماعي والسياسي والأمنى بالدول.

وبدراسة مايدور من حولنا، نجد أن  الهدف من سقوط تلك الدول العربية الكبرى، هو الوصول إلى دولتنا الغالية، وتحويطها من خلال الضغوط الاقتصادية عليها والتي بدأت منذ فترة لأن سقوط وتوترات الدول القريبة منها السودان وغزة وليبيا وتصدير الميليشيات من سوريا إلى ليبيا بهدف قربها من مصر، يزيد من  التوترات التي تحيط بالدولة المصرية وبالتالى تستدعى زيادة  الجاهزية للقوات المسلحة المصرية مما يعني المزيد من الضغوط الاقتصادية مما يؤثر على مسار الإصلاح الاقتصادي والتنمية في مصر.

أيضا ما خلفه  الحوثيون في اليمن وعرقلتهم الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر أدى إلى خسارة مصر أكثر من ٦ مليارات دولار في ٦ شهور وغيرها من الضغوط الاقتصادية على الدولة.

وعلى ذلك لا بد من معرفة أن التوترات فى المنطقة والمشاكل الإقليمية لها عامل كبير في التأثير على الاقتصاد الوطني، لأن الاستقرار شرط أساسي للتنمية وتحقيق الرخاء.

ومن هنا لا بد أن نفيق جميعا ونعى جيدا، عدم الانصياع للشائعات المستمرة من قوى الشر وأعداء البلد، والذين يلعبون على وتر ارتفاع الأسعار والتضخم أو البطالة وغيرها من محاولات لتصدير المشاكل وإثارة الشعب داخليا، رغم أنهم المتسببين في إحداثها، ونحاول أن نفهم الدرس جيدا وأحوال الدول  الأخرى، وأن أي وطن يمر " بوعكة اقتصادية" نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية.. أفضل مليون مرة من"  انهيار الوطن وضياعه". 

وقد أصبحت التوعية فرض واحب علينا جميعا، حيث بدأت الدعوات المغرضة، وأهمية الانتباه إلى ما يتم ترديده من دعوات مناهضة  على وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة ممنهجة للسيطرة على العقول، والدفع لإرسال تلك الرسائل الهدامة.

 

ألستم تتفقون معي أن بلادنا "يحميها الله" بقدرته ثم بفضل قيادتنا الحكيمة وقواتنا المسلحة بإذن الله، ولكن تحتاج إلى وحدتنا جميعا، كل أطياف الشعب والشعور بخطورة المخطط لنا، لحفظ بلادنا من كل سوء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز