عاجل
الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"الجارديان": تنظيما داعش والقاعدة يستغلان "قضية غزة" لإعادة بناء قاعدتهما الإرهابية

ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الجمعة أن الأجهزة الأمنية في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ تخشى أن يسمح الصراع في قطاع غزة بإعادة بناء تنظيمي داعش والقاعدة في جميع أنحاء المنطقة؛ مما سيؤدي إلى موجة من "المؤامرات الإرهابية"، خلال الأشهر والسنوات المقبلة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومحللين القول إن هناك - بالفعل - أدلة على زيادة التطرف الإسلامي في العديد من الأماكن، على الرغم من تضافر عوامل متعددة مختلفة للتسبب في تلك الزيادة. وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأشهر الأخيرة، أثارت الهجمات المتزايدة التي يشنها التنظيم في سوريا القلق، وتم إحباط مؤامرات في الأردن. ونفذت تركيا العشرات من الاعتقالات الشهر الماضي في الوقت الذي سعت فيه السلطات إلى مكافحة التهديد المتزايد من إحدى الجماعات التابعة لتنظيم داعش والتي لها وجود قوي هناك، كما بذل فرع تنظيم القاعدة في اليمن جهودًا جديدة متضافرة جديدة لإلهام أتباعها لضرب أهداف غربية وإسرائيلية وغيرها. ويقول محللون ومسؤولون إن النشاط الجديد مرتبط بالصراع الدموي بين إسرائيل وحماس، على الرغم من أن الأزمة الاقتصادية واسعة النطاق وعدم الاستقرار والصراع المدني المستمر تلعب أيضًا أدورًا مهمًة. ونقلت الصحيفة عن مصدر إقليمي مطلع - لم تكشف هويته - القول "قضية غزة، تغذي الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ فهناك رد فعل عاطفي قوي. لقد بدأنا للتو نشعر بصداها".  ووصفت تريشيا بيكون، خبيرة الإرهاب في الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة والمحللة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية، "حرب غزة" بأنها "سبب أساسي من شأنه أن يدفع الجيل القادم من الجهاديين إلى التطرف". وتابعت: "قد لا نرى ذلك على الفور، لكننا بالتأكيد سنراه على مدى السنوات القادمة. لقد أدى ذلك بالفعل إلى تفاقم التهديد الإرهابي".  ونشرت الأمم المتحدة سلسلة من التقارير التي تلفت الانتباه إلى الجهود التي تبذلها الجماعات المتطرفة الكبرى لاستغلال الحرب في غزة لجذب مجندين جدد وحشد المؤيدين الحاليين ــ على الرغم من إدانة تنظيم القاعدة وتنظيم داعش مرارا لحماس باعتبارها "مرتدة" لعقود من الزمن.  وخلال فبراير، حذر تقرير للأمم المتحدة، استناداً إلى مساهمات من وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم، من أن فرعاً رئيسياً واحداً على الأقل تابع لتنظيم القاعدة كان يخطط لعمليات "طموحة" في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، وأنه "أعاد تنشيط استراتيجيته الإعلامية ومحتواه بشكل كبير، مستفيداً من الأحداث الدولية بما في ذلك.. هجمات 7 أكتوبر لتحريض الجهات الفاعلة المنفردة على مستوى العالم".  وشدد المسؤولون الإقليميون على تأثير أشهر من التعرض، 24 ساعة يوميا، لصور المعاناة من غزة على شاشات التلفزيون والإنترنت، واصفين الصراع بأنه "عامل دفع" يشجع العنف المتطرف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأماكن أخرى. وقال محمد أبو رمان، الخبير في الشؤون الجهادية في معهد السياسة والمجتمع في عمان بالأردن، إن المنطقة تواجه موجة جديدة من التطرف "بسبب ما يحدث في غزة".. مضيفا : "هذا حدث ضخم.. وهناك خيبة أمل قوية".  وفي العراق، حيث أعلن تنظيم داعش خلافته عام 2014، يبدو أن خطر التشدد الإسلامي العنيف قد تم احتواؤه، لكن في سوريا، شن التنظيم أكثر من 100 هجوم على القوات الحكومية والمقاتلين الذين يقودهم الأكراد من قوات سوريا الديمقراطية خلال الأشهر الماضية، مع وصول العنف إلى ذروته في مارس عند مستويات لم نشهدها منذ عدة سنوات. وقال المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، سيامند علي، إن خلايا داعش الإرهابية تواصل عملياتها الإرهابية، "إنهم موجودون على الأرض ويعملون بمستويات أعلى من السنوات السابقة". وفي إحدى الهجمات الأخيرة، قُتل سبعة جنود سوريين بعد تعرضهم لكمين نصبه تنظيم داعش في محافظة الرقة، شمال سوريا، كما قُتل الآن 383 مقاتلاً من القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها منذ بداية العام، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة.  وفي الشهر الماضي، تم تنبيه أجهزة الأمن الأردنية إلى مؤامرة في العاصمة عمان، عندما انفجرت عبوات ناسفة أثناء تحضيرها من قبل متطرفين في أحد الأحياء الفقيرة بالمدينة. وأدت المداهمات اللاحقة إلى اعتقال شبكة من الشباب الذين يبدو أنهم تحولوا إلى التطرف بسبب دعاية تنظيم داعش.  وقالت كاترينا سمور، وهي محللة مستقلة في عمان، إن الجماعات الإسلامية المتطرفة تغمر الإنترنت بالمواد، بما في ذلك تعليمات لصنع القنابل، "إنهم يستغلون الغضب في الأردن. إنهم في الأساس بلا قيادة، لكنهم جزء من محاولة لزعزعة استقرار الحكومة والقيادة والدولة".  ووصف تقرير الأمم المتحدة كيف أن "الاتصالات العامة التي أجراها تنظيم داعش.. منذ 7 أكتوبر ركزت على الاستفادة من الوضع في غزة لتعبئة الجهات الفاعلة المنفردة المحتملة لارتكاب الهجمات".  وأشار التقرير إلى أن الاستراتيجيات الإعلامية التي يتبعها تنظيما داعش والقاعدة تختلف؛ مما يؤكد استمرار الخلاف حول الأولويات. فقد ظل تنظيم داعش مخلصاً لاعتقاده بأن الأنظمة المحلية يجب أن تستهدف أولاً، في حين لا يزال خطاب تنظيم القاعدة يؤكد على شن حملة أكثر عالمية ضد "عدو بعيد"، بما في ذلك الولايات المتحدة والقوى الغربية. وتعد إسرائيل قريبة جغرافياً، وكانت القضية الفلسطينية - إلى جانب "تحرير" الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس - منذ فترة طويلة مركزية في الدعاية لكلا المجموعتين، على الرغم من أنها ليست هدفاً مباشراً لهجماتهما.  وحذر تقرير الأمم المتحدة من أن تنظيم القاعدة "يمكن أن يستغل الوضع في غزة؛ لاستعادة أهميته والاستفادة من المعارضة الشعبية حول حجم الخسائر في صفوف المدنيين، وتوفير التوجيه لأولئك الذين يحرصون على التحرك".  وعانى تنظيم القاعدة من سلسلة من الانتكاسات خلال السنوات الأخيرة، مع مقتل زعيمه أيمن الظواهري عام 2022، والانقسامات الداخلية حول الاستراتيجية.  



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز