عاجل
الثلاثاء 16 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
معاهدة سلام مع ورد النيل 

معاهدة سلام مع ورد النيل 

في زخم انشغالنا في قضايا تتهافت علينا من كل صوب وانغماسنا في تفاصيل تفاصيلها،  كانت ضفاف النيل تحتفل بتوقيع أول معاهدة سلام بين المصريين وورد النيل، والتي من خلالها سيتحول  ورد النيل الى مادة خام رئيسية في مشروع قومي للصناعات اليدوية. 



 ويأتي ذلك بعد  سنوات وسنوات من حرب المكافحة والملاحقة لهذا النبات دون جدوى  ..فتارة بيولوجيا واخرى ميكانيكيا، وهي الحرب التي كبدت ميزانيات وزارة الموارد المائية والري لسنوات الكثير والكثير دون فائدة، فقد كان دوما خصما صلدا صعب الهزيمة.

 

تاريخيا لم تكن مصر موطن لنبات ورد النيل قبل أن يأمر محمد على باشا بإحضاره من بيئته الطبيعية بحوض الأمازون بأمريكا الجنوبية ليزين به نافورة القصر الملكي .

 

إلا أن نموه السريع جدا وتغطيته للمساحة المائية للنافورة جعل خدام القصر يقطعونه ويلقونه بمجرى النيل ليتحول مع الأيام لكارثة بيئية واقتصادية باقية مع الأجيال، لأن النبات قادر على تجديد نفسه بعدة طرق تكاثر مثل التبرعم والتجزؤ أو التقطيع بالإضافة إلى تكاثره بواسطة البذور.

 

 

نجاح هذه  المبادرة التي تعتبر أول معاهدة سلام مع ورد النيل سيكون له أثره الكبير ليس فقط على استعاضة تكاليف مكافحة تكاثر هذا النبات الضار، ولا فقط باستعاضة حجم المياه المفقودة سنويا من حصتنا المائية التي يشربها النبات والتي تقدر بـ ٣ مليارات متر مكعب سنويًا  من حصة مصر  الـ 55.5 مليار متر مكعب، بل نجاح هذا المشروع سيسمح للنيل بتجديد شبابه، فنبات ورد النيل  يعيق الملاحة من خلال تكوين مسطحات كثيفة من النباتات المتشابكة والكثيرة.، وتؤثر بالسلب على جودة المياه وتقلل محتواها من الأكسجين مما ينتج بيئة مائية غير صالحة للأحياء المائية النافعة.

 

 

ومعاهدة السلام التي أعلنها وزير الموارد المائية والري تحقق لورد النيل حلمه بأن يكون مرحبا به على ضفاف النيل، ولكن في إطار أهم مبادئ وقواعد القانون الدولي وهو مبدأ "win..win " أي المنفعة للطرفين فلا ضرر ولا ضرار .. وتقوم فكرة اتفاقية السلام مع ورد النيل وفقًا لما أعلنه الوزير العالم الجليل البروفيسور "هاني سويلم" على مشروع تحويل ورد النيل إلى منتجات صديقة للبيئة وبما يوفر فرص عمل ذات عائد ليس ماديا فقط بل عائد مناخي مهم جدا. 

 

والمعاهدة بالفعل قد تكون قادرة على ضرب عصفورين  بحجر واحد في حين قدر لها النجاح والاستمرار، كأحد أفكار تحقيق الاستدامة البيئية ومقاومة تأثيرات تغير المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري، وكأحد الحلول لمشكله ورد النيل بخلق قيمه اقتصاديه مضافه لاستخداماته… وحيث قام مركز التدريب الإقليمي التابع لوزارة الموارد المائية والري بالاستفادة من الخبرات الآسيوية في الصناعات اليدوية لتحويل ورد النيل إلى منتج صديق للبيئة. وقام المركز بتدريب مجموعات مختلفه من السيدات في القري علي هذه الصناعه اليدويه المفيدة فبالاضافة إلى خلق فرص عمل والاهتمام بالمرأة وزيادة دخل هذه الأسر.

 

  وبحسب ما أعلنه الوزير فإن المركز مستمر في تدريب الشباب على تحويل المبادرة إلى business model وكيفية تطوير المنتجات وتسويقها حتى تكتمل المنظومة.

 

 

المبادرة أيضًا تتماشى مع السباقات العالمية الخاصة بالتجارب الناجحة في معالجة المشكلات البيئية وربطها بحلول لأزمة تغير المناخ.. فقد باتت فرص نجاة البشرية حاليًا من المشكلات البيئية التي تهدد بقاؤنا هو تحويل التهديد البيئي إلى فرصة اقتصادية.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز