عاجل
الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

هشام سعيد: منتخب اليد منافس قوي لمنتخبات أوروبا وهدفنا الفوز في أولمبياد باريس

هشام سعيد المشرف العام على منتخب مصر لكرة اليد في أولمبياد باريس2024، ونجم كرة اليد المصرية وأحد صناع أمجادها، ينحدر من أسرة رياضية عريقة بمحافظة الإسكندرية، وتزدهر مسيرته الرياضية بالعديد من الإنجازات المشرفة التي تجسد قصة كفاحه، بداية من نادي سبورتنج مرورا برحلة احترافه،  واختياره كأفضل محترف في تاريخ لوكسمبورج ، و تدريبه للعديد من الأندية الشهيرة حتى ذاع صيته في أوروبا ولقب بالفهد الأسمر.



 

كان لبوابة روزاليوسف هذا الحوار الشائق معه ليطلعنا من فرنسا على استعدادات المنتخب المصري بعد تأهله لأولمبياد باريس للمرة الثامنة في تاريخ مشاركات الدورة الاولمبية ،ويفتح لنا خزائن أفكاره ويشاركنا آرائه وخلاصة تجاربه..

 

 الإشراف على منتخب مصر شرف عظيم

 

المنتخبات النسائية تحتاج رؤية واستراتيجية جديدة

 

رفضت اللعب للنادي الأهلي وفضلت الاحتراف بأوروبا

 

 الفهد الأسمر لقب اكتسبته في الملاعب الأوروبية 

 

أدين بالفضل لأخي الكبير في كل ما وصلت إليه من نجاح

 

في البداية حدثني عن استعدادات المنتخب المصري لكرة اليد لأولمبياد ٢٠٢٤ في باريس؟

يستعد المنتخب المصري الأول للرجال لكرة اليد بقوة لأولمبياد باريس، بداية من مباراته الودية مع منتخب كرواتيا ثم مواجهة منتخب سلوفينيا، ومن المقرر السفر إلى السويد ومواجهة منتخبها في مباراتين وديتين يومي 16و18 يوليو، وبعدها يتجه المنتخب المصري إلى فرنسا يوم 21 يوليو، ليبدأ التدريب يوم 22 يوليو.

 

وفي إطار تلك الاستعدادات تم الاتفاق على تنظيم  مباراة ودية يوم 23 يوليو ضد منتخب اليابان بناء على طلب المدير الفني للمنتخب المصري خوان كارلوس لتكتمل استعدادات منتخبنا بخوض 4 مباريات قبل لعب أول مباراة في أولمبياد باريس ضد المجر يوم 27 يوليو.

 

هل يحظى منتخب مصر لكرة اليد بشعبية وتشجيع في دول أوروبا؟

 المنتخب المصري يحظى بشعبية جارفة في أوروبا خاصة فرنسا، فهناك توأمة بين المنتخبين المصري والفرنسي، بدأت منذ كنت المشرف على مشاركة منتخب فرنسا في كأس العالم الأخير 2021، عندما طلب رئيس الاتحاد المصري السابق كابتن هشام نصر، عمل توأمة بين الاتحادين وبالفعل توجهت بهذا الطلب للاتحاد الفرنسي وتمت تلبيته.

 

وبعد تولى الكابتن أيمن صلاح المشرف السابق على المنتخبات الوطنية منصبه عزز تلك التوأمة، وسعدت بالإشراف على أكثر من مباراة ودية جمعت المنتخبين المصري والفرنسي وتمت بنجاح، وكان أخرها في شهر رمضان الماضي في دورة ودية نظمها الاتحاد الفرنسي الذي اشترط وجود المنتخب المصري فيها نظرا لما يتمتع به منتخبنا من احترافية وقوة، وقدرته على إضافة انطباع خاص في كل مشاركة.

 

بالإضافة إلى ذلك فإن الاتحاد الدولي لكرة اليد برئاسة الدكتور حسن مصطفى منح مصر حق استضافة بطولة العالم للقارات للمنتخبات السبعة الأولى على مستوى العالم "العظماء السبع"، و منحها حق استضافة وتنظيم كأس العالم للأندية "سوبر جلوب" لمدة 3 سنوات متتالية، بالإضافة لاستضافة كأس عالم الناشئين في 2025، كل تلك البطولات هي فرصة كاملة و عظيمة لصالح كرة اليد في مصر وتجعلها في دائرة الضوء ومركز اهتمام من مختلف دول العالم.

 

 

في رأيك هل مستوى المنتخب المصري لكرة اليد يؤهله للمنافسة بقوة ضمن مجموعته الثانية في أولمبياد باريس في ظل وجود منتخب فرنسا بنفس المجموعة؟ 

 
 

أول لقب حصل عليه المنتخب المصري كان رابع العالم في فرنسا عام 2001، وطوال تلك الفترة أصبح للمنتخب باع عظيم وسط أندية أوروبا ويتمتع بشعبية عظيمة ومساندة عالمية، لذلك فإن وجودنا اليوم في أي مجموعة يحسب له ألف حساب فمنتخب مصر ليس سهلا وليس لديه رهبة في اللعب أمام أي منتخب أوروبي، لأن هدفنا الأساسي وطموحنا في كل مباراة هو الفوز بغض النظر عن الفريق المنافس، لذلك نلعب بقوة ونفرض سيطرتنا في الملعب، فمنتخبنا منافس قوي جدا لكل أندية أوروبا..

 

 

هل يستطيع المنتخب المصري الوصول للمربع الذهبي والمنافسة على اللقب ؟

 

أملنا هو الوصول للمربع الذهبي والحصول على ميدالية وهو هدف أساسي لكافة اللاعبين والجهاز الفني والاتحاد الكل لديه طموح وإصرار ..

 

 

حدثني عن دورك كمشرف عام على منتخب مصر في أولمبياد باريس 2024 والمهام الموكلة إليك ؟

 

إسناد هذه المهمة لشخصي هو شرف عظيم ومصدر فخر لي ، ومنذ وجودي كلاعب دولي ثم منسق عام لمنتخبات مصر في فرنسا و التنسيق والإشراف بداية من منتخب الناشئين والناشئات للمنتخب الأول كانت جميعها مهام ناجحة، ولعل شبكة العلاقات القوية والخبرة عبر السنوات الطويلة ساعدتني في تنظيم أي مباريات ودية بسهولة على مستوى المنتخبات، ثم جاء ترشحي عن طريق الاتحاد الفرنسي إلى اللجنة الأولمبية لأكون مشرفا عاما على منتخب مصر في أولمبياد باريس 2024، وهو ما عكفت على التحضير له منذ خمسة أشهر من دراسة ودورات واستعداد ومناقشة كافة المستجدات والإجابة على كل التساؤلات، مما يتطلب مجهودا كبيرا جدا من أجل تنظيم المعسكرات والمباريات…

 

 

إذا تناولنا ملف المنتخبات النسائية لكرة اليد في مصر فماذا عن مستوى أدائها  وهل يمكن مقارنة الأداء المصري بالأوروبي ؟ 

 

لا أستطيع مقارنة المنتخبات النسائية لكرة اليد في مصر  بالمنتخبات الأوروبية، لوجود رؤية واستراتيجية مختلفة تماما ، لذلك لابد أن يكون هناك إعادة تقييم وتقنين لكيفية بناء منتخب ناشئات أولا،  يمكن أن أنافس به منتخبات أوروبا وسيكون الأفضل البدء بمنتخب ٢٠١٠ أو ٢٠١٢ وليس منتخب ٢٠٠٦ لأنهم تأخروا كثيرا وليس لديهم استعداد فني عالي..

 

فإذا أردت منافسة دول أوروبا يجب أن يكون لدي قاعدة إعداد ناجحة فعلى سبيل المثال هنا في فرنسا يقومون باختيار عدد معين من الفتيات للتعلم والتدريب على كرة اليد في مدرسة داخلية ويتم تقييم التحصيل التعليمي والرياضي في نفس الوقت وفي حالة حدوث خلل في التعليم أو الرياضة يتم استبعاد الفتاة، فهكذا يتم إعداد الناشئات للمنافسة ..

 

لذلك يجب أولا محاولة إصلاح الخلل الذي حدث في فترة من الفترات عندما قام الاتحاد المصري لكرة اليد بإلغاء المنتخبات النسائية لمدة أربعة سنوات وهو ما ترتب عليه حدوث فجوة كبيرة وأزمة تسببت في تعطيل أجيال حتى عادت المنتخبات النسائية مرة أخرى..

 

 أنا هنا اتحدث بصفتي لاعب دولي ومدرب ولدي خبرة كبيرة في كيفية بناء المنتخبات، فالمنتخبات النسائية لكرة اليد بحاجة إلى مدربين أوروبيين ، لأن أهمية هذه المنتخبات لا تقل بأي حال عن منتخب الرجال ، لذلك أقول نحن بحاجة لاستراتيجية جديدة ومجهود كبير وعمل متواصل للوصول لمستوى المنتخبات الأوروبية…

 

 

 

حدثني عن خلاصة تجربتك في الاحتراف وأهم المراحل اللي ساهمت في تكوين كابتن هشام سعيد ؟

 

كانت بدايتي في نادي سبورتنج ولعبت في نادي سموحة واحترفت في نادي الزمالك، و كان لدي طموحي للسفر إلى الخارج و سافرت إلى أمريكا في التسعينات ، واحترفت في أندية بروكلين لمدة عامين، وخلال تواجدي تعرفت على لاعب فرنسي شجعني على السفر لفرنسا وهو ما حدث بالفعل .

 

لعبت في نادي درجة ثانية ونجحت أن أكون هداف الدوري وعرضت علي العديد من الفرص كان على رأسها العودة لمصر واللعب للنادي الأهلي عام ٩٩ ولكني رفضت لرغبتي باللعب في أندية أوروبا وهي مرحلة تطلبت الكثير من الجهد حتى وصلت للعب بالدوري الممتاز في فرنسا و من خلاله سافرت إلى لوكسمبورج ولعبت في نادي بيتانجPetange  ،وكانت إضافة كبيرة لمسيرتي الرياضية..

 

 أكملت في مجال التدريب وحصلت على الكثير من الدورات الأساسية والهامة، وبدأ اسمي يلمع في هذا المجال وتدرجت من مساعد مدرب في نادي بيتانج إلى مدير فني و بعد النتائج الطيبة مع النادي تم ترشيحي لتدريب منتخب لوكسمبورج ناشئين.. عندما عدت إلى فرنسا أكملت مسيرتي في التدريب مع عدة أندية وأنا حاليا المدير الفني لفريق نادي "يوتز" للسيدات،  وهو نادي درجة أولى ، ويتمتع بشعبية كبيرة، ولازلت أصقل خبرتي بالمزيد من التعلم والحصول على الدورات ومنها دورة تدريبية أعكف عليها الآن تمتد ١٨ شهرا وتؤهلني رخصتها للدرجة الأولى دوري ممتاز و منتخبات خارجية ..

 

 

 

كيف أثرت عائلتك الرياضية الشهيرة على مسيرتك وما وصلت إليه ؟

 

ولدت في عائلة رياضية بمحافظة الإسكندرية لمعظم  أفرادها مسيرة و تاريخ مشرف في كرة اليد ، أخي الكبير هو الكابتن جابر سعيد كابتن مصر ونجم نادي سبورتنج في عصره الذهبي وأحسن لاعب في أفريقيا على مدار عدة أعوام،هو من شجعني وساندني للعب كرة اليد ، وأدين بالفضل لله أولا ثم أخي الكبير في كل وصلت إليه فهو معلمي ومثلي الأعلى في الحياة.

 

كذلك  إخوتي عمرو وعماد سلكوا نفس الطريق كمدربين كرة يد في الإمارات ، والأجيال الجديدة من الأبناء على نفس الدرب، فتاريخ العائلة الرياضي الممتد وأبطالها الرياضيين كان له عظيم الأثر في تشكيل جيلي والأجيال من بعدي..

 

أما بناتي الكبيرة "سعاد" اختارت طريقا رياضيا بعيدا عن كرة اليد فهي بطلة سباحة وتعمل حاليا باللجنة الأولمبية وسيكون دورها في أولمبياد باريس الإشراف على حمام السباحة الأولمبي، و ابنتي "هنا" ٢١سنة فهي متطوعة وستكون مسؤولة عن الاستقبال في القرية الأولمبية ،وهو الأمر الذي يشعرني بمزيد من السعادة لتواجد بناتي معي بنفس الحدث الرياضي والعمل في أولمبياد باريس 2024

 

 

لماذا يطلقون عليك لقب "الفهد الأسمر" وكيف اكتسبته؟

 

 لقب الفهد الأسمر من الألقاب المحببة لقلبي ويسعدني لما يتميز به الفهد من صفات القوة ، وأطلق علي هذا اللقب خلال تواجدي في الملاعب الأوروبية بسبب لون بشرتي السمراء ونتيجة الجهد الكبير الذي بذلته خلال مسيرتي الرياضية وحبي للنجاح وطموحي الذي بذلت من أجله الكثير…

 

 

 

ما الذي ينقص لعبة كرة اليد في مصر للارتقاء بمستواها ؟

 

الارتقاء باللعبة الشعبية الثانية في مصر بحاجة إلى إعادة تنظيم  وتوسيع القاعدة لإعداد المنتخبات الوطنية، فعلى سبيل المثال بعد زيادة عدد المحترفين في منتخبات الرجال إلى عشرة محترفين زاد المستوى الفنى نتيجة الاحتكاك بالملعب الأوروبي وزيادة الخبرة، لذلك المنتخبات بحاجة لاحتراف المزيد وإعادة فتح الأبواب للاعبات الأندية المصرية خاصة للاحتراف بالخارج دون روتين أو قيود ومعوقات…

 

 هذا بالإضافة إلى أنه من خلال تواجد المدير الفني الأجنبي  نستطيع تقوية مستوى مدربين الأندية والارتقاء به ، من خلال وضع قاعدة تلزم أي مدير فني أجنبي بعمل دورات تدريبية لمدربين مصر كما يحدث الآن ، مع ضرورة  وجود متابعة لمعرفة قدر الاستفادة من هذه الدورات...

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز