عاجل
الأربعاء 21 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل| خيانة على جبهة قتال.. ودماء تذهب بلا ثمن

ينيس ياروسلافسكي
ينيس ياروسلافسكي

قال قائد وحدة الاستطلاع الخاصة الأوكرانية إن القوات الروسية دخلت خاركيف دون أن تواجه أي مقاومة أو عوائق من حقول ألغام أو غيرها.



"إنها خيانة"

 

بصفته قائدًا لوحدة الاستطلاع الخاصة الأوكرانية، قاتل دينيس ياروسلافسكي في الهجوم المفاجئ لأوكرانيا في خاركيف في خريف عام 2022، مما أدى إلى صد التقدم الروسي الأولي نحو الحدود، لكن الآن تغيرت معادلات وأصبحت الروح المعنوية للمقاتلين معدومة وبدأت تظهر الخيانات وهذا ما ظهر في محاولة اغتيال الرئيس الأوكراني فولوديميرزيلينسكي، ودخول الجيش الروسي خاركيف بلا مقاومة أو تلغيم المدينة للأحداث أكبر خسارة في القوات الغازية.

حققت القوات الروسية، في الأيام الأخيرة، مكاسب صغيرة ولكنها مهمة على طول الحدود في منطقة خاركيف. ويبلغ عمق التقدم الروسي بضعة أميال فقط، لكنه ابتلع حوالي 100 كيلومتر من الأراضي الأوكرانية. وفي الجزء الشرقي الأكثر تحصينًا من أوكرانيا، واستغرق الأمر من روسيا أشهرًا لتحقيق الشيء نفسه.

وقال روسيا إن قواتها دخلت الآن مدينة فوفشانسك الحدودية.

 

ويريد الضابط الأوكراني دينيس أن يعرف ما حدث لنظام الدفاع الأوكراني. وقال "لا يوجد خط دفاع أول، لقد رأينا ذلك،  الروس يدخلون دون أن يواجهوا أي حقول ألغام".

 

وأظهر مقطع فيديو تم تصويره بطائرة بدون طيار قبل بضعة أيام القوات الروسية وهي تعبر الحدود دون مواجهة أي عائق، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.

 

وقال الضابط الأوكراني إن المسؤولين زعموا أن الدفاعات يتم بناؤها بتكلفة كبيرة، لكن من وجهة نظره فإن الدفاعات كانت في الواقع غير موجودة.

 

وقال دينيس ياروسلافسكي لقناة بي بي سي البريطانية: "إما أنه كان عملا من أعمال الإهمال أو الفساد، ولم يكن فشلا، بل كان خيانة".

قال دينيس: "بالطبع أنا غاضب"، "عندما قاتلنا من أجل استعادة هذه الأرض في عام 2022، فقدنا آلاف الأشخاص، لقد خاطرنا بحياتنا، والآن لأن أحدًا لم يقم ببناء خط دفاعي، فقدنا أشخاصًا".

روسيا تستخدم تكتيكات مألوفة

 

 تعرف أجهزة المخابرات الأوكرانية والغربية أن روسيا حشدت قوات على طول الحدود - مع تقديرات تصل إلى 30 ألف جندي، وكانت المعلومات متوفرة ولا ينقص الطرف الأوكراني شيئًا يجعله يخسر المعركة بلا مقاومة 

 

كان الرئيس بوتين قد أعلن هدفه المتمثل في إنشاء منطقة عازلة داخل منطقة خاركيف علنًا لحماية الأراضي الروسية من هجمات المدفعية الأوكرانية، ولكن يبدو أن أوكرانيا لم تكن مستعدة بشكل جيد.

 

وقال دينيس، الذي كان يتحدث من حديقة في خاركيف، إنه سيعود قريباً إلى خط المواجهة مع رفاقه بالقرب من بلدة فوفشانسك، على بعد خمسة كيلومترات فقط من الحدود الروسية.

ويقال إن القوات الروسية دخلت أطراف المدينة، ويخشى دينيس من سقوط المدينة قريبًا في أيدي الروس.

 

وكان عدد سكان البلدة قبل الحرب حوالي 20 ألف نسمة، ولكن غادر معظمهم عندما بدأت الحرب وانخفض العدد إلى 3000 ساكن، لكن مئات آخرين غادروا في الأيام القليلة الماضية.

 

ويقوم أوليكسي، ضابط الشرطة المحلية، بإحضار السكان الذين يرغبون في الإخلاء إلى مكان آمن، قاد سيارته بسرعة لتجنب تحليق الطائرات الروسية بدون طيار في سماء المنطقة والقصف المستمر.

وفي خاركيف، تستخدم روسيا كل التكتيكات المعتادة للتقدم - لتحويل القرى والبلدات الأوكرانية إلى أنقاض. 

وقدر أوليكسي أن روسيا كانت تطلق ما بين 50 إلى 60 قذيفة مدفعية في الساعة على البلدة، وهناك قنابل انزلاقية تطلقها الطائرات الروسية على بعد عشرات الكيلومترات من الخطوط الأمامية، خارج نطاق الدفاعات الجوية الأوكرانية المحدودة.

 

وتطلق روسيا حوالي 100 قنبلة انزلاقية يوميًا عبر الجبهة التي يبلغ طولها 1000 كيلومتر. واستمرت أصوات الطائرات الروسية لمدة ساعة، تلتها انفجارات مرعبة.

يقول المراقبون إن فتح جبهة جديدة في الشمال يؤدي إلى استنزاف موارد أوكرانيا المحدودة بالفعل. 

وقد أدى تأخير الولايات المتحدة في الموافقة على المزيد من الدعم العسكري إلى نقص الذخيرة لدى الجيش الأوكراني.

وفي المتوسط، لا تستطيع أوكرانيا إطلاق سوى قذيفة مدفعية واحدة مقارنة بعشر قذائف مدفعية روسية.

 ويجري حاليًا حل هذه المشكلة تدريجيا بدعم من الولايات المتحدة.

 

ولكن هجوم خاركيف يسلط الضوء أيضًا على المشاكل التي كانت أوكرانيا نفسها بطيئة للغاية في معالجتها ــ تعبئة العدد الكافي من القوات وبناء الدفاعات الكافية. 

وكان لا بد من سحب التعزيزات المرسلة إلى خاركيف من قطاعات أخرى من الجبهة والاحتياطيات.

ولا يزال المسؤولون الأوكرانيون يصرون على أن مدينة خاركيف ليست مهددة بهجوم بري، ولكن كلما تقدم الجيش الروسي، زادت احتمالية وقوعه في نطاق المدفعية الأوكرانية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز