عاجل
الأربعاء 21 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية .. كاريزما المرأة بالمؤتمرات الدولية

فن الدبلوماسية .. كاريزما المرأة بالمؤتمرات الدولية

يؤسفنا جدًّا أن نرى بعضًا من النِّساء أثناء وجودهنَّ بالمؤتمرات بمختلف وظائفهنَّ ومناصبهنَّ وكأنَّهنَّ في حفلة زواج أو حفل نسائي كالخطوبة أو عيد الميلاد، ونسينَ أو تناسَيْن أنَّهنَّ يمثِّلنَ الدَّولة أو الجهة الَّتي أرسلتهنَّ، سواء المؤتمرات الدّوليَّة داخل البلد أو خارجه أو حتَّى الفعاليَّات والأنشطة الرسميَّة الأخرى كحضور دعوات السفارات والأنشطة الأخرى.



 

نحن كدبلوماسيِّين نرى ونراقب ونحلِّل كاريزما الشَّخص منذُ لحظة الدخول إلى انتهاء المؤتمر والمهارات المتسلّح بها من مفاهيم البروتوكولات المتخصِّصة بالمؤتمرات وإتيكيت التَّفاني والإبداع بتمثيل البلد بأفضل معاني الرُّقيِّ والسُّمو. المدارس والمعاهد الدبلوماسيَّة الإنجليزيَّة لا ترسل أيَّ شخص أو دبلوماسيِّيها إلَّا بعد اجتياز حلقات متخصِّصة تحمل في طيَّاتها فنون إتيكيت التَّعامل مع الآخرين.. وغيرها من المهارات؛ لأنَّ العِبرة ليس بحضور المؤتمر وليس بـ(الكوفي بريك) أو جماليَّة البلد والجولات الحُرَّة والأكل.. وغيرها من المفردات الَّتي تسحر المشارك بالمؤتمر، وكثير من المشاركين يتمنى أن ينتهيَ المؤتمر بأسرع وقت كَيْ يبدأَ جدوله الشَّخصي بالمولات والتسوُّق، بل العِبرة بحجمِ الاستفادة الَّتي سوف تنقلها إلى بلدك. المؤتمرات أو الفعاليَّات والأنشطة تقسَّم إلى (خارجيَّة، وداخليَّة)، وكذلك المؤتمرات الداخليَّة تقسَّم إلى (دوليَّة أو عالَميَّة، ومحليَّة) وأغلبُها تشترك في بعض النقاط الجوهريَّة بالنِّسبة لحضور المرأة، سواء من الكادر الدبلوماسي أو من الجهات الحكوميَّة أو القِطاع المختلط والخاصِّ. المؤتمرات ـ كما هو معروف ـ هي تجمُّعات منظَّمة تهدف إلى تبادل المعرفة والأفكار والخبرات بَيْنَ المشاركين في مجال معيَّن، ومن ضِمْنِ حضور العنصر النّسوي موضوع مقالنا هذا. إنَّ من أهمِّ النّقاط الواجب الاهتمام بها بالنِّسبة للمرأة عند حضور المؤتمرات الرسميَّة هي: الملبس (الهندام) الخارجي، بروتوكول وإتيكيت صفة التواضع القيادي، مهارة إدارة الوقت بالحضور والانصراف، بروتوكول وإتيكيت إلقاء واختيار الكلمة والجُمل البسيطة غير المركَّبة والجُمل المعقَّدة، الابتعاد عن التَّباهي والتكبر وحُب «الأنا»، إتيكيت فنّ المجاملة والتَّعارف والمصافحة وتبادل البطاقة الشخصيَّة، إتيكيت تقديم اسم الدَّولة أوَّلًا والجهة الحكوميَّة ثانيًا ثمَّ الاسم والمنصب، إتيكيت (مستوى نبرة الصَّوت بحيث لا تتجاوز المستوى الثاني أو الثَّالث من النظريَّات الَّتي وضعتها المدرسة الإنجليزيَّة وهي بحدود مسافة «متر واحد قطر» لا يسمع الشخص المجاور لكما، إتيكيت المشي أثناء الدخول والمشاركة بالمؤتمر بحيث تكُونُ الخطوات بطيئة جدًّا وتكاد تكُونُ الأقدام قريبة مع بعضها، وهذا ما تعلمنه من القرآن الكريم، قال تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) (القصص ـ 25)، والَّتي لها أهميَّة كبيرة لِمَا تعكس من شخصيَّة المرأة من الخجل والهدوء والهيبة بالمشي البطيء، إتيكيت اختيار الملابس وألوانها فهو يعكس ملامح شخصيَّة المرأة وثقافتها وتربيتها، التناسق مع الإكسسوارات والذَّهب أو الفضَّة، مفاهيم وسِمات لُغة الجسد وعدم التبختر والإكثار من استخدام اليد ونظرات العَيْنِ الاستغرابيَّة، نَوْعيَّة القلم المستخدم بحيث يكُونُ أرقَى نَوْع، الحقيبة الشخصيَّة والسَّاعة والحذاء بالتناسق مع ألوان العباءة واللّحاف وبقيَّة أنواع الملابس كفستان أو جاكيت مع التنورة؛ لأنَّ ذلك يدلِّل على أنَّكِ فنَّانة وصاحبة ذوق بالملابس وابتعدِي عن الأقمشة ذات الخطوط بالعرض وكذلك الَّتي فيها أحجار أو زهور.. وغيرها من النقاشات الشعاعيَّة والألوان البرَّاقة الَّتي تجذب النظر وكأنَّك في حفلة ليليَّة، استخدام واختيار المكياج يجِبُ أن يكُونَ هادئًا جدًّا بعيدًا عن التَّباهي فيه، وكذلك معتمدًا ومتناسقًا مع لَون البَشَرة وطبيعة الملابس بجميع مفرداته، الالتزام العالي بإتيكيت الطعام والمآدب، سواء كان حفل شاي صباحيًّا أم مسائيًّا أو فترة الغداء وحرفيَّة استخدام أدوات الأكل بجميع أنواعها مع الالتزام الدقيق بنظام الأسبقيَّة عند الوقوف على طاولات الطعام وعدم التدافع والتسابق مع الغير، إتيكيت الجلوس وهو من أهمِّ المفردات وعدم وضع الأرجل بعضها فوق البعض وإنَّما يجِبُ أن تكُونَ الأرجل متلاصقة مع بعضها البعض، وهو الجلوس الملكي النموذجي المُستقَى من دِيننا الحنيف، أهمّ نقاط المؤتمرات هو التَّعارف والرُّجوع إلى البلد وأنتِ محمَّلة بعددٍ كبير من البطاقات الشخصيَّة من الحضور لغرض الاستفادة مِنْها مستقبلًا؛ لأنَّ الكلمات والخطب تنسى، ولكن التَّعارف هو الَّذي يخدم جهتك الحكوميَّة.

 

وفي الختام من المعيب والمخجل جدًّا أن نجدَ المرأة (البعض مِنْهم) تركض وتقلِّد صحيات الغرب من ناحية الملابس ووضع المكياج والهندام الخارجي، بالإضافة إلى طبيعة لغة الجسد بعيدة كُلَّ البعُد عن معاني دِينا الإسلامي الحنيف ومُجتمعنا العربي الرَّاقي بأخلاقه وعاداته الأصيلة؛ لأنَّك بالمؤتمرات بجميع أنواعها تمثِّلين دَولتك والجهة الحكوميَّة الَّتي تفتخر بأنَّها أرسلت موظفيها لتمثيلها بأفضل ما يكُونُ وقَبل كُلِّ هذا فإنَّكِ تمثِّلين عائلتَك وأهلَك..

دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز