ناهد إمام
همس الكلمات
رقص التخرج.. ومن المسؤول؟!
لا جدال أن التواكب مع العصر والتماشي مع المتغيرات العالمية لا يعني أبدا "التقليد الأعمى" وإغفال القيم الأساسية التي لا يمكن تجزئتها، وسبب حديثي هي الموجة التي بدأت تنتشر في الأونة الأخيرة خلال حفلات تخرج الطلبة، والذي تحول إلى حفل راقص لا يتضمن أي احترام لقدسية مكان العلم الذي تخرج منه الطالب أو الطالبة.
وبطبيعة الحال، لا أحد يمكن إنكار حق الطالب في التعبير عن فرحته مع تخرجه وقضاء سنوات الجامعة الطويلة وشعوره بالإقدام على حياة عملية جديدة، ولكن في نفس الوقت، ليس من حق الطالب عدم احترام أساتذته والحاضرين بوصلات الرقص التي يقوم بها عند تسلمه شهادة التخرج.
ومنها طالب الزقازيق وغيره، حيث قام بتأدية حركات من الرقص الشعبي على أنغام إحدى أغاني المهرجانات خلال حفل تخرجه، واستمر في الرقص حتى صعوده على المنصة أمام أساتذة الجامعة أثناء الاحتفالية.
ولم يقف الأمر عند رقص الطلاب فقط ولكن أيضا الطالبات ومن محافظات مختلفة لها تقاليدها العريقة، وقامت بالرقص ومن وجهة نظرهن أنها طريقة للتعبير عن فرحتها بالتخرج.
وبصورة واقعية، كان من الطبيعي، أن تتحرك الجامعة وهي "جامعة الزقازيق" التي رقص فيها الطالب وإحالته للتحقيق نتيجة تجاوزه والخروج عن التقاليد والأعراف الجامعية خلال إحدى حفلات التخرج بقاعة الاحتفالات الكبرى باستاد جامعة الزقازيق، كما أكدت الجامعة على أهمية التمسك بالتقاليد والأعراف الجامعية والأخلاقيات والآداب العامة بالمجتمع، والتي يتم ترسيخها في نفوس أبنائها من الطلاب والطالبات.
كما وجه المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل عبد الغفار، بسرعة إجراء تحقيقات عاجلة في المخالفات التي شهدتها بعض حفلات تخرج الطلاب ببعض الجامعات والمعاهد، ووجه باتخاذ كل الإجراءات المقررة قانونًا تجاه كل من شارك في تنظيم وإدارة هذه الحفلات من كل مستويات المنظومة على مستوى أعضاء هيئة التدريس والإداريين والطلاب.
ولكن من هنا يأتي التساؤل، هل الخريج من الطلبة أو الطالبات هم المسؤولون عن ذلك التجاوز الذي حدث في حفلات التخرج؟، لا أحد ينكر وقوعهم في الخطأ، ولكن الخطأ الأكبر هو عدم توجيه هؤلاء الطلبة بقواعد حفلات التخرج ومراسم البروتوكول الواجب اتباعها خلال حفل التخرج؟
فمن البداية تم ترك تنظيم تلك الحفلات لشركات خارجية ليست لها علاقة بالجامعة وقوانينها وقواعدها التنظيمية، ليتحول " شو" الحفلات إلى تجارة وعرض، مما كان يتطلب تدخل الجامعة ورفض ذلك الأسلوب فى تنظيم حفلة التخرج للطلبة.
والأكثر من ذلك كان من الواجب على إدارة الجامعة، أن توضح للطلبة ماذا يتضمن حفل التخرج من مراعاة البروتوكول والقواعد الواجب اتباعها خلال الحفل، بداية من الملابس التي لا بد أن تكون رسمية سواء البدلة للطالب أو الطالبة وعدم ارتداء الكاجوال أو الفساتين السهرة لأنها حفلة علمية داخل الحرم الجامعى ولا بد من تقديرها حتى وإن كانت حفلات احتفال خاصة.
كما تكون الملابس الرسمية بألوان هادئة، ويمكن التعبير عن الفرحة، لكن بدون رقص أو غناء، لأن ذلك مرفوض تماما في حفلات التخرج.
والأكثر من ذلك أيضا التزام الحضور من الأهل والأقارب بارتداء ملابس تتناسب مع الحدث، وغير مصرح لأي منهم بالرقص أيضا مع تقديم الهدايا البسيطة والحضور في الموعد المحدد للحفل والالتزام بالعدد المدعو منهم، دون تجاوز حتى لا يخل بنظام الترتيبات.
أيضا لا بد أن يتحدد برنامج الحفل الذي سيطبق، حيث يبدأ حفل التخرج بكلمة ترحيب رسمية من مسؤول الجامعة المشارك الاحتفال، يليها تقديم شهادات التخرج للطلاب. وكلمة سريعة للطالب وشكر للجامعة، وفى الختام موسيقى هادئة وطنية تحفز الطالب الخريج على الانتماء للبلد بالعمل الجاد واستقبال الحياة العملية دون أي رقص أو غناء.
ألستم تتفقون معي أن هناك ضرورة، أن تكون حفلات التخرج منظمة بصورة بسيطة دون مبالغة حتى لا تفقد قيمتها، وأن يكون هناك عرف لدى الجامعات في تنظيمها وتوجيه الطلبة لقواعدها وطقوسها وتطبيق الآليات التنفيذية التي تحقق الحفاظ على الأعراف والتقاليد الجامعية وتصون هيبة الجامعات وصورتها في المجتمع!