علماء يطورون مادة يمكن أن تحدث ثورة في تكنولوجيا تخزين الهيدروجين

 حقق علماء روس في "معهد شوبنيكوف لعلم البلورات " في موسكو بالتعاون مع فرق بحثية دولية من كل من إيطاليا، واليابان، والصين طفرة جديدة في مجال تكنولوجيا تخزين الهيدروجين.

وتمكن العلماء من تطوير مادة يمكنها تخزين أربعة أضعاف الهيدروجين، مقارنة بطاقة التخزين التي توفرها التقنيات المستخدمة حاليا .

 

وتعتبر هذه التقنية المطورة أمرا بالغ الأهمية، حيث ينظر إلى الهيدروجين على كونه اللاعب الرئيس في التحول نحو مستقبل أنظف ومستدام ، ومع ذلك، ظل تخزين الهيدروجين بكفاءة دائما تحديا نظرا لطبيعته خفيفة الوزن وعالية التفاعل .. لذلك تنبع أهمية المادة المطورة من كون " الهيدروجين" على الرغم من كونه مصدرا قويا للطاقة النظيفة ، إلا أنه يصعب إدارته، فهو أخف من الهواء ، وشديد التفاعل ، ويميل إلى التسرب من الحاويات ، مما يجعل من الصعب استخدامه على نطاق واسع كوفود . 

ويتم حاليا تخزين " الهيدروجين" في اسطوانات الغاز أو الدبابات تحت ضغط عال ودرجات حرارة منخفضة ، وهو ما يعد أمرا مكلفا ، وبحسب العلماء الروس ، يتم استخدام حوالي من 20 إلى 40 % من الطاقة التي من المفترض أن يوفرها "الهيدروجين " في تخزينه فقط ، علاوة على ذلك ، فإن حجم " الهيدروجين الصغير يسمح له بالتسرب لجعل الحاوية خالية" .

وأشارت الدراسة الحالية - التي نشرت نتائجها في عدد إبريل من مجلة " الطاقة المتقدمة " - إلى أنه يمكن للمواد المطورة والتي تسمى " الروبيديوم" ( ريه 9 ) ، استيعاب ما يصل إلى سبع إلى تسع ذرات هيدروجين على التوالى ، وتعد هذه السعة أعلى بكثير من أي مادة أخرى معروفة حاليا ، ويمكن أن تغير آلية التخزين فى المستقبل .

وأوضح الباحث الرئيسي الدكتور" ديمترى سيمينوك"، أن هذه المادة تعتبر أكثر أمنا وكفاءة من الخيارات المستخدمة حاليا ، وتشمل تخليق مواد من " بوران الأمونيا " و"الروبيديوم" تحت ضغوط عالية جدا. 

وأكد الفريق البحثي على أن هذه المادة المطورة ليست مجرد إنجاز علمي فحسب ، بل يمكن استخدامها على نطاق واسع في الصناعات التي يدخل فيها الهيدروجين ، مثل صناعة الصلب والزجاج وإنتاج الأسمنت والتصنيع الكيميائي . 

ويهدف العلماء إلى إجراء مزيد من التجارب على هذه المادة الجديدة، لمعرفة إذا كان يمكن إنتاجها بكميات أكبر فى ظل ضغط أقل ، وتعكس النتائج المتوصل إليها العلماء الروس ببذوغ عصر جديد من تخزين الطاقة يمكن أن يكون المفتاح لإطلاق إمكانات الهيدروجين " كوقود أخضر" .