سائق حنطور بـ"إدفو" يعيد حقيبة لسائحة إنجليزية داخلها أكثر من 250 ألف جنيه

في الحياة كثيرون من الناس يبحثون عن السعادة فى المال، وهم يتناسون فضيلة القناعة، وهي أعظم الهبات العظيمة التي يمنحها المولى عز وجل للراضين بما قسمه الله من رزق، في زمن تكالب فيه كثير من الناس على الدنيا، وانغمسوا في شهواتها، بعد أن أصابهم التسخط والتذمر وعدم الرضا بما قسَم وقدر.

 

وما زالت النماذج المشرفة هي من تتصدر المشهد بمواقفها النبيلة، وفي وسط زحام الحياة وضغوطات المعيشة، برزت قصة "أبو الحسن عبد الظاهر"، سائق حنطور  بمدينة إدفو بأسوان، والذي عثر على حقيبة خاصة بإحدى السائحات الإنجليزيات التي كانت برفقته في رحلة سياحية بمعبد إدفو، تحوي مبلغا ماليا من الدولارت يقدر بنحو 2500 دولار، بما يعادل “118” ألف جنيه مصريا إلى جانب سوار ذهبي وهاتف محمول “آيفون” تصل قيمته إلى 80 ألف جنيه، فيما أعاد تسليم الحقيبة لصاحبتها، رافضا مكافأة مالية قدرها 1000 دولار.

 

  "ربنا يغنينا بالحلال".. بهده الكلمات بدأ بها سائق الحنطور أبو الحسن عبد الظاهر، البالغ من العمر 44 عاما،، حديثه لـ «روزا اليوسف»، معبرا عن موقفه بعد عثوره على حقيبة تحتوي على مبلغ مالي وبعض الإغراض باهظة الثمن خاصة بسائحة أثناء القيام بتوصيلها خلال رحلة سياحية من معبد إدفو إلى كورنيش النيل وقيامه بتسليم المتعلقات والحقيبة الخاصة بالسائحة. 

 

واستطرد قائلا إن الإنسان لا بد وأن يكون على علم ويقين أن الله تعالى ناظر إليه، سامع لقوله، ومطلع على ظاهره وباطنه، لافتا إلى أنه على الرغم من أحواله التي لا يعلم بها الا الله، لكنه دائما ما يحرص على أن يراعي الله في تكسب رزقة بالحلال.

  وتابع فى حديثة أنه اثناء قيامه بتوصيل سائحة إنجليزية خلال رحلة سياحية، مستقلة الحنطور الخاصة به من أمام معبد إدفو، فوجئ بالعثور على حقيبة بفتحها عثر بداخلها مبلغ مالي من الدولارات بلغ نحو 2500 دولار، وهاتف محمول أيفون، وأسورة ذهبية.

 

وقال: إنه لم يُفكر للحظة واحدة في الاستيلاء عليها، رغم معاناته من ظروف وقسوة الحياة، ورغم أنه رقيق الحال، على الفور عاد إلى نفس المكان الذي كان قد أقل فيه السائحة، وأعاد لها حقيبتها، وسط حالة من السعادة والفرحة التي غمرت السائحة، والتي قررت منحه مبلغ 1000 دولار مكأفة لشهامته، لكنه رفض مؤكدأ على نبل أخلاقه وحسن أمانته هي رأس ماله في الحياة.

  

وأكد المرشد السياحي "وليد عدنان"، الذي كان يرافق مجموعة من السائحين الإنجليز خلال رحلة سياحية بمدينة إدفو شمال أسوان على امتنانه للموقف النبيل الذي صدر من سائق الحنطور، وقال إن الفوج السياحي التي كانت من بينهم السائحة التي فقدت حقيبتها، عبر شكره وتقديره وثناءه على أخلاق سائق الحنطور، والتي تعد درسا في نبل أخلاق ونزاهة المصريين، في زمنٍ قلّت فيه القيم النبيلة.