يفتشونهن عاريات.. "شؤون الأسرى" تنشر أسرارا من أفواه المختطفات لدى الاحتلال

تجرأ الكيان الصهيوني المحتل منذ فترة كبيرة على اختطاف الفلسطينيين، بداعي الاعتقال لأسباب يسميها الاحتلال بالأمنية، ثم زاد الامر عندما بدأ في اختطاف نساء بل أطفال، وبالطبع لم يكتف بذلك بل مارس ساديته المعهودة منذ عقود، ولنا في قتله لأسرانا في حرب يونيو 1967 خير شاهد، فأصبح لا يكتفي بالاختطاف لمجرد الاستجواب بل راح ينكل بالمختطفات العفيفات وإذلالهن وتفتيشهن عاريات ليس لسبب سوى إشباع رغبة مرتزقته وميليشياته في السادية.

اليوم صرحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، بأن هناك شهادات جديدة نقلتها الطواقم القانونية، لمختطفات على يد ميليشيا الاحتلال الصهيوني اختطفن مؤخرا، وتعرضن لاعتداءات متكررة خلال وبعد عملية الاختطاف، وظروف احتجازهن في زنازين "هشارون" الذي يشكل محطة للإذلال والتنكيل والتفتيش العاري، قبل نقلهن إلى معتقل "الدامون"، الذي يعانين فيه ظروف احتجاز أشد قسوة وإذلال بشكل غير مسبوق.

وفي شهادة لمختطفات فضّلن عدم الكشف عن هوياتهن حرصا على حياتهن، أفادت إحداهن بأنه "بعد اختطافي تم تقييدي بقيود بلاستيكية محكمة بشدة، وتعصيب عيني، وأجبروني على السير على الأقدام مسافة طويلة بين الوعر والحجارة، ونقلوني إلى أحد البيوت التي جرى فيها احتجاز المعتقلين يومها، وأمروني بالجلوس على الأرض، فرفضت ذلك بسبب أوجاع أعانيها في قدمي، وقد طلبت الذهاب إلى دورة المياه إلا أن إحدى مجندات ميليشيا الاحتلال رفضت، وعندما طلبت منها بشكل متكرر، قامت بدفعي بطريقة وحشية، وقام أحد رجال تلك الميليشيا المحتلة بضربي بسلاحه على صدري، ولاحقا بعد نقلي إلى السيارة العسكرية شعرت بضيق شديد في التنفس".

وتقول أخرى: "بعد اختطافي وتقييدي، ووضع العصبة على عيني، تم نقلي إلى أحد المعسكرات، وسط أجواء باردة، وهناك شعرت بأن أحد الكلاب البوليسية اقترب مني وحاول عضي، فبدأت بالصراخ حتى تم إبعاده، وطوال فترة نقلي كانوا يصفونني – إضافة إلى معتقلين آخرين - بأننا (إرهابيون)".

وذكرت مختطفة ثالثة أنه عند وصولها إلى معتقل "هشارون" الذي يشكل محطة للتنكيل والإذلال: “تعرضت للتفتيش العاري، واحتُجزت في زنزانة لا تصلح للعيش الآدمي، وبحسب وصفها (كانت أسوأ ليلة أعيشها، فالزنزانة باردة جدا، وفيها مرحاض رائحته كريهة جدا وقذر".

وقالت مختطفة رابعة: "قامت ثلاث سجانات بإدخالي إلى الزنزانة، وحاولن تفتيشي عارية، إلا أنني رفضت وأصررت على عدم الانصياع لهن، فاعتدين علي وتحديدا على رأسي، وكان برفقتي معتقلة أخرى تعرضت كذلك للضرب بشدة كونها رفضت التفتيش العاري، ولاحقا تم نقلنا إلى زنزانة نتنة مجردة من كل شيء، وبعد أن طالبنا مرات عديدة بتوفير فرشة وغطاء، تم إحضار فرشتين رطبتين كريهة الرائحة، وكذلك الغطاء".

وأكدت تلك التفاصيل أيضا مختطفة أخرى، حيث قالت: "وصلت إلى معتقل هشارون الساعة الرابعة عصرا، وتم وضعي في زنزانة أرضيتها مغطاة بالمياه ومجردة من أي مقتنيات، فبدأت أشعر بفقدان التوازن كوني أعاني مرض السكري، إذ تم إبقائي طوال الوقت دون شراب وطعام، وفي وقت متأخر قاموا بنقلي إلى زنزانة أخرى فيها كاميرات، والمرحاض مكشوف، فبدأت أشعر بالتعب الشديد، ورغم ذلك استغرقت عملية نقلي في عربة البوسطة إلى معتقل "الدامون" الأسوأ يوما كاملا، وعندما وصلت إلى هناك كنت منهكة جدا ولا أقوى حتى على السير".

ويشكل معتقل "هشارون" محطة للتنكيل والإذلال بحق المعتقلات، وتصاعد ذلك بشكل كبير بعد 7 أكتوبر، واستنادا إلى زيارات متواصلة جرت لهن مؤخرا، أكدت المختطفات تعرضهن للإذلال والتفتيش والاعتداء في زنازين المعتقل، التي لا تصلح للعيش الآدمي.

وقالت هيئة الأسرى ونادي الأسير، إن ظروف احتجاز المعتقلات في معتقل "الدامون" بعد رحلة التنكيل والإذلال التي يتعرضن لها منذ لحظة الاعتقال وفي "هشارون"، تشكل امتدادا لتلك المحطات.

وأكدت المختطفات أن ظروف احتجازهن قاسية وصعبة جدا، جراء العزل الجماعي والمضاعف المفروض عليهن، إضافة إلى تقديم إدارة المعتقل طعاما سيئا كما ونوعا، فالطعام دون ملح وغير مطبوخ جيدا، ومع بداية شهر رمضان يتم إحضار ثلاث وجبات وتقوم المعتقلات بحفظها حتى وقت الإفطار، ويتم تقسيمها على الإفطار والسحور رغم كميتها المحدودة، كما أن لديهن خشية من شرب المياه في المعتقل، حيث يضطررن إلى وضعه في أوعية حتى تترسب الأوساخ في الأسفل ويتمكنّ من شربه".

جدير بالذكر أن عدد المختطفات في معتقلات الاحتلال يبلغ (67) مختطفة، بينهن 4 من قطاع غزة في معتقل "الدامون"، ومن بينهن أم وابنتاها، ولا تتوفر أي معلومات عن المختطفات من غزة المحتجزات في المعسكرات، جراء جريمة الإخفاء القسري.