عاجل| أمم إفريقيا 2023.. الرقم "3" يحكم سيناريوهات نسخة المفاجآت

أمم إفريقيا 2023 هي بلا شك النسخة الأكثر إمتاعًا من بين 34 بطولة على مدار تاريخها، منذ انطلاقها للمرة الأولى عام 1957، في العاصمة السودانية الخرطوم، وبـ3 فرق فقط، وهي مصر والسودان وإثيوبيا، والتي اقتنص فيها الفراعنة لقبهم الأول.

 

وعلى مدار تاريخها شهدت بطولة أمم إفريقيا 2023 عددًا من التعديلات على صعيد شكل المنافسات وعدد الفرق المشاركة في المسابقة القارية العريقة، قبل الاستقرار على نظامها الحالي بتواجد 24 فريقًا، توزع على 6 مجموعات، يتأهل منها أصحاب المركزين الأول والثاني، إلى جوار 4 فرق يتم اختيارهم ضمن "أفضل الثوالث"، لإكمال ركب الصاعدين لدور الستة عشر.

 

نسخة المفاجآت

شهدت نسخة أمم إفريقيا 2023 التي تستضيفها ملاعب كوت ديفوار، العديد من المفاجآت والغرائب، التي تدخل ضمن قائمة المستحيلات الكروية، بعد غروب شمس المنتخبات صاحبة المقام الرفيع، وصعود نجم فرق أخرى، كانت حتى وقت قريب، أبعد ما تكون عن طاولة "توقعات" أكثر المحللين "المتشائمين".

 

النسخة الحالية من بطولة الكان، باتت هي البرهان الحقيقي على تهاوي وضحالة "نظرية المستحيلات"، التي تنظر للمنتخبات بشكل سطحي، اعتمادًا على "الأرقام والتاريخ"، ليتأكد معها أن كل الأماني ممكنة، شريطة بذل الجهد والعرق، ليصبح في الإمكان تحقيقها على أرض الواقع.

 

منتخبات الظل الـ3

ولعل نتائج منتخبات الظل الـ"3" - موزمبيق وموريتانيا والرأس الأخضر - خير شاهد على هذا الأمر، بعد المفاجآت المدوية التي حققها الثلاثي، والتي أثرت على خريطة الفرق المتأهلة للأدوار الإقصائية، وأعادت رسم الهيئة الجديدة، للفرق المتصارعة على إحراز اللقب، وانتزاع الأميرة السمراء.

 

أسرار تعويذة الرقم "3"

ولعل المتابع لأحداث البطولة، يلاحظ سحرًا غريبًا للرقم 3، الذي بات بمثابة التعويذة الأكثر حضورًا، في مجريات المسابقة الأضخم على مستوى القارة السمراء، منذ انطلاقها في الـ"13" من شهر يناير الجاري، على ملاعب كوت ديفوار.

 

بطولة الـ3 دقائق

مجريات أحداث البطولة ومبارياتها تعدلت في عدة مواجهات خلال 3 دقائق فقط، وهي المسألة التي بدأت بلقاء مصر وموزمبيق الذي انتهي بالتعادل 2/2، والأمر عينه تكرر خلال مواجهات "نيجيريا وغينيا الاستوائية" 1/1، والكونغو الديمقراطية وزامبيا 1/1.

 

وتصاعدت وتيرة المفاجآت مع جولة الحسم والختام، وأبرزها مواجهات موزمبيق وغانا 2/2، وجامبيا والكاميرون 3/2،  و"مصر وغانا" 2/2، والتي غيرت وجه البطولة، ورسمت خريطة الفرق المتأهلة، لدور الستة عشر إلى حد بعيد.

 

لعنة الرقم "3"

تواصلت تعويذة الرقم "3" الذي تحكم في مصائر الفرق المتأهلة لدور الستة عشر، ليكون طوق النجاة لبعضها، وأبرزها مصر والكونغو الديمقراطية، تأهلتا كوصيف لمجموعتيهما، وموريتانيا وكوت ديفوار، اللتان لحقتا بركب المتأهلين بشق الأنفس، ضمن قائمة "أفضل ثوالث"، فيما يتجاوز رصيد هذا الرباعي حدود الـ3 نقاط فقط.

 

وكان القدر رحيمًا بجماهير الدولة المنظمة، التي تأهلت في الرمق الأخير، من جولات ختام دور المجموعات، التي لعبت نتائجها دورًا كبيرًا في صعود الأفيال، لدور الستة عشر، لتتجدد معه دوافعها في المنافسة على لقب النسخة الرابعة والثلاثين.  

 

3 إقالات و3 استقالات

شهدت بطولة كان 2023 مفارقة أخرى تتعلق بهذا الرقم الذي لا يبارح أي تفصيلة من تفاصيلها المشتعلة، كنتيجة لزلزال النتائج الكارثية المفاجئة، التي ضربت غالبية منتخبات الصفوة، لتغادر على إثرها نسخة الكان الرابعة والثلاثين بـ”خُفي حنين”، لتعلن اتحادات غانا وكوت ديفوار والجزائر نبأ إقالة مدرائها الفنيين.

 

في المقابل لم يتحمل جلال القادري الهجوم الإعلامي، الذي تلا صدمة خروج نسور قرطاج من “الباب الصغير”، معلنًا نبأ استقالته خلال تصريحات متلفزة على الهواء مباشرة، وسبقه توم سانقيت قائد المنتخب الجامبي الذي قدم اعتذاره عن الاستمرار في منصبه، فيما اختلفت المسألة بعض الشيء مع عادل عمروش، مدرب تنزانيا الذي خضع للتحقيق أمام لجنة تأديب الكاف، قبل أن تتردد الأنباء بالاستغناء عن خدماته.