عاجل| تريزيجيه.. فتى الفراعنة الذهبي وأسرار النبوءة التي حققها بعد 11 عامًا

تريزيجيه "فتى الظل" الذي أنصفته الجماهير، وبادلته حبًا بحب، بفضل لمحاته الفنية ومردوده الإيجابي، والروح القتالية التي أظهرها رفقة كتيبة الفراعنة، المشاركة في بطولة امم افريقيا 2024، والتي توجها بقيادة المنتخب نحو التأهل لدور الستة عشر.

 

تألق محمود حسن ابن محافظة كفر الشيخ،  لم يكن وليد اللحظة، وإنما هو نتاج مشوار طويل من الكفاح، الذي حقق به حلم والده، بالانضمام لأكاديمية النادي الأهلي، وسرعان ما التقطته عين "بدر رجب"، الذي أطلق عليه لقب "تريزيجيه"، وهو الاسم الذي اشتهر به، ورافقه طوال رحلته مع الساحرة المستديرة. 

 

نبوءة والد تريزيجيه

قبل بلوغه الثالثة عشر، طالبه اخوته بالعودة لمسقط رأسه، على وجه السرعة، بناءًا على رغبة والده الذي ألح على هذا الأمر، ولم يدر بخلد الفتى اليافع أنها المرة الأخيرة التي سيعانقه فيها، قبل أن يحمله عددًا من الوصايا، تجاه اخوته وعائلته، التي كانت حتى هذه اللحظة هي السند والأمان بالنسبة له، وهي التكليفات التي سعى لتنفيذها على النحو الأكمل.

 

وحكي "تريزيجيه" في عدد من اللقاءات المتلفزة، كواليس اللقاء الأخير الذي جمعه بوالده، والذي حمله فيه مسؤولية كبيرة تجاه أشقاءه، رغم أنه يأتي في الترتيب الأخير بينهم، فيما كانت النبوءة الأكثر غرابة، أنه توقع لهذا الطفل الصغير الذي لم يبلغ الـ13 عامًا بعد، أن يكون هو السبب المباشر في صعود منتخب بلاده إلى كأس العالم!.

 

لاعب المنتخب المصري الدولي، أخذ على عاتقه تلك النبوءة على محمل الجد، نظرًا لكونها أخر كلمات والده الراحل، التي حرص على تلقينه إياها، وتحميله هذه المسؤولية الغريبة والمفاجأة على حداثه سنه في هذا الوقت، ليعيد رفقة زملائه كتابة أسمائهم بأحرف من نور، ويحققها بفضل دعوات ملايين المصريين بعد مرور 11 عامًا 

 

جوزيه يصفه بـ”الأفضل”

الفتى المشاكس والمهاجم الناشىء رفض عرضًا مغريًا للانتقال إلى قطر، مؤكدًا رغبته بإثبات ذاته بقميص النادي الأهلي، ليتألق تريزيجيه ويحوز على إعجاب "علي ماهر"، الذي رشحه بدوره للداهية البرتغالي "مانويل جوزيه"، لتصعيده إلى الفريق الأول، ليشارك للمرة الأولى كبديل لـ"الماجيكانو" محمد أبو تريكة، في دوري أبطال إفريقيا عام 2012، والتي ظفر المارد الأحمر بلقبها على حساب الترجي التونسي بمجموع المباراتين، بعد التعادل 1/1 ذهابًا بالقاهرة، والفوز بهدفين لهدف إيابًا على ملعب رادس.

 

سطع نجم ابن كفر الشيخ الذي وصفه "مانويل جوزيه" بأنه واحد من أفضل اللاعبين الشباب الذي قابلهم على مدار مشواره التدريبي، وهي المسألة التي ساهمت في موافقة مجلس إدارة القلعة الحمراء على انتقاله معارًا إلى نادي اندرلخت البلجيكي.

 

وخلال 3 سنوات انتقل اللاعب بين عدة أندية على سبيل الإعارة، ما بين أندرلخت وموسكرون البلجيكيين، قبل التوجه صوب العاصمة التركية أنقرة، ليخوض تجربته الجديدة مع "قاسم باشا"، متشبثًا بتحقيق حلم والده، الذي غدى معه المستحيل ممكنًا.

 

قائد ملحمة الصعود لمونديال روسيا 2018

في هذه الأثناء كان المنتخب يخوض التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 التي تستضيفها روسيا، والتي تعلقت فيها الأمال بالوصول إلى المونديال بعد غياب 28 عامًا، بعد تعقد موقف الفريق المصري، الذي كان مطالبًا بتخطي عقبة الكونغو، لحسم بطاقة الصعود.

 

وهي المباراة التي تقمص فيها "تريزيجول" شخصية البطل، بعدما تعادلت النتيجة، وأوشك الحكم على إطلاق صافرة النهاية، لتنشق الأرض عن "ابن أبيه البار" ويزاحم المدافع الكونغولي "بيرانجير إيتوا"، الذي اضطر لإسقاطه داخل منطقة الجزاء، ليتحصل من خلالها المنتخب المصري على ركلة جزاء، في الرمق الأخير من مباراة الكونغو، حسم بها الفراعنة بطاقة الصعود لبطولة كأس العالم روسيا 2018، بعد غياب دام 28 عامًا عن التواجد ضمن فرق المونديال.

 

حكاية تريزيجول مع الـ”ماما أفريقا”

في نسخة امم افريقيا 2024 ساهم اللاعب بنصيب وافر، في تأهل المنتخب المصري إلى الأدوار الإقصائية، بعد صناعته لهدف التعادل أمام غانا، وتسجيله لهدف التقدم أمام الرأس الأخضر، وصناعة الهدف الثاني للنجم مصطفى محمد، ليعزز موقع الفراعنة في وصافة المجموعة، بعد المفاجأة التي حققتها "موزمبيق" أمام "غانا"، والتي أزاحت الفريقين معًا.