عاجل
الثلاثاء 28 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنشطة رئاسية مصر وروسيا
البنك الاهلي

عاجل| أحلام قادة ثورة 23 يوليو يحققها "السيسي".. مصر تدخل نادي الكبار  

الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء، عبر الفيديو في مراسم البدء بصب الخرسانة بقاعدة وحدة الكهرباء رقم 4 بمحطة الضبعة للطاقة النووية.



 

الحلم الذي راود ملايين المصريين منذ منتصف خمسينات القرن الماضي، حينما أنشأت مصر لجنة الطاقة الذرية عام 1955، أنشاء مفاعل أنشاص، ويسمى أحيانا بمفاعل مصر للاختبارات والابحاث رقم واحد هو أول مفاعل نووي في مصر تم توريده لمصر من قبل الاتحاد السوفياتي في عام 1958 ، ليبدأ السعي لامتلاك الطاقة النووية السلمية ودخول نادي الكبار.

 

مما جعل الطريق نحو المحطة أصبح واقعًا، حينما وقّعت مصر في 19 نوفمبر 2015 اتفاقية إطارية مع روسيا لإنشاء محطة الضبعة النووية لبناء 4 مفاعلات قوية نووية في مدينة الضبعة، من خلال آلية تمويل متّفق عليها مع الجانب الروسي، لإنتاج 1200 ميجاوات كهرباء نظيفة بلا أي ملوثات مما يقلل من انتشار الامراض في مصر، وتوفير 54ألف فرصة عمل.

 

وتتميز المحطات النووية انها تعمل على مدار 24 ساعة يوميا، 7 أيام في الأسبوع، وهي مصممة للعمل لفترات أطول، ولذلك تعتبر مصدر الطاقة الأكثر موثوقية، وهي أكبر مصدر للطاقة النظيفة فمن مزايا وفوائد الطاقة النووية: قدرتها الإنتاجية الكبيرة في توليد الطاقة حيث انه عند الاحتراق الكامل لعدد 1 كجم من اليورانيوم، يتم إنتاج طاقة تعادل تلك المنبعثة من حرق 100 طنًا من الفحم الحجري عالي الجودة. 

 

وتساهم الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء في تطور الاقتصادي حيث تسهم كل وظيفة واحدة في تشييد محطة الطاقة النووية في خلق 10 وظائف في القطاعات ذات صلة. ويساهم تطور الطاقة النووية في نمو البحث العلمي والقدرات الفكرية القومية، والحفاظ على موارد الطاقة من البترول والغاز الطبيعي حيث أنها موارد ناضبة وغير متجددة بالإضافة إلى تعظيم القيمة المضافة من خلال استخدام البترول والغاز الطبيعي كمادة خام لا بديل لها في الصناعات البتروكيميائية والأسمدة. تطوير الصناعة المصرية من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي.

 

ويأتي مشروع الضبعة تتويجًا للعلاقات المتميزة بين البلدين، وتكليلًا للصداقة الطويلة، ونتاجًا لتراكم الخبرات، وتحقيقًا لأفضل الممارسات من الجانب الروسي، ودعم إحدى ركائز الأمن القومي المصري في مجال أمن الإمداد بالطاقة.

 

وشهد مشروع المحطة النووية بالضبعة، مؤخرًا تحقيق الكثير من المعالم الرئيسية في مسار تنفيذ المحطة، ومنها تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدتين النوويتين الأولى والثانية، بعد أن تمّت أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدات النووية الأولى والثانية والثالثة من قبل، ويشهد الموقع في القريب العاجل تحقيق إنجاز آخر، وهو الصبة الخرسانية الأولى للمفاعل الرابع.

 

هيئة المحطات النووية

وكشفت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في تقرير صادر عنها، أن محطة الضبعة النووية تعد من المشروعات العملاقة التي لها فوائد عديدة للاقتصاد المصري، فهي أحد مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية وأحد الحلول الجوهرية لتقليل الانبعاثات الكربونية ومجابهة الاحتباس الحراري.

 

وأشارت الهيئة في التقرير إلى مشاركة شركة "روساتوم" في إنشاء مشروع محطة الضبعة، والذي اختير كأحد أفضل ثلاثة مشروعات من حيث البدء والانطلاقة على مستوى العالم، لافتا إلى أن المشروع له مردود إيجابي على خلق فرص التشغيل والنمو الاقتصادي، وأن الطاقة النووية مجربة كمصدر لا يخلف أي نواتج كربونية، وتتميز المحطات بأنها تعمل على مدار 24 ساعة ومصممة للعمل لفترات متواصلة.

وتعرف محطة الضبعة النووية، بأنها أول محطة طاقة نووية في مصر، وتكون في مدينة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وعلى بعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.

وتتكون محطة الضبعة من أربع وحدات لتوليد الطاقة مزودة بمفاعلات الجيل الثالث المتطور VVER1200 -مفاعلات مياه مضغوطة بقوة 1200 ميجاوات لكل وحدة، وهي التكنولوجيا الأحدث حاليًا، والمطبقة بالفعل بمشروعات تعمل بنجاح في الوقت الحالي.

العمالة المصرية بالمحطة 

ويوفر مشروع المحطة النووية بالضبعة ما يقرب من 54 ألف فرصة عمل، من خلال وظائف توفرها هيئة المحطات النووية بشكل مباشر، مع هيئة المحطات النووية للعمل في المحطة النووية يبلغ 3 آلاف فرصة عمل، بالإضافة إلى فرص عمل مباشرة مع المقاولين في المشروع، والتي قد تصل إلى أعداد كبيرة تقدر بـ6 آلاف أو أكثر علاوة على فرص العمل غير المباشرة مع الشركات المصرية والتي قد تصل إلى 5 أضعاف هذا الرقم أو أكثر بنهاية اكتمال أعمال بناء المشروع.

مراحل تنفيذ المحطة 

الجدير بالذكر أن تنفيذ مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية جاء تتويجًا لسنوات عديدة من الجهود المصرية لإدخال الطاقة النووية إلى مصر، حيث يتم تنفيذ المشروع من خلال ثلاثة مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى: وهي المرحلة التحضيرية والتي بدأت منذ ديسمبر 2017 وتغطي الأنشطة التي تهدف إلى تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية، وتستمر لمدة عامين ونصف إلى أربعة أعوام.

المرحلة الثانية: وتبدأ بعد الحصول على إذن الإنشاء وتشمل جميع الأعمال المتعلقة بالبناء والتشييد وتدريب العاملين والاستعداد للبدء في اختبارات ما قبل التشغيل، وتستمر المرحلة الثانية لمدة خمسة أعوام ونصف.

المرحلة الأخيرة: وتشمل الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل والتي تشمل إجراء اختبارات التشغيل وبدء التشغيل الفعلي، وتستمر هذه المرحلة حتى التسليم المبدئي للوحدة النووية وإصدار ترخيص التشغيل، وتصل مدة اختبارات ما قبل التشغيل إلى 11 شهرا.

الرئيس السيسي يكشف أهمية الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء ضمن رؤية 2030

وفي مستهل كلمته عبر تقنية الفيديو كونفرانس خلال فعاليات بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووي، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "إن التاريخ يكتب اليوم تاريخا جديدا بتحقيقه حلما طالما راود جموع المصريين بامتلاك محطات نووية سلمية"، مؤكدا تصميمه على المضي قدما في مسار التنمية والبناء وصياغة مستقبل مشرق لمصر.

وأضاف السيسي: "إن ما يشهده عالمنا اليوم من أزمة في إمدادات الطاقة العالمية، يؤكد أهمية القرار الاستراتيجي الذي اتخذته الدولة المصرية بإحياء البرنامج النووي السلمي المصري لإنتاج الطاقة الكهربائية كونه يسهم في توفير إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل وبما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويجنب تقلبات أسعاره".

وتابع: "إن هذا المشروع يعد صرحا جديدا يضاف إلى مسيرة الإنجازات التي حققها التعاون المصري الروسي المشترك عبر التاريخ كما يعكس مدى الجهود المبذولة من كلا الجانبين للمضي قدما نحو تنفيذ مشروع مصر القومي بإنشاء المحطة النووية بالضبعة الذي يسير بوتيرة أسرع من المخطط الزمني المقرر متخطيا حدود الزمان ومتجاوزا كل المصاعب ليعكس الأهمية البالغة، التي توليها الدولة المصرية لقطاع الطاقة إيمانا بدوره الحيوي كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي وأحد ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق "رؤية مصر 2030".

وقال السيسي: إن إضافة الطاقة النووية إلى مزيج الطاقة الذي تعتمد عليه مصر لإنتاج الكهرباء يكتسب أهمية حيوية للوفاء بالاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويسهم في زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، بما يحقق الاستدامة البيئية والتصدي لتغير المناخ".

وفي الختام، أعرب الرئيس السيسي عن خالص الشكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لانضمامه لهذه الفعالية كما أعرب عن خالص الشكر والتقدير للعاملين بكل من شركة "أتوم ستروى إكسبورت"، المقاول العام الروسى للمشروع و"هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء" التي تشرف على تنفيذ هذا المشروع القومي العملاق، آملا دوام التوفيق في مراحل المشروع المقبلة.

وبدوره، أكد وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، في كلمته عبر تقنية الفيديو كونفرانس خلال فعاليات بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووي، أن مصر تنتقل إلى مرحلة جديدة عبر بناء المفاعلات النووية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 وقال شاكر: "إن مصر بقيادة الرئيس السيسي تسابق الزمن للوصول إلى جميع الأهداف المرجوة والمنشودة"، مشيرًا إلى أنه خلال الشهور القادمة ستتم المشاركة في مختلف المشاريع الخاصة بمحطة الضبعة للصب الأول للخرسانة في المفاعلين الثالث والرابع.

ونوه وزير الكهرباء بأن هذه الإنجازات تحققت في فترة قصيرة بفضل العمل المتسارع والشركاء والتنسيق العالي بين الشركة المنفذة والمشغلة "روس أتوم" وغيرهم من المشاركين، قائلا: "إن هذه الفاعلية ليست من باب الصدفة، إنما حدث يدل على إنجاز الرئيسين الروسي والمصري في تحقيق الهدف المنشود والعمل الدؤوب الذي استغرق وقتا طويلا".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز