"كيراموس" صالحة المصري في قاعة صلاح طاهر
محمد يحيى
تقيم الفنانة صالحة المصري معرضها الخزفي "كيراموس" في قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية، في تمام الساعة السادسة مساء من يوم الثلاثاء الموافق ٢٣ يناير ٢٠٢٤ حتى ٢٩ يناير ٢٠٢٤، يوميا من ١٠ صباحا حتى ۲ ظهرا، ومن ٤.٣٠ مساء حتى ٨.٣٠ مساء.
بدأت صالحة العمل على هذا المعرض بإحدى الجداريات الخزفية مستوحية رموزها من الكتابات القديمة "المصرية القديمة، المسمارية، الساسانية، السومرية، الأكادية، الآرامية"، واتخذت من تلك الكتابات "موتيفات" تثري السطح الخزفي جماليًا، ولم تقصد منها معنى حرفيًا وإنما المقصود منها الشكل الفني للحرف، الذي يعطي سمة جمالية للقطعة الفنية.
في بعض الأحيان لجأت إلى الدمج بين رموز اللغات المختلفة للتأكيد على معنى واحد، هو أنه مهما اختلفت لغاتنا أو حضاراتنا نبقى بشرا ينتمي كل منا لحضارته التي هي بمثابة جذوره الممتدة عبر حقب زمنية بعيدة والتي تضمن بقاءه واستمراريته، إذ ترك الأجداد- في شتى بقاع الأرض- أثرًا يدل عليهم، يعبر عنهم، يحكي تاريخهم، ويظهر تطورهم في مناحي الحياة المختلفة، ونقوشا راسخة على الكهوف والصخور والأحجار، بل والصروح العظيمة الشامخة حتى وقتنا هذا، فكانت جميعها بمثابة حلقة وصل تربط بين الماضي والحاضر.
عشقت تلك الرسوم والنقوش بداية من طبيعتها علي الحجر في المعابد والجداريات في المتاحف وحتى سبكها في صيغة قطع معدنية ونسخها وتداولها ليقتنيها محبو التاريخ.
فكان هذا المعرض "كيراموس" محاولة لاستدعاء روح التراث في بناء الشكل الخزفي التقليدي، والمستوحى من آنية "ستيولا" عند المصريين القدماء تلك الآنية المقدسة التي تتسم بالغموض تمثل تاريخا فريدا ونموذجا متميزا. للحياة المصرية القديمة. فقد كان لها دور فعال في العالم الآخر كونها مرتبطة بالمياه الأزلية التي نشأت منها عملية الخلق.
بالإضافة إلى المعالجة السطحية للقطعة الخزفية والمتمثلة في اختيار بعض رموز اللغات القديمة، وأخيرا طرق الحرق البدائية وما ينتج عنها من تأثيرات جمالية تضيف للقطعة الفنية ملامح تراثية.
حيث جاءت أعمال ذلك المعرض في هذه الصيغة لتدل على معنى إنساني يؤكد أهمية ارتباط الإنسان بموروثه أو حضارته أو مجتمعه ربما أسرته والمتمثلة في جذوره بالخروج عنها يتوه وربما يموت.